بغداد: أسرة ومجتمع

تصنع من الكيك والمخبوزات مجسمات نحتية (ثري دي) تعكس التراث الشعبي العراقي مثل (بائعة الباقلاء)، وصانع الفخار (الكواز)، إضافة الى أطباق رئيسة من المطبخ العراقي الأصيل أبهرت بها العالم وما زالت تحصد الميداليات الذهبية عن مجمل اعمالها، درست ثقافة المطبخ كهاوية وانتهت محترفة، تنظّم دورات متخصصة وتدير مكتب بابل لجمعية طهاة العراق.
 عرضت بضاعتها في سوق الإبداع اليدوية الذي نظمها متحف «هن الحياة» في محافظة بابل ومجموعة من المخبوزات على شكل لوحات فنية ومجسمات جميلة بعضها للبيع وأخرى للعرض فقط، متقصدة بيان إمكانياتها الفنية  للآخرين، كما أثار اهتمامي شخصية كارتونية مصنوعة من هذه المخبوزات عرضتها باهتمام في المكان المخصص لها في السوق.  
تقول : رحلتي مع المخبوزات والكيك كانت هواية بدأت العام 2016 مع ذلك أعتقد أن الهواية والموهبة لا تكفي ويجب على الإنسان أن يطور مهاراته، ليتجه بعدها الاتجاه العلمي الصحيح.
 ولأن البداية يجب ان تكون صحيحة انخرطت في دورة (والتون)، وهي دورة متخصصة ينظمها مركز (كيك دزاين) في بغداد على مدى شهر كامل، تعلمت فيها أساسيات صناعة الكيك وبدأت معهم من الصفر إلى الاحتراف.

ثقافة المطبخ
 وتؤكد عدنان  انطلاقتي الحقيقية كانت عند مشاركتي في برنامج (مشروع شيف)، الذي تعرضه قناة ام بي سي وكانت تجربة رائعة أتاحت لي الفرصة للتعرف على زميلات بالاختصاص نفسه، وتطوير أفكاري، الامر الذي شجعني على الدراسة في هذا التخصص وحصلت ولله الحمد على شهادة دبلوم الطهي من جامعة ليدز الامريكية حيث أتاحت لي فترة فيروس كورونا أن أدرس أونلاين عملي ونظري، بإشراف الشيف العراقي هيثم حسون وبدأت أعمل شيفًا محترفًا، بعد أن تعلمت ثقافة المطبخ، إضافة إلى دورات أون لاين مختلفة تعلمت فيها على يد مدربين أجانب خارج العراق.
 بدأت العام 2020 وهي الآن بدرجة مدرب في جمعية طهاة العراق حيث تقول: أحببت هذا العمل جدا وأنا الوحيدة في العراق، التي تعمل النحت بالسكر، رغم أن العمل فيها شاق وطويل، ويتضمن مراحل متقطعة، مع ذلك وصلت اليوم إلى أعلى المستويات وهو «ال ثري دي»، حيث أعمل مجسمات لشخصيات كارتونية من الكوكيز مثلا وأنحت المخبوزات وفي بعض الاحيان، يطلب مني نحت صور الاطفال في الكيك، حتى مع شكل وألوان ملابسهم في مناسبات أعياد الميلاد فأقوم بتنفيذها.  
 كما تتفنن أنواعا مختلفة من المعجنات الأوروبية، وقامت باستبدال بعض المواد المحرمة، التي تدخل في صناعتها بمواد بديلة لتكون ماركتها الخاصة، وهي الوحيدة التي تلقت فيها كورسا احترافيا خارج العراق.

مشاركات
شاركت في مهرجانات عراقيَّة وعربية كثيرة، ومثلت العراق في مصر العام الماضي، وحصلت على ميدالية ذهبية عن فئة الطبق الرئيس ضمن الموروث الشعبي، وهو طبق الفسنجون الذي كان موضع إعجابهم، باعتباره من الأطباق الغريبة وميدالية ذهبية أخرى عن (الكيك دزاين) من خلال أعمال بغدادية، تمثلت بعمل مجسمات لصانع الفخار مع أدوات عمله من شرب ومهفة وغيرها، إضافة إلى تصميم مجسم لبائعة الباقلاء بجميع تفاصيلها، كما شاركت في مسابقات عالمية، وحصلت على لقب كيك ستار العراق عن المركز الاول من خلال تصميم كيكة أعراس إضافة إلى حصولي في شهر رمضان الماضي على الميدالية الفضية في مسابقة أون لاين نظمتها تونس من خلال تقديمي لطبق رمضاني  من الموروث الشعبي.
وحصلت على الميدالية الذهبية عن طبق الزردة التقليدية مع اختلاف في طريقة التقديم، حيث زينتها بالفستق وباقي المسكرات
تقوم السيدة سحر بكل هذه الاعمال لوحدها في مطبخ العائلة و تنظم وقتها على هذا الاساس، بحيث لا تؤثر على حياة عائلتها وهي تقول: عندما أنحت بالسكر أندمج كثيرا في هذا العمل وأنسى العالم بأسره حتى يخرج عملي بالمثالية، التي أرغبها رغم المدة الطويلة التي تستغرقها هذه الأعمال، فهناك أنواع من الكيك تستغرق ثلاثة أيام، بينما تستغرق بعض مجسمات المخبوزات أسبوعا كاملا.

طموح
تطمح الشيف سحر أن يكون لديها محل صغير لبيع المعجنات الاوروبية،  تقدم فيه ما تصنعه من كيك ومعجنات للزبائن مع القهوة، إلا أن المحبطين كثيرون حسب قولها والمعوقات كثيرة، والمادة لها دور كبير من انجاح هذا المشروع، لكنها لا تفقد الأمل.