ترجمة: ثريا جواد
لم تكن الموجة الأدبيَّة التي أعقبت وصول جيل ويندراش (المهاجرون الذين وصلوا إلى بريطانيا بين عامي 1948 - 1971 من بلدان الحوض الكاريبي فـــي المملكة المتحدة هي بداية الأدب البريطاني لذوي البشرة السوداء بأيِّ شكل من الأشكال، ولكن الذكرى الـ 60 لوصول HMT Empire Windrush (عبارة عن سفينة ركاب وسفينة سياحيَّة أطلقت في ألمانيا في العام 1930 كانت تملكها وتديرها شركة الشحن الألمانيَّة هامبورغ سود في الثلاثينيات خلال الحرب العالميَّة الثانية) إلى أرصفة مدينة تيلبوري في الـ 21 من حزيران في العام 1948 تبدو لحظة جيدة للاحتفال بـ 75 كتابًا شكلت تجربة الأدب البريطاني.
حيث تم اختيارها من مجموعة من الكتاب والفنانين ومؤرخين وموسيقيين ومعلمين وناشرين والسياسيين والمذيعين البارزين، ومنهم ديفيد أولوسوجا، برناردين إيفاريستو وديفيد لامي وخياراتهم التي تغطي الخيال والواقعي والشعر والسياسة والنتيجة هي مجموعة مبهجة من القصص بدءاً أولودا إيكيانو المحرّر والداعي لإلغاء الرق في القرن الثامن عشر إلى الطيارين وحاملي النقالات في الحرب العالمية الثانية من المعلمين الرواد إلى الشباب الباحثين عن المتعة في ليالي دانسهول، فضلاً عن أعمال سام سيلفون وبيرل كلروي جنبًا إلى جنب مع الكتابات الحديثة لمالوري بلاكمان، وناديفا محمد، وروجر روبنسون.

 البقاء في السلطة
أحدث كتاب (البقاء في السلطة) للكاتب الانجليزي بيتر فراير تأثيرًا حقيقيًا نُشر في العام 1984 في أعقاب أعمال الشغب في الثمانينيات، وهذه القطعة الضخمة من غلاف ورقي غيّرت كل شيء حيث عمل صحفي بريطاني كان في تيلبوري أرصفة في  العام للإبلاغ عن وصول سفينة (ويندراش) جاء مع ملحق ضخم مليء بالوثائق الحيوية وفهرس شامل وعلى مدار أربعة عقود كانت (ويندراش) هي نقطة الوصول الرئيسية إلى التاريخ الذي لم يكن معظمنا يعرف عنه سوى القليل قبل أن نفتح صفحاته.

غرباء الظلام
يعد كتاب غرباء الظلام: دراسة للهنود الغربيين في لندن اليوم هو مصدر تاريخي أكثر من كونه يقرأ من الغلاف إلى الغلاف توضح هذه الدراسة الاجتماعية لمجتمع غرب الهند في بريكستون في ستينيات القرن الماضي، وكيف أصبح هذا المجتمع يُعرَّف من دون تفكير تقريبًا على أنّه جزءٌ من “مشكلة اللون” بعد الحرب وأولئك الذين قد يميلون لقراءتها هم سكان بريكستون الذين سيكافحون للتعرّف على الجزء الخاص بهم من لندن.

تبييض بريطانيا
تقول الكاتبة كاثلين بول: لكي نتعمّق في جذور فضيحة (ويندراش) واكتشاف مدى عدائيَّة البيئة للمهاجرين السود بعد الحرب، فهذا هو المكان المناسب للبدء بتفكيك علمي لعقدين من سياسة الهجرة. ويظهر كتاب تبييض بريطانيا خرافتين الأول هو أن النخبة السياسية في بريطانيا أجبرت على تمرير قيود الهجرة ردًا على العنصريَّة من أسفل، حيث عارض السياسيون البريطانيون هجرة السود منذ البداية، وغالبًا أكثر من أولئك الذين عاشوا جنبًا إلى جنب مع المجتمعات السوداء المتنامية. والأسطورة الثانية التي تم إرسالها هنا هي أن جيل ويندراش تمت دعوته إلى بريطانيا للمساعدة في إعادة البناء بعد الحر، ولقد تمت دعوتهم بالتأكيد، ولكن من قبل NHS و London Transport ومجموعة من الصناعات الأخرى التي كانت بحاجة ماسة إلى العمال المثقفين الذين يعملون بجد كما تكشف الوثائق الرسمية التي ينشرها الدكتور بول، حيث أمضى أولئك الموجودون في أروقة السلطة عقودًا بعد وصول ويندراش في محاولة لصياغة قوانين جعلت من الصعب، وليس أسهل على السود الاستقرار في بريطانيا.

إنجلترا السوداء
يُحيي كتاب جريتشن غيرزينا أنجلترا السوداء هذه الحقبة المحددة من التاريخ البريطاني بمهارة كبيرة، هذا ليس كتابًا جافًا، ولكنه سرد ملوّن وحيوي ينبض فيه الأشخاص الحقيقيون، المشهورون وغير المعروفين بالطاقة والحياة، وحيث يشعر الماضي بالحيوية والملمس يجب اعتبار الجوانب السوداء للتاريخ البريطاني كتاريخ بريطاني في حد ذاته، ولكن حتى يحدث ذلك فإن كتبًا مثل هذه تذكر الجميع بأن جذورنا في هذا البلد عميقة.

الصفحة الرئيسة ليست مكانا
كتاب رائد من الصور الفوتوغرافية والشعر حول الوجود الأسود المعاصر في بريطانيا خارج المدن الكبرى من قبل المصور جوني بيتس والشاعر روجر روبنسون، حيث سافر هذان الرجلان في جميع أنحاء البلاد بحثًا عن مجتمعات السود، تتوسع صور بيتس المؤرقة وشعر روبنسون الرائع وتفتح القصة بما يتجاوز المعايير الحضرية والجغرافية الأكثر شيوعًا.

دود البزاق
تعدُ الروائية وكاتبة القصة القصيرة إيرينوسن أوكوجي واحدة من أكثر الكتاب طموحًا وأصالة وإبداعًا، حيث نشأت في كل من الثقافتين النيجيرية والبريطانية ومن خلال مجموعتها الثانية من القصص القصيرة (دود البزاق) حسمت سمعتها كشخص يخلق الخيال الأكثر سريالية والذي لا يمكن التنبؤ به وسحره من أجل الكشف عن حقائق أعمق.

اعترافات فراني لانجتون
تأخذ الكاتبة سارة كولينز الوجود الأسود في النوع القوطي بروايتها الأولى المروعة والمثيرة (اعترافات) والتي تتناول العبوديَّة في جامايكا إلى السجن في إنجلترا مع الرغبة الجنسيَّة بين الأعراق في قلبها، وتثير الرواية تساؤلات حول العدالة والظلم  والخير والشر والسلطة الأبوية البيضاء مقابل وكالة
الأنثى السوداء.

عن الغارديان