حل لغز مقبرة توت عنخ آمون

علوم وتكنلوجيا 2023/08/09
...

 جويل داي
 ترجمة: شيماء ميران

يعدُّ توت عنخ آمون أحد أشهر الفراعنة المصريين. ورغم أنَّ عهده كان قصيراً نسبياً، فقد أمضى تسع سنوات في حكم مملكة الأسرة الثامنة عشرة القديمة. يُعتقد أنه أدخل عدداً من الأمور بعد أنْ اعتلى العرش وهو في سن الثامنة أو التاسعة، بما في ذلك إعادة الشرك.
ورغم شهرته حالياً، لكن لم يكن معروفاً عندما اكتشف هوارد كارتر وفريقه من العمال المحليين مقبرة توت عنخ آمون في العام 1922.
عندما وصل كارتر إلى مصر، تم العثور على غالبية مقابر مصر العظيمة في وادي الملوك وفتحها، إلا أن قبر توت عنخ آمون بقي سليماً، إذ سمع شائعات عن ذلك، وانطلق للبحث عن ملك مصر المفقود.
يؤكد علماء المصريات أنَّ السبب وراء اختفاء مقبرة الفرعون الشاب دون سابق إنذار هو أنها لم تكن مميزة، لأنها كانت صغيرة ومتواضعة، فلماذا دُفن ملك مصر العظيم داخل قبر متواضع؟.
تعتقد علياء إسماعيل، عالمة المصريات التي ظهرت خلال الفيلم الوثائقي "كنوز مصر المفقودة"  لناشيونال جيوغرافيك، أنها اكتشفت السبب. فعلى حد زعمها، فإنَّ "آي" خليفة توت، الذي كان مستشارًا لوالدته، "نفرنفرو آتون" ووالده "أخناتون"، خلال فترة حكمهم، قاما بمحوه من تاريخ مصر، ونقل جسده إلى مقبرة صغيرة متواضعة.
تقول "علياء": "اختار توت وآي نفس المشهد، مثلما اختار نفس الشخص ما يدور في كل قبر". كانت مقبرتاهما متطابقتين تقريباً من حيث الحجم، ما يشير إلى أنَّ هناك يداً مشتركة تعمل عليهما.
أشارت علياء الى أنَّ قبر آي كان مناسباً لفرعون: "إنه مشابه جداً لمقبرة توت عنخ آمون من ناحية الطراز، والعمل الفني، والتابوت الحجري، لكنه أكبر منه بكثير". يعتقد الباحثون أنه بسبب وفاة توت عنخ آمون المبكرة وغير المتوقعة، وعدم جاهزية القبر الفخم الذي أمر بصنعه، جعل "آي" ينتهز الفرصة ويأمر بدفن توت عنخ ماون في قبرٍ أصغر بكثيرٍ في اللحظة الأخيرة.
ولعدم وجود من ينافسه، توج "آي" نفسه فرعوناً، وأصدر مرسوماً أنه عندما يموت سيأخذ قبر توت عنخ آمون. تقول علياء: "لقد دفن "آي" توت عنخ آمون في المقبرة الأصغر، ليتسنى له الحصول على القبر الأكبر لنفسه، ليصبح القبر الذي كان معداً لتوت عنخ آمون قبراً لـ آي".
ورغم تحرك توت لإعادة تقديم تعدد الآلهة، فقد كان يُنظر إليه على أنه ابن ملحد. ويؤكد الباحثون أنَّ هذا قد يفسر سبب تمكن "آي" من محو "توت عنخ آمون" من ذاكرة التاريخ بسهولة.

عن صحيفة الاكسبريس