نساءٌ ينتصرن على المرض وأخريات يثبتن سلامتهن منه

اسرة ومجتمع 2023/10/22
...

  بغداد: غيداء البياتي 


تلقت غادة الدليمي أخبارا سيئة بعد إجرائها فحصَا سريريا لثديها، بحثاً عن وجود أي كتل، فلم تكن تتوقع يوما إصابتها بسرطان الثدي، وهي بعمر الـ»32» فتقول :» لم يخطر ببالي قط أن تكون كتلة من هذا النوع، فقد شعرت بوجودها بالصدفة، حيث برزت قليلا من الجانب الأيمن، وحين إجراء الفحوصات اللازمة ثبت أنها كتلة خبيثة».
ندما أحسّت غادة لعدم إجرائها الفحص المبكر أو الدوري في كل عام، لتثبت سلامتها من إصابتها، لا سيما بعد أن أخبرها الأطباء بأن الكشف المبكر عن المرض يضمن السلامة من انتشاره، ومن صعوبة العلاج أو الموت حتى، مؤكدة أنها كانت دليلا حيا على أن هذا المرض قد يصيب أي شخص وفي أي مرحلة عمرية، مبينة أنها سألت أكثر من طبيب مختص عن أسباب الإصابة، وجميعهم أكدوا أنها غير معروفه، لكن ثمة عوامل لظهوره أكثرها، ربما تكون وراثية، لكن طبيبها المختص قال لها «هي أشبه بحجرة ترمى على رأس الإنسان من السماء»، تأكيدا على أنه سمي خبيث لأنه مجهول الأسباب».

العلاج الكيميائي
احتاجت الدليمي إلى علاج كيميائي وشعاعي وجراحة فهي تقول :» تساقط شعري بالكامل وأصبحت بشرتي سيئة للغاية، وبعد الجراحة والعلاج الإشعاعي، تلقيت أخيراً في العام الماضي، بعض الأخبار السارة؛ لم يتبق في جسمي أي خلايا سرطانية الحمد لله».
لا تزال غادة تخضع للعلاج بالهرمونات، وتعمل مدرسة في اعدادية للبنات، وتنشر فكرة أن سرطان الثدي، يمكن أن يؤثر في الشابات اليافعات الأصغر سناً أيضا وتنصحهن بإجراء الفحص الدوري.
شقيقة الدليمي مها البالغة من العمر «22» عاما أكدت أنها ستبدأ بالفعل في هذا النوع من الفحص الدوري سنويا، حتى لو لم تكن تشعر بشيء غريب في ثديها، أو اي جزء من جسدها فهي تقول أسفا: «إن خالتي الكبرى توفيت قبل ثلاثة أعوام، وهي في سن الـ»52» من عمرها بسبب سرطان الثدي، كونها لم تكتشف المرض مبكرا، فقد انتشر سريعا في جسدها الضعيف».

كشف مجاني
وبمناسبة شهر الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فقد شجعت بعض العيادات الخاصة بالأمراض النسائية الفتيات على فحص صدورهن وبشكل دوري، بحثا عن وجود اي كتل وبالمجان لضمان سلامتهن وانقاذ حياتهن.
ومن بين العيادات، التي تسهم في فحص النسوة بالمجان كانت عيادة الدكتورة رؤى مانع المتخصصة بطب الأسرة ورعاية الحوامل والأمراض النسائية والتناسلية، والتي قالت لـصفحة «الاسرة والمجتمع»: لأن الصحة هي الثروة الحقيقية والرزق الأهم من الله، ولأن المرأة هي الأساس في كل منزل فأن تكون سليمة تعني سلامة الأسرة بالكامل، ولأن عمل الطبيب انساني بحت، ولغرض إعطاء فرصة لكل امرأة أن تفحص، حتى لو كانت إمكانيتها المادية محدودة، فإن العيادة مفتوحة لهن جميعا وبالمجان، مبينة أنها بهذه المبادرة قد قدمت شيئًا بسيطًا من واجبها الإنساني».
د. رؤى تمنت لو أن باقي الأطباء يسهمون بنشر الوعي بين النساء عن أهمية الكشف المبكر وفائدة الفحص الدوري، حيث أوضحت أنه من خلال الكشف المبكر للمرض أي في مراحله الأولى، ممكن إنقاذ حياة عائلة كاملة، لكن اذا تطور فإنه سينتشر وبالتالي يصعب السيطرة عليه «.

أسبابٌ غير معروفة
 وعن أسباب الإصابة بهذا المرض قالت:» إن أسبابه غير معروفة، لكن عوامل كثيرة تسهم بظهوره وتطوره، منها وراثية وأخرى بيئية وبايولوجية، فضلا عن بعض العوامل الهرمونية، مثل» طول فترة الإنجاب، ولادة أول طفل وهي بعمر كبير، تأخر انقطاع الطمث» وغيرها من الاضطرابات الهرمونية، وممكن التعرض للإشعاع».
وتطرقت د. مانع خلال حديثها عن أعراض الإصابة بالمرض فقالت:» ممكن اكتشاف كتلة أو عقدة في الثدي، وربما تكون تحت الأبط وتورم الثدي، خروج افرازات حليبية أو دموية؛ انعكاس حلمة الثدي للداخل؛ تقرحات؛ طفح جلدي؛ وفي حالات قليلة يمكن أن تكون آلاما في الثدي، فمن الممكن أن تكون واحدة من هذه الأعراض موجودة، وليس بالضرورة أن تكون تشخيصا أكيدا لوجود خلايا سرطانية، فللتأكيد يجب إجراء فحوصات كثيرة عبر السونار وأشعة المامو، لحين الوصول إلى التشخيص النهائي، بعدها يتم تحديد طرق العلاج، ومنها استئصال الورم، وممكن نحتاج إلى علاج كيميائي بعده، أو إشعاعي، والحمد لله هنالك الكثير من الحالات تمَّ علاجها وشفيت تماما، لا سيما التي تم كشفها مبكرا».
 اما عن الوقاية من مرض سرطان الثدي فقد قالت الدكتورة رغد مانع:» على المرأة أن تحافظ على حياة صحية متمثلة بالغذاء الصحي الغني بالخضراوات والفواكة، وتجنب الزيوت المهدرجة واللحوم المصنعة والمعلبة؛ التخلص من الوزن الزائد؛ ممارسة الرياضة بشكل منتظم مثلا «السير لمدة 30 دقيقة يوميا»، الرضاعة من الثدي ضرورية جدا، فهي تزيد من حمايتها من الأمراض السرطانية، وأخيرا تجنب التدخين أو استنشاق دخانه، متمنية السلامة لجميعهن».