لورين علي: الفن رسالة سلام

منصة 2023/11/19
...

  بغداد: سرور العلي

بدت الأعمال الفنية الأولى في تجربة لورين علي بمجملها تنقل الواقع، هكذا أدخلت في فنها معظم المدارس الفنية، محاولة منها في خلق بصمة خاصة بها.
اعتادت لورين على الرسم بسن مبكرة، واتخذت الطرقات والطين والجدران مرسما لها، شغفت برسم الطبيعة، ومزج الخيال بالواقع، والانغماس بعيداً عن الفوضى. بأجواء مليئة بالهدوء، ولا يتخللها سوء نغمات الموسيقى، كصوت فيروز وهي يعلو بكلمات أغنيتها "راجعين يا هوى.. راجعين"، تخلق لورين العمل الفني، حيث الحنين إلى الوطن، وما تبقى من ذكريات عالقة. وأشارت لورين إلى أنها بدأت الدخول في عالم الفن التشكيلي بشكل فعلي منذ أيام الدراسة في معهد إعداد المدرسين، بقسم الرسم، إذ شاركت في الكثير من المعارض مع طلاب الفنون، وأساتذة المعهد، الذين تأثرت بهم، وبأسلوبهم الفني، إذ لا تخفي بصمتهم في تكوين شخصيتها الفنية آنذاك، وبعد التخرج بدأت بقراءة كتب الفن والفنانين، لتطوير مهاراتها وقدراتها، وقضت ساعات وأيام في المركز الثقافي، لتوسع دائرة ثقافتها الفنية، فضلا عن توجهات والدها الذي كان عازفاً للعود، حيث أثر كثيراً في تشكيل شخصيتها الفنية. ولورين علي هي تشكيلية من الشمال السوري، مقيمة منذ ثمانية أعوام في ألمانيا بمدينة بريمن، وبدأت أولى خطواتها الفنية في محافظة الحسكة، مؤكدة أن "التحديات التي واجهتها في بدايتها تجسدت في صعوبة الاستمرارية في المناطق النائية، والبعيدة كل البعد عن الفن، إذ إن معظم المعارض الفنية أقيمت في العاصمة السورية، والمحافظات المجاورة".
وأضافت أن "الفنان نتاج الدراسة الأكاديمية أو الثقافية أولاً، ومن ثم تتكون الحالة الإبداعية فيما بعد، إذ يكون الفنان مثقلاً فنياً وعلمياً، ليكون مدركاً لماهية الفن بشكل عام، وعمله الفني بوجه الخصوص". وأقيم أول معرض شخصي للورين في عام 2014، بمدينة أربيل، وحمل عنوان "شنكال"، تناولت عبر لوحاته ما حصل لتلك المدينة من تهجير، وظلم وقتل واستبداد. شاركت لورين بالعديد من المعارض الفنية في سوريا، والعراق، وألمانيا، والنمسا، وبريطانيا، وكان آخرها عضوًا في لجنة العلاقات بمهرجان عفرين للفن التشكيلي، وهو مشروع ضخم يضم الكثير من الأنشطة والمسابقات الفنية، والمعارض المشتركة.
وترى علي أن الحركة الفنية التشكيلية في الوطن العربي مزدهرة، وفي حالة تطور دائم، لا سيما أن معظم الفنانين الشرقيين يمتهنون الفن، من خلال الدراسة الأكاديمية، والاستمرارية في العطاء.
وبينت أن الفن بطابعه جميل، ويحمل رسالة السلام إلى الأمم كافة، إذ لا تحتاج إلى لغة معينة لقراءة لوحة فنية، كما أن جميع الفنانين يحاولون إيصال فكرة إلى العالم، بأننا "قادرون على العيش بسلام وأمان، وتقبل الآخر"، وهذه رسالة وطموح، يجب العمل عليها.