أثر العنف الصوري على الصغار

منصة 2023/11/28
...

 بغداد: نوارة محمد

المتعارف عليه أن مشاهد الحروب في نشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي تؤثر سلباً في الأطفال، وبالأخص على تلك الأعمار الحساسة التي لا تتمكن من تفسير ما يحدث، وليس لديها القدرة على استيعاب ما يظهر، الأمر الذي يعمق الأثر النفسي لديهم بشكل خطير.

في أحداث غزَّة  الأخيرة تعرضت الأمهات إلى مواقف عدة، فضلا عن التأثر الذي طال الأطفال جراء مشاهد الدمار والقتل وأحاديث الناس حولها.

سهير خليل تصف حالتها بانها محرجة فأطفالها يوجهون لها اسئلة عفوية، لكن ليس لديها أجوبة محددة، وتقول أن "أطفالي يسألون إن كانت هذه المشاهد تقع هنا في بغداد، وإن كان هؤلاء الأطفال الذين تعرض صورهم سيموتون، ومن يقتلهم، وماذا يريد الصهاينة من الأطفال الخدج، ومن هم الصهاينة أصلا؟". 

وتضيف: أحيانا افشل في الرد الصحيح والوافي، وأن كل محاولتي في تجنب هذه الصور المأساوية فاشلة، لأن للأطفال لهم مصادرهم المختلفة في معرفة ما يجري. 

رشا حسين هي الأخرى تعاني من الاثار المدمرة على نفسية الأطفال، وبالأخص ما يحدث في غزَّة، وتقول إن "أطفالي يصيبهم الخوف وأجدهم أكثر التصاقا بي، وهم يتوقعون أن يحدث لهم ما حدث للأطفال في غزَّة .. ويتساءلون إن كان بيتنا سيقصف أيضاً؟ 

وتضيف: أحاول أن أشرح لهم لماذا يقع هذا في غزَّة، وأوضح لهم أن ما يفعله الصهاينة بأطفال غزَّة، هو وحشية وشيء ضد الإنسانية، وأبذل مجهودا في شرح القضية الفلسطينية.

أحلام سعد من جانبها تصف الوضع في بيتها بأنه محرج للغاية، وتقول: أبعد أطفالي عن الضيوف الذين قطعا سيتكلمون عما يحدث في غزَّة، ولا أسمح بمشاهدة القنوات الإخبارية، ولكن هذا كله لا يخفف شعور الأطفال بالخوف، وأن القنابل والصواريخ يمكن أن تصل إلى بيتنا في أية لحظة. 

من جانبها، تؤكد الدكتورة رنا جعفر خطورة ما يعرض من صور مأساوية ومشاهد دمار على نفسية الأطفال، وتوضح أن "الطفل يحتاج إلى تفسير مقنع، ولكن التفسير يجب أن يكون مصحوبا بقناعات تحقق الحماية والأمان، وإلا فإن الأمر سيتحول إلى أزمة نفسية كبيرة، وبالتالي إلى امراض خطيرة". وترجع الدكتورة رنا هذا الأمر إلى الشعور بالخوف، فالأطفال لا يستطيعون التخلص من هذا الشعور بسهولة وردود افعالهم دفاعية، فنرى الاصابة بالتبول اللا إرادي، وصعوبة التنفس، وظهور سلوكيات عنيفة، ورفض تناول الطعام، أو الاندماج مع 

الأطفال. 

وتقول إن "علينا تجنيب تعرض الأطفال قدر المستطاع لهذه المشاهد، وأن تقوم الأم بشرحها لهم بأسلوب مبسط، مع التأكيد على أن هذا الأمر انتهى ولم يعد قائما".