الحانوت المدرسي

اسرة ومجتمع 2023/10/15
...

غيداء البياتي
 خلال حديث املته المصادفة مع ثناء السامرائي مديرة مدرسة متقاعدة، منذ عدة أعوام تطرقنا إلى موضوع «الحانوت المدرسي»، وكيف كان في السابق يتكون من أسهم يشارك بها الطالب والكادر التدريسي، حيث كان السهم الاكبر للطلبة بنسبة «15 %» بينما المدرسون أو المعلمون كانت نسبة مشاركتهم 5 % فقط ،هذا اذا لم ير الحانوت نور وجه المستثمر المقدم من قبل التربية، وأن الطالب والمدرس أو المعلم، الذي يسهم في إنشائه يحتفظ بوصل أمانة بالمبلغ؛ في نهاية العام تصرف لهم وبالتساوي أرباح الحانوت السنوية، والجميل في الحديث أني شعرت فعلًا بفرحة الطالب آخر العام، وهو يستلم الربح البسيط من اسثماره ليوميته، التي لا تتجاوز الدرهم في ذلك الوقت من خلال وصف الست ثناء عنها، وكيف كانت المشاركة بالفلس والدرهم والربع، والربح يصل إلى دينار أو اثنين، وتطرقت المديرة أيضا إلى أهمية «الحانوت المدرسي» في تعلّم الطالب الإدخار، وكيف يعود بالفائدة إلى المدرسة، وعن إدارة هذا المكان الغذائي سابقا قالت: «على معلم أو ومعلمة الرياضة تقع مسؤولية شراء وتسويق ما يحتاجه التلاميذ من غذاء صحي».

على ما أذكر أن الحانوت كان يوفر ألذَّ أنواع البسكويت والحلويات من معمل بسكولاتة، وبعض المعجنات المصنّعة من الطحين والتمر و»بطل الحليب»، من معمل ألبان أبي غريب؛ والطريف أن تسمية  «جماعة الرينو 11 « كانت تطلق على مدرسي ومعلمي الرياضة في ذلك الوقت، كونهم من محبي السير على الأقدام؛ ختمنا الحديث بابتسامة بعد أن أكدت السامرائي أنها وعلى مدار ثمانية وثلاثين عاما من إدارتها لعدة مدارس، لم تر معلم أدار»الحانوت المدرسي» تعرض للمسألة القانونيَّة، لكنها في الوقت الحالي تمنت لو تكون إدارته بيد أشخاص يبحثون عن إسعاد التلاميذ، لا عن إثقال جيوبهم. 

بعيدا عن المجاملات التي تفرضها بعض المواقف إلّا أنني أعترف بأن مديرة إحدى المدارس الثانوية كانت معي في غاية الصبر والحكمة والاحتمال، لا سيما بعد أن تعرض صدرها لغضب الغاضبين وزعل الزعلانين، كوني خضت معها في تفاصيل استثمار «الحانوت المدرسي» وحقيقة إصرار إدارات اغلب المدارس في الوقت الحالي، لجعل هذا الحانوت «تعاونيا»  وليس بصيغة التأجير لمستثمرعبر مزايدة علنية تجرى في مديريات التربية؛ وكيف يتم من خلاله حصول اللجنة المخصصة لذلك المكان برئاسة المديرة والمعاونة إلى أرباح، قد تثير الرقابة المالية، ومجلس الأمن ومنظمة الصحة الدوليَّة والاتحاد الدولي لكرة القدم، وجمعيات الشعراء الشعبيين، وحتى جمعية الرفق بالحيوان.