سرور العلي
نشأت الدكتورة هديل محمد في بغداد، وهناك أنهت دراستها الإعداديَّة والجامعيَّة في جامعة بغداد، كلية الهندسة، وحصلت على شهادة البكالوريوس والماجستير في هندسة الكومبيوتر في العام 2000، ثم تعينت كمعيدة ثم أستاذة جامعيَّة في القسم ذاته الذي تخرجت فيه في العام 2005.
ولسوء الأوضاع الأمنية انتقلت للعيش في الإمارات العربية المتحدة، وهناك عملت كمحاضرة في دبي ثم مُبرمِجة في شركة طيران في مدينة الشارقة، وفي العام 2012 انتقلت إلى ولاية ميشيغان، لتكمل دراسة الدكتوراه في إدارة تكنولوجيا المعلومات، وتعمل الآن أستاذة جامعية هناك.
ضرورة تعلم لغة البرمجة
نجحت الدكتورة هديل محمد بتطوير تطبيقٍ للبرمجة، مشيرة إلى أنَّ العالمَ اليوم مختلف، والجيل الحالي يجب أنْ يكون لديه اطلاعٌ في علوم الكومبيوتر والبرمجة، ففي المستقبل القريب سيزداد الطلب على وظائف برمجة الكومبيوتر، لذا يجب أنْ يتعلم الطلاب لغة البرمجة، وهناك لغات برمجة متعددة وكثيرة، لكنْ يمكن البدء بتعلم لغة (جافا سكربت)، وأضافت "أثناء دراستي للدكتوراه قمت بتطوير برنامجٍ لتعليم البرمجة عبر الإنترنت أطلقتُ عليه اسم "عفريت البرمج"، أو كود جيني وهو متوفر مجاناً، كان الهدف من إنشاء هذا البرنامج، هو لتشجيع الطلاب على تعلم البرمجة من خلال إدخال عنصر الفن، وتحريك الأشكال الهندسيَّة".
وبشأن التحديات التي واجهتها لفتت محمد، إلى أنَّ "تمويل دراستها كان أحد العوائق، إذ أكملتها على نفقتها الخاصة، فكانت تضطر إلى أخذ كورسات أقل، بسبب كونها لا تستطيع تأمين المبلغ، ولكنْ مع ذلك تمكنت من إنهاء دراستها في أربع سنوات، ولن تحتاج إلى سنوات إضافيَّة، والعائق الآخر هو الوقت فكانت تحاول الموازنة بين وقت الأسرة ووقت الدراسة، كما واجهتها تحديات أثناء التخاطب مع المدارس المختلفة في أميركا، وإقناعهم باستخدام البرنامج خلال المخيمات البرمجيَّة الصيفيَّة التي أقامتها هناك، وبمرور الوقت استطاعت التغلب عليها".
جافا سكريبت
وفي ما يتعلق بمميزات التطبيق أكدت "يستطيع الطالب استخدام لغة البرمجة جافا سكريبت، لخلق رسوم فنية بأشكالٍ مختلفة وتحريكها، ويمكنه بعد ذلك مشاركتها مع أصدقائه، كذلك يحتوي التطبيق على مجموعة من البرامج التي يمكن للطالب تغيير محتواها، ليتعلم كيف تعمل، ويمكن للطالب الحصول على شهادة من البرنامج، تتضمن عدد النقاط التي حصل عليها أثناء استخدامه للتطبيق".
وتابعت حديثها: "الاهتمامات البحثية لي تتضمن الطرق المختلفة، لتعلم برمجة الكومبيوتر، واستكشاف وتطوير أدوات مختلفة لتعلم البرمجة، وأيضاً كيفيَّة توظيف خواص الألعاب، كجمع النقاط والشارات لتعلم البرمجة بأسلوبٍ سهلٍ وشيق، ومن اهتماماتي البحثية الأخرى هي تطوير تطبيقات الهاتف المحمول، وأفضل الطرق لتعلمها، كما وصدرت لي مؤخراً ورقة بحثيَّة في مجال أمن المعلومات، لا سيما مع زيادة الاهتمام به مع اتساع التطور التكنولوجي، وأصبح من القضايا المهمة لحماية المعلومات، والحفاظ عليها من التهديد والسرقة والاختراق، وتمنحها الشفافيَّة والمصداقيَّة".
الاستفادة بشكلٍ أكبر
تطمح الدكتورة هديل محمد أنْ تتمَّ الاستفادة من البرنامج بشكلٍ أكبر، وأنْ يتعرف عليه، ويحبه طلاب كثر ويستخدمونه بشكلٍ أوسع، لا سيما أنَّ معظم الطلبة كانت ردودهم إيجابيَّة، وبعضهم أعجِبَ بالتطبيق لدرجة استخدامه في البيت بعد انتهاء زمن المخيم البرمجي، والكثير من الطلاب شاركوا أعمالهم البرمجيَّة من خلال التطبيق، حيث تمت مشاركة أكثر من 200 برنامج كتب بيد الطلاب خلال أسبوعٍ واحد، وتمت كتابة أكثر من ستة آلاف أمرٍ برمجي ضمن هذه البرامج".
وتسعى إلى الاستمرار في نشر البحوث، وتأليف كتاب يعلم البرمجة بطريقة شيقة وممتعة، وأنْ يكون له صدى واسع بين الناس.
وختمت هديل حديثها بالقول: "على كل فتاة أنْ تهتمَّ بتعليمها، وتعطيه أولوية بحياتها، فالعلمُ يمنحها حياة أفضل، واستقراراً أكثر وثقة أكبر، لا سيما أنَّ قطار العلم لا يفوت في الدول المتقدمة، وأي امرأة في أي سن، وفي أي مرحلة من مراحل حياتها، يمكنها الحصول على الشهادة إذا رغبت بذلك، وأتمنى أنْ تحصل المرأة العراقيَّة على الفرصة ذاتها في التعليم والتوظيف، وأنْ تحصل على شهادتها، حتى وإنْ أصبحت جدة ولها الكثير من الأحفاد".