ألواح الطاقة الشمسية المزدوجة تبشّر بثورة طاقة جديدة

اقتصادية 2019/05/03
...

ليزلي هوك
ترجمة: بهاء سلمان
عندما يتم افتتاح حقل الطاقة الشمسية الأكبر، والمدعوم حكوميا في بريطانيا بوقت لاحق من هذا العام، سيكون هناك شيء مختلف يخص ألواحه، فبخلاف الألواح التقليدية التي تمتص الطاقة من جهة واحدة فقط، ستعمل هذه الألواح على امتصاص ضوء الشمس من كلا الجهتين.
تستخدم مزرعة الطاقة الشمسية الجديدة في يورك، المطوّرة من قبل شركة غريدسيرف، وحدات “ذات وجهين”، وهي تقنية صارت أحد أسرع التوجهات المتزايدة في الطاقة الشمسية، لأنها تساعد الألواح على توليد المزيد من الكهرباء؛ وستنتج المحطة 35 ميغاواط تكفي لعشرة آلاف منزل.
يقول “تودنغتون هاربر”، المدير التنفيذي لغريدسيرف، ان هذه التقنية ستنقل سوق الطاقة الشمسية الى مواقع جديدة، ويخمّن بتوليد الحقل لطاقة أكثر بنسبة عشرين بالمئة بسبب تركيبة ألواحها الثنائية التوليد وأجهزة التعقّب التي تمكّن كل لوح من تتبع الشمس، مقارنة بالألواح التقليدية الضوئية الثابتة.
 
قطّاع متنامٍ
وباتت الطاقة الشمسية المصدر الأكبر عالميا للطاقة الجديدة، فمن حيث السعات المنصّبة سنويا، هي أكثر من طاقة الرياح أو الغاز أو الفحم، بحسب بيانات عالمية، وتم انفاق 131 مليار دولار العام الماضي على الطاقة الشمسية، رغم تقليص الدعم الحكومي.
ومع ذلك، كان قطّاع الطاقة الشمسية بطيئا نسبيا في ابتكاراته الخاصة بالألواح الضوئية التقليدية، التي ينظر اليها حاليا كمنتج سلعي متدني الهامشية؛ وبينما حصل انخفاض كبير في أسعار ألواح الطاقة الشمسية في العقد الأخير، لم يطرأ تغيّر ملحوظ على تحسن الإنجاز المادي للألواح القياسية. 
من الممكن أن يتبدل هذا الحال، مع انخفاض الدعم الحكومي للطاقة المتجددة، فبغياب ذلك الدعم، سيكون لدى المشاريع الأكثر كفاءة والتي تعطي إنجاز أفضل فائدة اقتصادية أعظم، بحسب المسؤولين عن انتاج الطاقة الشمسية والمحللين المتخصصين. يقول “سيدرك فيليبيرت”، كبير المحللين في الوكالة الدولية للطاقة: “هناك مساحة واسعة لإمكانية تحسينات تحقق إنجازا إضافيا، فعلاوة على الوحدات ذات الوجهين، فالتقنيات الدامجة لأنواع مختلفة من المواد المتفاعلة الى الألواح كي تحظى بالمزيد من طيف الضوء يحتمل أيضا ازديادها.”
ويضيف فيليبيرت: “تكسب تقنية ألواح ذات الوجهين ضوءا أكثر، وهي ليست مكلفة جدا، بالتالي فهي تحقق نجاحا.” المشاريع الكبرى الأولى لألواح ذات الوجهين عمرها سنة أو سنتين، وهذه التقنية بدأت لتوّها، كما يبيّن المحلل المتمرّس. وضمن اللوح المزدوج، يستبدل خلف اللوح بالزجاج، ليسمح بامتصاص الطاقة من كلا الاتجاهين.
ولغاية اليوم، تم تشييد محطات للألواح المزدوجة عالميا بقدرة تصل الى ألف ميغاواط تقريبا، وهو ما يمثل أقل من واحد بالمئة من جميع مشاريع الطاقة الشمسية، لكن من المتوقع تنامي هذه النسبة.
 
تكاليف مقبولة
ويحتمل أن تكوّن الألواح المزدوجة أكثر من ثلث سوق الطاقة الشمسية بحلول سنة 2028، بحسب تخمينات بحث أكاديمي متخصص. وكانت وحدات الألواح المزدوجة عنصرا أساسيا لأحد أوطا عطاءات الطاقة الشمسية المسجلة عالميا، بمبلغ وصل فقط الى 1,79 سنت للكيلوواط/ساعة ضمن مشروع بقدرة 300 ميغاوواط طرحته السعودية سنة 2017، وكان العطاء الأرخص المقترح للطاقة الشمسية على الإطلاق.
غير أن الحكومة السعودية منحت العقد الى شركة أخرى تستخدم ألواحا تقليدية بوجه واحد وبسعر أعلى. ولم تعط الحكومة تفسيرا لقرارها، لكن المحللين عزوا ذلك الأمر الى وجهة نظر كانت سائدة قبل عامين ترى أن هذه التقنية لم تثبت فاعليتها لمثل هذه المشاريع الكبيرة.
أما “اوليفر ديفس”، مدير تقييم إنجاز الطاقة المتجددة لدى رينا، وهي شركة استشارية، فيقول إن عدم التيقن من مدى إنجاز التصميم الجديد عمل على إبطاء تبني التقنية: “أحد المعوّقات الكبرى للمشاريع الضخمة المنفعة هو الوصول الى تطمين المستثمرين وتقليل تلك المخاطر بالنسبة لهم.” ومن الصعب التحديد بشكل دقيق كميات ضوء الشمس المنعكسة على الأرض ومؤخرة اللوح المزدوج، وهذا الأمر متباين اعتمادا على أن الأرض كانت مغطاة بالأتربة أو النباتات، ومن الممكن تفاوتها من موسم لآخر.
يقول ديفس: “يكمن أحد التركيزات الرئيسة في حالة “نصاعة” الأرض، والتي تمثل بشكل أساسي انعكاس الأرض.” هذا سيسمح بتنبؤ دقيق لكميات الطاقة التي سوف تتمكن الألواح المزدوجة من توليدها في موقع محدد، والمكاسب النموذجية ستتراوح من خمسة الى 15 بالمئة، بحسب ديفس: “الشيء الجيّد في تقنية الألواح المزدوجة هو في كونها تمثل أكثر من خطوة ثورية، علاوة على كونها تقنية مختلفة بشكل كامل، فهي تعتبر مكسبا سهلا.”
 
مجلة أوزي الأميركية