تقلّبات الأمزجة في الفصول الأربعة المطر والهواء البارد يرفعان هرمون السعادة

منصة 2023/11/22
...

  بغداد: نوارة محمد

 

لا شك أن ثمة علاقة وثيقة بين الهواء الذي نتنفسه والصحة العامة وتحديدا الأمراض التنفسية، إلا أن هناك علاقة أخرى لا تقل خطورة، وهي تأثير الطقس على المزاج الشخصي. 

ففي كثير من الأحيان تبعث النسمات الباردة، التي ترافق الطقس المعتدل النشوة والفرح لدى الأفراد الأمر، الذي يؤثر في المزاج العام والسلوك الإنساني، والعكس أيضا صحيح فاكفهرار الجو يمكن أن يتسبب بكآبة كبيرة.

وتُفسر آلاء عادل، وهي مصممة أزياء وأستاذة جامعية في كلية الفنون الجميلة، الكيفية التي غيّر اعتدال الطقس مزاجها كما الأخريات، وتقول: يعتقد كثيرون أن فصلي الشتاء والخريف مرتبطان بعُزلة وبرد ونهار قصير، لكنني أرى العكس، فهذا التغيير في الطقس يدفعني للاحتفال به على طريقتي. 

إنه يمنحني السكون وراحة البال، وكذلك يتحسن النوم عندي وتختفي الكثير من المشكلات التي يسببها الصيف على البشرة. وتضيف عادل: أجد هذه الأوقات من السنة فرصة مناسبة لقضاء الوقت مع الاصدقاء، وأجد أن الطقس الغائم وغياب الشمس مدعاة للراحة. 

وتشير إلى أنها قد أدركت مؤخرا أن اختلاف التصاميم في الأزياء، يزيد ضعف عمليات البيع والشراء، وهو ما يجعله موسم الموضة غير المتوقعة، لا سيما أننا غير مُقيدين  بألوان محددة، أو خامات  أقمشة معينة، في هذا الوقت غالبا ما تحب النساء أن يتبعن الموضة، وهو على عكس ما يحدث في فصل الصيف، الذي يجعلنا مضطرين لارتداء ملابس فضفاضة مريحة بفعل الحرارة الشديدة".

وتعدُّ الحرارة والفيضانات ضربة قوية لصناعة الأزياء العالمية، حيث تتعرض أربع من أكبر الدول المنتجة للملابس في العالم لخطر خسارة 65 مليار دولار من الأرباح بحلول عام 2030، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة "كورنيل" وشركة "شرودرز" لإدارة الاستثمارات، وفقا لتعبيرها.

ورغم أن تعاقب الفصول الذي يعد سبباً في الاكتئاب وتقلبات المزاج لدى النساء لاسيما مع بداية فصل الشتاء لكن الأمر  يبدو مختلفاً في العراق، وبحسب الشاعرة آية منصور التي تُبين لـ "الصباح" قائلة: يكاد أن يكون الفنان أكثر تأثراً بالتغيير المناخي وتقلبات الطقس من الانسان العادي، الفنان الذي ينتج يتأثر لا شعورياً بالبيئة المحيطة والمزاج العام.

وتُتابع: شخصيا، شغف الكتابة لّدي يرتبط بالهدوء العام والسلوك الانساني السليم الذي يخلو من نزعة التوتر والعصبية المفرطة والشرور التي يخُبؤها العالم بداخله خلال أيام الصيف الحارقة، اعتدال الجو يبعث الهدوء والفرح وأنا فرحي يظهر على هيئة كلمات.

الى ذلك كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية،عن أن دراساتٍ عديدة أثبتت تأثير الأجواء الممطرة على حالة الإنسان المزاجية والنفسيَّة وأظهرت في بيانات رسمية أن معدلات جرائم القتل في نيويورك انخفضت بشكل ملحوظ في الأيام الممطرة.

وأشار الخبير  بيتر لانغميد في دراسة تناول فيها ارتباط الانفعالات النفسيَّة والسلوك باعتدال الجو وبعد أن أجرى تحليلات تختص 6 ملايين شخص.

وتوصل في  دراسته إلى أن معدل الجريمة يرتفع مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 18 درجة مئوية.

وفي السياق ذاته، يعزو اخصائي الطب النفسي الدكتور مهدي عبد الكريم أسباب الميل إلى الطقس البارد أو المعتدل إلى أسباب عدة، إذ يبين "معظم التوترات العصبية تنشأ عن درجات الحرارة والرطوبة العالية، فمن خلال الدراسات الطبية  التي أجريت حديثا تبين أن ارتفاع درجات الحرارة المسبب الأول في توتر (الأوتار العصبية المسؤولة عن توازن الحالة النفسيَّة)، ويؤدي اختلالها إلى بعض الظواهر السلوكية العنيفة والمزاج 

السيئ".   

ويتابع: من خلال دراسات أخرى تبيّن أن استنشاق الهواء النقي البارد يؤدي إلى زيادة هرمون السعادة والشعور بالفرح لدى الأفراد، إضافة إلى اعتقاد الناس الدائم بحلول الخير عند سقوط المطر، يدفعهم للشعور بالسعادة والنشوة والانجذاب نحو الأجواء الشتوية الماطرة.