ساجدة ناهي
جاءت من محافظة النجف الاشرف برفقة أسرتها لتخلد ابداعاتها العلمية في متحف «هن الحياة» في بابل الذي يوثّق انجازات نساء مبدعات في شتى مجلات الابداع، مريم فراس الطالبة في الصف الثالث المتوسط في مدرسة المتفوقات اثارت انتباه الحضور بحجابها الانيق وعباءتها السوداء، تتحدث بلباقة وذكاء مع محافظ بابل الذي افتتح المتحف، وهي تشرح له بإسهاب وبتفاصيل دقيقة عمل بعض الروبوتات، التي عرضتها على منضدة تحيطها جوائز وكؤوس حصلت عليها في مسابقات محلية وعربية.
مراكز متقدمة
تقول مريم انها بدأت هذه المسيرة ودخلت هذا العالم العام ،2017 وكانت بدايتها تعلم البرمجة فقط ثم تحولت إلى مستوى معين يمكنها من تركيب القطع الالكترونية الجاهزة، وتصنيع روبوتات بسيطة شاركت بها في مسابقات محلية وحصلت على المراكز الاولى، وواصلت تطوير امكانياتها العلمية حتى وصلت إلى مستوى تصنيع روبوت من الصفر، واستطاعت من خلاله الحصول على المركز الاول لأفضل المبرمجين الصغار على مستوى الوطن العربي في المسابقة التي نظمت مؤخرا في قطر.
اما أول جهاز قامت بتصنيعه مريم التي اشارت إلى روبوت ازرق اللون عبارة عن كرات ذكية متلاصقة تسير في اتجاهات متعددة وينفذ ايعازات برمجية معينة تصل إلى لعب كرة قدم مع الخصم، وتؤكد أنها استطاعت بهذا الجهاز البسيط ان تحصل على المركز الاول على مستوى العراق
هناك ايضا على هذه المنضدة طابعة ثري دي تؤكد مريم وببراءة انها تستطيع ان تطبع أي شيء في بالنا
فيما اشارت إلى جهاز اخر وأوضحت انه اخر روبوت قامت بتصنيعه من الصفر، ويستطيع أن يشارك في مسابقات السومو العالمية وحصلت من خلاله على المركز الاول في دولة قطر، لأفضل المبرمجين الصغار على مستوى الوطن العربي.
لعبة وقصة
د. علياء عبد الحسين، والدة مريم التي كانت حاضرة برفقة زوجها وأولادها في افتتاح متحف هن الحياة، وهي عضوة في نادي البرمجة التابع لجامعة الفرات الاوسط الكلية التقنية الهندسية في محافظة النجف الاشرف فقالت:
ادخلت أولادي إلى هذا العالم منذ ان كانوا صغارا جدا من خلال لعبة بسيطة وقصة جميلة في برامج الحاسوب، ووجدت ان الطفل لديه استعداد كبير لتلقي المعلومة في وقت نادرا ما نجد فيه أطفال بهذه الاهتمامات وبدأت معهم بمنهاج اساسي للبرمجة، ثم تحولت إلى الروبوتات وزرت مواقع الكترونية كثيرة طورت فيها نفسي وطورت موهبة أولادي واكتشفت حبهم الكبير لهذا الاتجاه.
منهاج وشهادات
وأضافت أن نادي البرمجة في النجف، هو النادي الوحيد التابع للجامعة، ولدينا توجه كبير في المستقبل لتأسيس نادي برمجة في كل مدرسة عراقية، ولدينا امكانيات علمية متفوقة تستطيع تطوير قابليات التلاميذ بطريقة تجعلهم يستوعبون مادة الحاسوب بأسلوب بسيط جدا، حيث لدينا منهاج دراسي من بريطانيا وشهادات وتصريحات عالمية ايضا نطمح من خلالها تدريب أكبر عدد من الأطفال، وأنا شخصيا دربت اكثر من 350 طفلا بأعمار مختلفة تتراوح من 6 سنوات إلى 17 سنة، وتمكنا من المشاركة في مسابقات عالمية ولدينا امكانيات لتدريب طلبة الجامعات ايضا .
اما بالنسبة لمريم والحديث لوالدتها الدكتورة علياء، فهي طفلة موهوبة وذكية متعددة الاهتمامات، ولديها ميول علمية كبيرة، لذا شاركت بأعمالها الالكترونية، التي قامت بتصنيعها في المسابقات الوطنية للروبوت داخل العراق وحصلت على المراكز الاولى فيها كما حصلت على المركز الاول عربيا في المسابقة التي نظمت في مصر العام الماضي، وحصلت في هذا العام ايضا على المركز الاول في المسابقة العربية للروبوت، التي نظمت في دولة قطر لأفضل المبرمجين الصغار على مستوى الوطن العربي