يقول علماء التربية: كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال، فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها،وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد وعدم الاستجابة.
وتطرح الدكتورة حنان فاروق المستشارة النفسية والطبيبة أبرز الاستراتيجيات لعلاج الطفل العنيد يحتاج الأبوان إلى تعاون تام لتقويم الطفل العنيد خاصة والتربية عامة ذلك أن الطفل أذكى مما نتخيل، وباستطاعته أن يستغل أي خلاف أو اختلاف لصالحه في الوقت الذي يريد لذا فعليهما أن يتفقا على طريقة واحدة وأسلوب واحد للتربية وأن يبعدا خلافاتهما الشخصية عن الطفل ولا يشعراه بها، كذلك عليهما ترك التمييز بين الطفل وبين إخوانه وأخواته بالسلب أو الإيجاب فبالعدل يشعر الطفل أنه جزء في منظومة لا منفصل عنها ولا ننسى أن هناك أثرًا كبيرًا للمدرسة وتواصلها الصحيح المتكامل مع الأسرة فالطفل الآن لا يربيه البيت فقط، بل البيت والمدرسة والمجتمع ككل، والمدرسة هي الصورة المصغرة للمجتمع الكبير، لهذا يجب أن يكون هناك توازن ملموس في تربية الطفل والتعامل معه على أسس تربوية مدروسة ولا ننسى أن التنشئة الدينية السليمة تخلص الطفل من العناد على أسس من القرآن والسنة النبوية الشريفة وهدي الصحابة الكرام والتابعين.. فهي الطريقة المثلى للتربية والتنشئة السوية.
كثيراً مايكون الاباء والامهات سبباً في تأصيل العناد لدى اطفالهم،ذلك أن الام مثلاً تعتقد احياناً أن التربية السليمة تقضي بعدم تلبية كل طلبات الطفل ورغباته.
ففي دراسة أجراها مركز البحوث النفسية على صفة العناد لدى الأطفال ، واصرارهم على تأمين متطلباتهم دون رفض، أن الطفل العنيد يلجأ إلى عدة وسائل للحصول مايصبو إليه، كالبكاء والامتناع عن الطعام ورفض الكلام الموجه اليه من والديه، وفي هذه الحالة يفضل حسب الدراسة عدم إرغامه على الطاعة واللجوء إلى المعاملة اللينة واعتماد المرونة في المواقف، علماً بأنه يمكن للابوين أن يغضا الطرف عن العناد اليسير لدى طفلهما، والاستجابة لما يريده مادام تحقيق رغبته لن يعود عليه بالضرر، ومادامت هذه الرغبة تلتزم بحدود الممكن والمقبول. كما ان الاهتمام بما يشغله أو تعزيز هواياته والمحببات اليه يجعله يتناسى العناد أو الاصرار على شيء وهي احدى طرق اكتسابه .لذلك ينصح الاخصائيون الاجتماعيون اعتماد الحوار الدافئ والمقنع الذي يعد اكثر الاساليب نجاحاً في حال أبدى الطفل عناداً في موقف ما، ذلك أن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق قد يشعره بأنه انسان لطيف وظريف ويتمكن من التخلي عن صفة العناد بسهولة .