سجاد الهلالي: الإعاقة بداية الحياة وليست نهايتها

اسرة ومجتمع 2023/12/03
...

  بغداد: سرور العلي

برغم من كونه من ذوي الهمم، إلا أنه مارس موهبته بالتصوير الفوتوغرافي، إلى جانب عمله كموظف في جامعة المستقبل، بقسم الأنشطة الطلابية، وحدة ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرض سجاد رزاق الهلالي لمرض نادر في طفولته، ما اضطر لبتر أطرافه السفلية، والاعتماد على أطراف صناعية.

بدايات
ولفت إلى أن بداياته بالتصوير وشغفه به كان في خطواته الأولى بالهاتف المحمول، وبعد أفاقته من العملية، التي أجريت له في الهند لبتر أطرافه العام 2010، قدم له جده رحمه الله هدية، وكانت كاميرا، إذ كان يدرك هوايته بهذا المجال، فقام بعد ذلك بالتقاط العديد من الصور داخل المستشفى، ثم مارس حياته كطفل يعشق التصوير بمناسبات شخصية إلى العام 2018، إذ دخل مجال الأعمال الإنسانية والتطوعية، فنجح بتصوير النشاطات وفرحة الأطفال، كما في العام 2019 فكانت نقطة التحول في حياته أثناء تظاهرات العراق، فتعرف على العديد من المصورين، ومنهم المصور عباس السيد، الذي تعلم منه الكثير عن هذا العالم، ومنها التصوير الفني البحت، وتعلم الزوايا الصحيحة، وكيفية التقاط لقطات فنية بشكل صحيح، يمكنه من خلالها المشاركة في معارض فوتوغرافية، وشارك بأول معرض مشترك مع مجموعة من المصورين داخل ساحة تظاهرات بابل، ثم بدأ مشواره في عالم الفوتوغراف، من خلال المشاركة في معارض محلية ودولية ومسابقات عالمية، والفوز بجوائز وتكريمات، وتم اختياره كأفضل مصور لسنة 2022 من قبل الجمعية العراقية للتصوير فرع بابل

سعي دائم
ركز الهلالي في معظم أعماله على تصوير الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى دمجهم في الدراسة والمجتمع والحياة اليومية، والاهتمام بالطفولة والقضايا الإنسانية، وأيضاً الزيارات الدينية والمناسبات الثقافية والاجتماعية، ويسعى إلى تقديم المزيد من الأعمال، ودعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإبراز مهاراتهم وقدراتهم في المجتمع
تحديات
مؤكدًا أن التحديات كثيرة، ودائما ما يجعل انتقاد الآخرين تحديا له، يتجاوزه بالمثابرة والعزيمة على تحقيق طموحاته، واستطاع أن يثبت لهم أن الكرسي المتحرك أو الإعاقة هما بداية الحياة وليست نهايتها، كما أن أسرته وأصدقاءه يقدمون له جميع الدعم والتشجيع وفخورون به، كذلك نجح بأن يكون ملهمًا للكثير من أفراد ذوي الهمم في المجتمع.
وفي سؤالنا له عن مشهد بقي عالقاً في ذاكرته أثناء التصوير بين الهلالي: «كثيرة هي المشاهد، لكن أقربها لي حين تم تقديم مسرحية من قبل التجمع الخاص بنا «تجمع ذوي الإعاقة في العراق»، فكنت أنتظر توثيق لحظة وقوع الشخص من الكرسي المتحرك في ساحة المدرسة، والأطفال يلعبون من حوله، وهنا إعادني هذا المشهد بذاكرتي بما كنت اعيشه في طفولتي، والصعوبات التي واجهتها في الدراسة، وبرغم من صعوبة الموقف وانهياري بالبكاء التقطت الصورة، وشاركت بها بأكثر من معرض»
مشاركات
شارك الهلالي بأكثر من 18 معرضا فوتوغرافي، مع فريق See photography team»»، في العديد من محافظات وجامعات العراق، ولديه أربعة معارض شخصية الأول في بابل بجامعة المستقبل، وثلاثة في بغداد، ونال الكثير من الشهادات والجوائز والمراكز وأبرزها، تخرجه من تدريب بردج العراق، الرابطة بين اتفاقية الأشخاص من ذوي الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة، وتخرج بعنوان مدرب مختص بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وحصوله على لقب أفضل مصور لسنة 2022 من قبل الجمعية العراقية للتصوير/ فرع بابل، والفوز ضمن العشرة الاوائل في مسابقة فوتوغرافية دولية، أقامتها العتبة العباسية المقدسة،  والفائز الأول في دورة الإعلام والعلاقات العامة في المنطقة الشمالية، ونيله شهادة تقديرة من منظمة «همسة سما» الثقافية الدولية، وشهادة من مؤسسة «دولي نت» للإنتاج الفني والإعلامي، وشهادة تثمين الجهود من المنظمة الدولية للعمل التطوعي، واختياره نائب رئيس لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة في المنظمة، وشهادات شكر وتقدير من محافظ البصرة، وشهادات أخرى من مشاركاته في المعارض الحسينية، إضافة إلى شهادات من منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية.

رسالة
وفي ما يتعلق بمشاريعه القادمة، أوضح أنه يستعد لمشروع يعمل على تأهيل وتطوير ذوي الاحتياجات الخاصة، وافتتاح مركز خاص لتعليمهم التصوير الفوتوغرافي.
وختم حديثه بالقول: «رسالتي للآخرين بأن ينظروا لنا على أننا معجزة ولسنا عجزة، لا سيما أن الإعاقة هي إعاقة فكر وليس جسدا».