أنا شابٌ أريدُ الزواج وأنْ أكملَ نصفَ ديني، أعيشُ في قرية تابعة لمحافظة ميسان. الوالدة تقول راح أكلف الخاطبة (فلانه.. مرة ثقة) تشوفلك بت الحلال، وصديقي اقترح أنْ أبحثَ عن فتاة عبر المواقع الإلكترونيَّة.
رأيك دكتور.. اعتمد عالخاطبة لو على الانترنت؟
سعد – ميسان
عزيزي سعد
الخاطبة والمواقع الالكترونيَّة كلاهما يفتقر للمصداقيَّة الضامنه للزواج. فالزواج سهلٌ يا سعد، لكنَّ الأهم هو ضمانُ ديمومته، وكلاهما كما قلنا لا يتمتعان بهذه الضمانة.. لماذا؟
لأنَّ الخاطبة تركز على الصفات الجيدة عند الشاب أو الفتاة (الراح تخطبلهم) كي تقنع أهله أو أهلها وتضمن (المقسوم). والمواقع الالكترونيَّة تعمل الشيء نفسه، فبعد أنْ يتعارفا عبر الواتس آب، الانستغرام، تظهر الفتاة بشكلٍ جميلٍ ومنطقٍ حلوٍ حتى تقنع المقابل، والشاب يعمل الشيء
نفسه.
ولكَ وللشبابِ والشاباتِ عموماً نكشفُ حقيقة معظمكم، متبوعة بنصيحة:
حين يتعارف شابٌ وفتاة بنوايا صافية للزواج ويتفقان على أول لقاء، فإنَّ الفتاة تقف أمام المرآة (تعدّل نفسها.. مكياج حلو، تسريحة شعر مرتبة إذا كانت سافرة، وتلبس حلو)، والشاب يعملُ مثلها (مرطبات وجه، أناقة، وعطر بتعبيرهم يخبّل).
ولحظة يلتقيان ستحصل حالة إعجاب متبادلة، هي تنبهرُ بشخصيته وهو ينبهرُ بشخصيتها، تعرف ليش يا سعد؟
لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما أودع سلبياته في البيت وجاء بأجمل إيجابياته، وبعد شهرٍ أو شهرين من زواجهما ستظهر سلبياتهما، ويتفاجآن، هو يقول لها: معقولة أنتِ فلانة الحبيتك؟، وهي تقول: معقولة أنتَ الأخذت روحي وعقلي، والسبب أنَّهما حين التقيا أول مرة جاءا بكل ما هو جميلٌ وحلوٌ: وجهٌ بشوش، كلامٌ مرتّب، وعيونٌ تخاطب عيوناً بلغة هوى ولا أجمل.
نعودُ للخاطبة والواتس آب، نعم، بعض الزيجات تكون ناجحة لكنَّ معظمها لا تضمن أهم شرطٍ في الزواج ألا وهو ديمومته.
وسواء وافقت يا سعد، على الخاطبة (تشوفلك بت الحلال) أو الواتس آب، فإنَّ عليك أنْ تلتقي بها؛ شرط أنْ تلتقيا على حقيقتيكما، بإيجابياتيكماوسلبياتيكما، وعندها سيدقُّ قلبك لها وسيقول لك عقلك: خذها فهي نصيبك.