سعاد البياتي
عندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصًا من النوع الذي يمكن أن يعيش في سلام مع الآخرين، هذا ماقاله نيلسون مانديلا
مقولةٌ تجسِّد بعمق معنى أن نحيا بسلام مع كل المراحل والمهم داخل انفسنا التي هي مصدر كل راحة واطمئنان، لذا خصصت الأمم المتحدة يوماً عالمياً للسلام في 21 من أيلول من كل عام، يحتفل به في الشعوب كافة، داعية إلى الالتزام بوقف القتال في هذا اليوم والاحتفاء به من خلال الأنشطة المعلوماتية وتوعية الجمهور بشأن قضايا السلام و ترسيخ مفاهيمها ، فثقافته هي ثقافة الحوار والحرية وقبول الآخر لتجنب العنف والعنف المضاد في العالم، وان يسود الأمان دون تهديد، ونبذ خطابات الكراهية التي تقف عائقا أمام احراز اي تقدم بأتجاه تعزيز السلم المجتمعي .
فالثقافات والديانات والمنظمات، تسعى بكل جهودها إلى ان يعيش العالم دون خوف وتهديد واللجوء إلى الحياة الطبيعية، وان يسود العدل والانسانية بين البشر من دون استثناء أو المساس بكرامتهم ووجودهم في ظل حياة كريمة، فكلُّ مجتمعٍ وأسرة بحاجة إلى الأمن والغذاء والرعاية الصحية والتعليم والمأوى وإلى بيئةٍ تليق بالمعيشة بشكل تضمن له ولها الاحتياجات الاساسية بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو مايخص الهوية الاجتماعية .
فكل هذه العوامل اذا تواجدت، تسود القناعة والمحبة داخل النفوس وفي المجتمع بأسره وبالتالي تمتد إلى أن حسن التعامل المثالي مع اغلب الخلافات والنزاعات، فكم من عملٍ عنفي افضى إلى خلاف وتهديد وإلى كارثة ، وكم من مصالحة مع النفس سارت في عوالم الخير والمحبة، الانسان بحد ذاته بحاجة إلى التسامح والتصالح مع نفسه ومع الآخرين، ليضمن كرامته وانسانيته، وفي كل الاحوال لم نلمس بوادر كبيرة ضد العنف بشكل كبير ولاحتى ان نلمس مدى الاهتمام الدولي بمديات نبذ الكراهية واحلال السلام في المجتمع الدولي، الذي عزم في يومه الدولي على اطلاق الشعارات والاحتفالات بكل أشكال الخلافات التي تسود عالمنا الكبير والمتناقض، فكل ماتسعى اليه المنظمات والجمعيات الدولية هو لسيادة النظم المجتمعية، إلا أنها تشكل ادنى من المطلوب، كون الصراعات تتحدى كل النظم التي تؤسس وتعمق معاني السلام، فكم من مناسبات دولية اسست دون جدوى من تحقيق مايصبو اليه العالم، لأننا بحق لم نؤسس له في نفوسنا، إنها امنيات مؤجلة للسلام.