مهدي أكرم: لوحاتي دافئة ومريحة للعين
سرور العلي
تأثر الشاب مهدي أكرم بالمدرسة الكلاسيكيَّة، في مواضيعها وأسلوبها الخاص بالتلوين والواقعية في رسم الوجوه، ومختلف مظاهر الحياة. وكانت بداياته في الرسم منذ الطفولة، من خلال رسم الشخصيّات الكارتونيَّة، ومن ثمَّ تطور لرسم الوجوه ومختلف الموضوعات، إلى أن قرر الدراسة في معهد الفنون الجميلة بقسم التشكيل، ليتعمّق أكثر في هذا المجال، إضافةً لذلك كان على عاتقه التعلّم بشكل ذاتي، والتطوير من مهاراته، والتفوق في المعهد.
مضيفاً «كان تأثري بمجموعة من عمالقة الفن التشكيلي من مختلف العصور، مثل الفنان ليوناردو دافنشي، ومايكل انجلو، ورامبرانت، وفان كوخ وغيرهم من الفنانين، وكانت بداية أعمالي هي لوحات بورتريه، ومن عصر النهضة».
وتابع حديثه: «أقرا طفولتي بشكلٍ ضبابي، فقد قضيت بعضها في العمل مع والدي، إذ لم أقابل من هم في سني كثيراً، ولم يكن لدي أصدقاءٌ أشاركهم الحديث، حتى أني تعودت على التفرد، وقضاء معظم وقتي بمفردي، وأجد الرسم هو نافذةٌ لعالمي الخاص الذي أعيش به».
ومن أهم الأشياء التي يوظّفها في لوحاته هي أن يجعلها دافئة، ومريحة للعين، إذ تسترخي الوجوه في حالة دفء، ورسالته تبعث على جمال الأشياء والتأمّل فيها، وإيجاد الراحة البصريَّة لمن يشاهدها، إضافةً إلى أن معظم أعماله في البورتريه هيَّ لشخصياتٍ تاريخيَّةٍ مؤثّرةٍ في الفن، أو في تطور المجتمع، ومنها لوحات لفنانين، وعلماء، وشعراء في مختلف أنحاء العالم، فهي تأخذك لرحلةٍ صغيرةٍ وجميلةٍ لمختلف الأماكن والأزمان.
ولفت إلى أنَّ رأيه هو الوحيد الذي يحكم على أعماله الفنيَّة، أما رأي الآخرين كان مجرد اهتمامٍ ثانوي، فليس كل الناس تمتلك الحسّ نفسه أو الذوق الذي يمتلكه، مع أنه قد لاحظ الكثير من الشباب الفنانين قد تأثّروا به، ويطلبون بعض النصائح منه، وكيفيَّة تطوير قدراتهم بالرسم.
وأشار إلى أن التحدياتِ موجودةٌ في كلِّ مكان، وفي كلِّ مسيرة، وفي كلِّ خطوة، فلا يخلو النجاح بدون فشلٍ وصعوبات.
ولدى أكرم عدة مشاركاتٍ محليَّة، وقد حصل على بعض شهادات التقدير والجوائز، مؤكداً «فهيَّ لا ترفع من قيمتي، بل أنا من يحددها، ولا أقصد المبالغة أو التقليل من ذاتي، ولكن لا يوجد سواي من يجب أن يقيّمني بقدرٍ صحيحٍ ومقبولٍ، لذلك توقفت عن المشاركة، واكتفيتُ بعدةِ مشاركاتٍ في البيت الثقافي النجفي، ومعهد الفنون الجميلة، وعدة كلياتٍ وفعالياتٍ ثقافيَّةٍ وفنيَّةٍ أخرى».
ويسعى إلى تطوير الأساليب الخاصة في الرسم، وكلما وصل لمستوى متقدمٍ يطمح إلى الأفضل، ومنها أن يكون من أبرز الفنانين المؤثرين في العراق، ونشر الفن الذي فكرته قد تكون قليلة، أو حتى معدومةً في بعض المناطق.
وبيَّن «في الواقع سأجد الكثير من الناس، الذين يشجعون على الاستمرار، ولكن لا أجد أحداً حين أسقط في بعض محطّات الفشل واليأس عدا نفسي، لتشجيعي على النهوض مهما كانت الصعوبات كبيرة».
وختم أكرم حديثه بالقول: «رسالتي من خلال لوحاتي المرسومة بدقةٍ وعناية، التي تبعث على الجمال والفن، الفن الذي لا ينحصر على كونه لوحةً فقط، بل يوجد في مهنٍ وأعمالٍ أخرى، مثل التدريس، أو البناء، أو النجارة، والحدادة وغيرها، لذلك كن فناناً ومحبًّا لعملك ومهنتك، مهما كانت بحيث تجعلها تؤثر في مشاعر وأحاسيس الآخرين».