سيف الدين وسام.. مصوّر الحياة البريَّة
احمد نجم
يتجول متخفيًّا وبحذر حاملا كاميرته في بساتين بهرز «جنوب بعقوبة» أو على ضفاف أنهارها باحثا عن لقطة يوثق فيها أحد الطيور البريَّة حين تحل ضيفة على المدينة، بحثا عن بيئة آمنة تحميها، واللقطة الواحدة قد تتطلب منه أياما من المطاردة السريَّة، لكنه يبذل من أجلها كل هذه الجهود ليرضي فضوله وفضول متابعيه من المهتمين بالحياة البريَّة العراقيَّة.
«سيف الدين وسام» مصور الحياة البريَّة في ديالى، لا يزال مدفوعًا بشغف الطفولة بعالم الحيوان، مضاف لها وعيه البيئي وإدراكه للمخاطر البيئيَّة المترتبة على فقدان التنوع البايولوجي. يدرس سيف الدين في المرحلة الخامسة من كلية الطب البيطري ودراسته الأكاديميَّة، وإنْ أضافت له الكثير من المعرفة العلميَّة في عالم الحيوان، إلّا أنّها سببت له صدمةً أيضا، اذ يذكر في حديثه لــ«الصباح» بأن المناهج المتبعة تركز على دراسة الحيوانات من ناحيَّةٍ تجاريَّةٍ مثل المواشي والدواجن والأسماك، وتهمل دراسة الحيوانات البريَّة بما في ذلك الطيور، ويشير أيضا إلى «إهمال الخصوصيَّة المحليَّة وما تحتويه البيئة العراقيَّة من كائناتٍ بريَّةٍ سواء الحيوانات المفترسة أو الطيور أو الزواحف».تلاقي صفحاته المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي إقبالًا كبيرًا من المتابعين، رغم حداثة التجربة، ويعزو ذلك إلى « الصور ذات الدقّة العاليَّة، التي تظهر تفاصيل وجمال الطيور بما لا تستطيع العين البشريَّة ملاحظته بشكلٍ مباشر «كما أن التفاصيل المرفقة مع الصور والتي يتحدث فيها عن بيئة وموطن الطائر وتأثيره البيئي تشكّلُّ مصدرًا آخر لجاذبيَّة المتابعين.
يشدد سيف الدين على متابعيه ويحذّرهم من المخاطر المترتبة على فقدان التنوع البايولوجي « إذ إن انقراض أحد الكائنات الحيَّة قد يؤدي إلى اختلال في التسلسل الهرمي للتغذية، فمثلا لو انقرض طائر يقتات على نوعٍ محددٍ من الحشرات، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع عدد الحشرات وزيادة قابليتها على نقل الأمراض والأوبئة للنباتات، وهكذا تمرُّ السلسلة بعدةِ مراحل، حتى يصل تأثيرها إلى الإنسان نفسه». في رحلته الممتدة لعدة أشهر رصد مصور الحياة البريَّة أكثر من أربعين طائرًا بريًّا في بيئة بهرز وحدها، لكنّه عازمٌ على التعاون مع زملائه طلبة الطب البيطري، لتشكيل تجمعٍ يغطي ويرصد البيئات المحليَّة الأخرى في ديالى المعروفة بتنوعها الجغرافي والبيئي.