قلعة {الانيمي}

منصة 2023/11/30
...

 بغداد: مآب عامر 

ما هو الأنيمي؟ أعتقد أن هذه الرسوم التي تظهر بعيون كبيرة تعكس الكثير من المشاعر الكامنة 

في داخل النفس البشرية، شخصيات توحي بالكثير من العمق والتعقيد. الأنيمي، كانت ولا تزال تقدم لجيلنا نحن بالذات عوالم متنوعة من المواضيع، التي قد تكون في كثير من الأحيان رومانسية ولطيفة، 

وكذلك بائسة وحزينة، مخيفة أو شريرة، إنها بالمختصر تحاول تسليط الضوء على ثقافات شعبية، 

ربما تكون بعيدة عن مداركنا. 

لذا ننجذب دائما لأفلام الأنيمي التي تطرح أفكار مختلفة عن الخيال العلمي و الفانتازيا، أو نهاية العالم، حيث الحروب والغابات المرعبة بجمالها الغامض المتناقض، وكذلك الأسلحة المستقبلية، والفضاء، والروبوتات، والكائنات الغريبة والهجينة التي لديها قدرات خارقة للطبيعة، على الرغم من أن هناك العديد من القصص البسيطة عن أنواع مختلفة من التجارب الواقعية، التي تظهر الشخصيات برؤى وعوالم فيها الكثير من "الاكشن". 

قرأت الكثير عن فن الأنيمي وبحث في العديد من المواضيع، التي تعدَّه امتدادا لفن المانجا، الذي من الواجب أن يرسم باليد وتحديدا باللونين الأسود والأبيض، بينما تكون ظلال الشخصيات وبقية الرسومات باللون الرمادي، في حين أن الأنيمي يطرح بالوان متعددة، وكأنك امام لوحات ملونة  توضيحية عن الرسوم المتحركة. ومع ذلك، فإن فن الأنمي لها خصائص محددة ومبالغ فيها، كأن تكون شخصياته بعيون ورؤوس كبيرة، وأجسام نحيفة، لكن بسبب حضورها الممتع، واللافت تم استثمار هذه الشخصيات عبر العاب الفيديو المتنوعة. 

لكن أحد أهم الأمور التي دفعت ليكون الانيمي مشهورا هي موضوعاته، التي تتناول الصداقة والذات وكيفية التغلب على المحن والصعوبات حتى بدت هذه المحتويات من أفضل العروض، التي تقدم الدروس التوعوية والتثقيفية تجاه مواقف حياتية حقيقية.  

وفن الأنيمي، بحسب كتاب "قلعة الانيمي" لطارق الخواجي، ما هو إلا تطور لفن ياباني قديم يجاري التطور التقني الحديث، حيث تعود جذوره إلى المانجا التي انطلقت شهرتها في عام 1815 عن طريق هوكوساي، مهدت الطريق إليه بعد ظهور التقنيات المرئية الحديثة، وتحولت قصص المانجا إلى أفلام شهيرة ساعدت في زيادة ونمو شهرته.  

الكتاب تناول تاريخ بداياته في أوائل الخمسينيات، حيث أعتبر المؤلف والمخرج أوسامو تيزوكا الذي توفي عام 1989 هو الأب الروحي ورائد هذا الفن الذي أنتشر صيته في الوطن العربي من خلال أشهر أعماله مسلسل "الليث الأبيض"، كما وتضم صفحاته معلومات عن استوديوهات إنتاج أفلام ومسلسلات الأنيمي.  

يقول مؤلفه الخواجي في نهاية صفحاته: عندما كنت أتجول في متاجر الأنيمي والمانجا في طوكيو، كانت تتجاذبني مشاعر مختلفة، شعور بالسعادة غامر، أنا هنا بجسدي وروحي أشاهد الأعمال التي شغفت بها على بعد الاف الكيلومترات في بلدي الأم، المس صفحات المانجا، واشاهد مئات الاغلفة والبوسترات، وأحرك بيدي أشرطة فيلم الروح المختطفة لمايزاكي، في متحف غييبلي بمحافظة ميتاكا. شعور بالحنين بالغ، فهنا أشاهد المجسات الضخمة لغراندايزر ومازنجر، أقف بسذاجة بجانب تمثال ظريف لتوتورو وكانني طفل صغير، أشتري مجسمات مصغرة بالغة الدقة لإيفا روبوت الميكا من افانجليون، أو مذكرة ملاحظة تحمل صورة روفي وطاقم قراصنته. لكن كل هذه المشاعر لم تستطع أن تغسل الحزن الذي كنت أشعر به على الدوام، لقد كنت دائما لا أنفك أقول لنفسي، إنه لمن المحزن أن تدين بطفولتك لشعب آخر، وفي حالي يزداد هذا الدين مع الكم الهائل من أعمال الأنيمي التي شاهدتها، وما زلت اشاهدها حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.