فنانون: بغداد ملتقى الثقافات وطريق الإبداع

منصة 2023/12/04
...

  بغداد: نوارة محمد

تنطلق في بغداد فعاليات مهرجان المسرح العربي 14 للفترة من 10 إلى 18 يناير، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار، متمثلة بدائرة المسرح والسينما، ومع نقابة الفنانين العراقيين.
ومن المؤمل أن يكون المسرح العراقي حاضرا بكثافة في هذه الدورة، من خلال مسرحية "حياة سعيدة" للكاتب علي عبد النبي الزيدي، والمخرج كاظم نصار وترنيمة الانتظار، للفرقة الوطنية للتمثيل، عن "في انتظار فلاديمير" لمثال غازي إخراج علي حبيب.
إسماعيل عبد الله الأمين العام لهيئة المسرح العربي قال لـ "الصباح" إن  "عروض الدورة 14 تطرح تساؤلات البحث عن الحرية والعدل وحقوق الإنسان، وتدافع عن الحياة وعن الخير، وهي استعارات للرؤى الفنية الرفيعة، وهي أيضا تتناول قضايا كونية وعربية، فضلا عن التعبير عن الرؤى المعاصرة لإعادة إنتاج فنوننا الشعبية وثقافتنا."
وأضاف أن "عناوين هذه العروض كافية لجعل المتلقي يكتشف ذلك وأكثر، ففي الدورة 14 هناك أثر كبير للوعي، الذي يميّز المسرحيين العرب واشتباكهم مع المسار التاريخي، لأمتهم وأوطانهم والإنسانية وهم يقدمون رؤاهم الجمالية والفكرية والفلسفية"، مشيرا إلى أن المسرح العربي قد غادر المقطورة وبدت مساهماتهم في توجيه القاطرة.
ووجه إسماعيل عبد الله التحية إلى اللجنة العربية للمساهمات الكبيرة التي قدمتها، مشيرا إلى "نحن وبغداد على موعد مع مسرحنا العربي الجديد والمتجدد".
المهتمون بالشأن الثقافي يرون أن هذه المهرجانات هي استعادة للإرث الإنساني، وهي أيضا فرصة لا حدود لها لتعميق نضح المكان العراقي. ويصف المخرج المسرحي الدكتور كاظم نّصار المهرجان بأنه "فرصة لعودة المسرح العراقي إلى سابق عصره، وأن النهضة الثقافية التي تشهدها البلاد فرصة للتذكير بأهمية ثقافة العراق، وتعميق نضجها المكاني".
ويُعبر نّصار عن سعادته بمشاركة مسرحيته في المسار الأول للمسابقة مع أعمال عربية أخرى، ويقول إن "سعادتي بعرض أعمالنا المسرحية في العاصمة بغداد وهي تستقبل هذه الدورة كبيرة جدا، وأمنياتي بأن تلاقي هذه الدورة استحسان الحاضرين والمشاهدين من دول عربية مختلفة".
وأضاف نصار: لاقى (حياة سعيدة) بعد عرضه في بغداد لأيام معدودات، ردود الأفعال واسعة بين النخبة والجماهير العراقية، وأظن أنه سيلاقي ذات النجاح بين النُخب العربية.. مؤكدا أن "السعي  للتنافس الابداعي والتطوير من العمل هدف يسعى المسرح العراقي لتحقيقه."
 ويرى المخرج والمسرحي الدكتور علاء قحطان أن حضور شخصيات ثقافية عربية وأجنبية من فنانين وكتاب ومخرجين مسرحيين يسهم بشكل كبير في خلق فرصة التعبير والنقاش، وفرصة للحوار بين الثقافات العربية المتنوعة، والأمزجة المختلفة وتسعى إلى تقديم نفسها تحت فضاء من الحرية والتسامح. وهو تقليد نجده حاضرًا في العديد من الدول التي تمتلك ثقافات مختلفة، الأمر الذي تسعى المهرجانات إلى الوصول عليه."
وأضاف أن "فكرة اندماج  الثقافات حاضرة بقوة هذه المرة في بغداد، لا سيما إذا ما علمنا أن المهرجانات الوطنية تشهد إقبالاً واسعاً من المواطنين، لما تشكله من فرصة لصياغة فضاءات إبداعية رحبة".

كما وأعلنت الهيئة العربية للمسرح، قائمة العروض المتأهلة للمشاركة في الدورة 14 من المهرجان بتأهل 20 عرضاً في المسارات الثلاثة، التي حددتها الهيئة العربية للمسرح في استمارتها المعلنة في وقت سابق من هذا العام.
وتأهل لعروض المسار الأول، مسار التنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، 13 عرضاً، وهي:"اكستازيا"، من المغرب، لمؤسسة أرض الشاون للثقافات، تأليف واخراج ياسين أحجام، و"الجلاد"، من الإمارات، لمسرح خورفكان للفنون، تأليف أحمد الماجد، إخراج إلهام محمد، و"بيت أبو عبد الله"، من العراق، للفرقة الوطنية للتمثيل، تأليف وإخراج أنس عبد الصمد، و"تكنزا قصة تودة"، من المغرب، لفرقة فوانيس المسرحية، تأليف طارق الربح وإسماعيل الوعرابي وأمين ناسور، إخراج أمين ناسور، و"ثورة"، من الجزائر، للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، عن الجثة المطوقة لكاتب ياسين، إعداد هشام بوسهلة ويوسف ميلة، إخراج عبد القادر جريو، و"حلمت بيك البارح"، من تونس، للمسرح الوطني التونسي تأليف لبنى مليكة، إخراج لبنى مليكة وابراهيم جمعة، ومن الإمارات، لمسرح الشارقة الوطني، تأليف إسماعيل عبد الله، إخراج محمد العامري، و"سدرة الشيخ"، من عُمَان، لفرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية، عن رواية الشيخ الأبيض للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، اقتباس وإخراج عماد محسن الشنفري، و"صفصاف"، و"صمت"، من الكويت، لمسرح سليمان البسام، تأليف وإخراج سليمان البسام، و"غدا وهناك"، من تونس، المسرح الوطني التونسي، تأليف نعمان حمدة ومريم الصوفي، إخراج نعمان حمدة، "فريمولوجيا"، من الأردن، تأليف وإخراج د. الحاكم مسعود.
أما مسرحيات المسارين الثاني والثالث وهي 7 مسرحيات فقد جاءت على النحو التالي: البؤساء، من مصر، لفرقة الجراتسيه، عن بؤساء فيكتور هوجو، اقتباس وإخراج محمود حسن حجاج.
ومسرحية أنتيجوني، من الأردن، لمسرح الرحالة، عن أنتيجوتي لجان أنوي، إعداد وإخراج حكيم حرب. ومسرحية ترنيمة الانتظار، من العراق، الفرقة الوطنية للتمثيل، عن "في انتظار فلاديمير" لمثال غازي إخراج علي حبيب. ومسرحية كلام، من المغرب، لمسرح الشامات - المركز الثقافي المنوني، نص لمحمد برادة (كلام يمحوه كلام)، إخراج بوسلهام الضعيف. ومسرحية جنون الحمائم، من العراق، المركز الثقافي الفرنسي ودائرة السينما والمسرح، لعواطف نعيم عن سوء تفاهم ألبير كامو، إخراج د. عواطف نعيم.  ومسرحية آيس دريم، في المسار الثالث عرض مستضاف من السودان، لمنطقة صناعة العرض المسرحي، تأليف وإخراج وليد عمر بابكر محمد (الألفي). ومسرحية ميترو غزة، في المسار الثالث عرض مستضاف من فلسطين، لمسرح الحنين – مخيم جنين، عن نص لخولة إبراهيم، إعداد محمد أبو سل، إخراج الفرنسي هيرفي لويشيمول.