هناء العبودي
استضافت منصة بغداد مدينة الإبداع الأدبي - اليونسكو الشاعر جليل خزعل في ندوة حواريَّة بعنوان "أدب الطفل وتحديات الثورة الرقميَّة" على قاعة "ستي" في بيت الحكمة، بحضور عددٍ كبيرٍ من المثقفين والأدباء المهتمين بهذا الشأن.بدأت الندوة التي أدارها مدير المنصة الدكتور سعد التميمي بحديث جليل خزعل عن أدب الطفل قائلاً: إنَّه "الأدب الذي يكتبه الكبار للأطفال، وليس الذي يكتبه الأطفال بأنفسهم. وقد حصل هذا الأدب بحسب خزعل على شرعيته قبل ثلاثين أو أربعين عاماً تقريباً، بينما كتب عنه في الغرب قبل ذلك بكثير". وكتب في الوطن العربي في هذا الأدب الكثيرون أمثال جليل مطران، أحمد شوقي، جلال عثمان، إبراهيم عرب، وهذا جاء بعد اطلاعهم على تجارب الغرب، وكذلك ترجمة العديد من تلك الكتابات آنذاك. ويتابع خزعل: "في العراق تحديداً في العام 1922، الذي يعدُّ البداية التاريخيَّة والحقيقيَّة في صحافة الطفل من خلال مجلة (التلميذ العراقي)، مجلة (الكشاف)، مجلة (النشء الجديد) ثم توالت الإصدارات حتى وصلت لعشر مجلات". لكنَّ الثورة الحقيقيَّة بنظر خزعل كانت في صدور مجلتي (مجلتي) و( المزمار) عام 1969، حيث شهدت خلالها نشر ثقافة أدبيَّة رصينة في أدب الطفل عبر الرسومات والكتابات الصحفيَّة بهذا الشأن.أما عن التلقي بالنسبة للطفل، فقد تناول جليل خزعل شحَّ الدراسات في هذا الأمر، وتحدث عن تأسيسه لما يسمى بـ (وحدة أبحاث الطفولة) مع الراحل الدكتور حمزة الزبيدي .
كما بين خزعل "ندرة أو انعدام الإحصائيات المعنيَّة بالطفل العراقي"، وقال "لا توجد إحصائياتٌ وأرقامٌ رصينة عن واقع الطفل العراقي في دار ثقافة الأطفال". وأكد أيضاً أنَّ على الكاتب العراقي أن يعرف "كيف يكتب ولمن يكتب، لأنَّ لكل مرحلة عمريَّة خصائص"، وتابع "لذلك قسمت الكتابات على مرحلتين المرحلة الأولى اعتماداً على الخيال، والثانية على القدرات العقليَّة.. بمعنى مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة ما قبل المدرسة (لا يقرأ ولا يكتب) وإنما يلعب ويتعلم بعض الأشياء. وكذلك طفل المدرسة من مرحلة الأول ابتدائي إلى العشرة أعوام، ثم مرحلة أخرى وهي (الفتوة) أو (الطفولة المتأخرة) الدراسة المتوسطة".وأشار إلى أنَّ "مسألة الكتابة للطفل مسؤوليَّة تتطلب الكثير من الدقة والمعرفة في كيفيَّة الولوج إلى ذلك العالم، لأنه يحتاج إلى معايير مثل "رسم الشخصيات، وخلق الأجواء وأسلوب التناول" كما وهناك ضوابط خاصة تراعى فيها حاجات الطفل وقدراته ومستوى نموه".وعلى الرغم من خطورة الثورة الرقميَّة في أدب الطفل إلا أنَّها أصبحت حقيقة لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها بسهولة، كما يرى خزعل "ضرورة رسم خططٍ واضحة، وإطلاق حملات منظمة لتوعية الطفل والأسرة بمخاطر هذه الألعاب التي تؤثر صحيا ونفسياً في الطفل عبر تقديم البدائل القادرة على منافسة واختيار نماذج إبداعيَّة متقدمة تشدُّ الطفل وتجعله يقبل على مطالعة الكتاب الورقي أو الرقمي، كما يمكن للبرامج التلفزيونيَّة المتطورة والموسيقى وأغنية ومسرح الطفل القيام بمهمة جذبه إلى ميدان الأدب والثقافة"، وفقاً لتعبيره. وللشاعر جليل خزعل أكثر من 80 كتاباً مخصصاً للأطفال، فضلاً عن عشرات الأغاني والمسرحيات وأفلام الرسوم المتحركة والمسلسلات والبرامج الإذاعيَّة.