التنمّر وأضراره النفسية على الطفولة

اسرة ومجتمع 2023/12/17
...

  وجدان عبدالعزيز

لا شك أن الطفل يمتلك حساسية شعورية تجاه الشخص الكبير، الذي يرعاه، فيحاول الطاعة  والإذعان، وهذه ميزته الفطرية، وعلى المربي الكبير ملاحظة ذلك، واكتشاف عالم الطفل ما له وما عليه، ليكون في الطريق الصحيح كمربي يدرك تفاصيل حياته.
 وهنا نتطرق لمرض اجتماعي له آثاره الوخيمة على سلوكيته، ألا وهو التنمر، الذي هو شكل من أشكال العنف، كونه يشكل إزعاجا للطفل بطريقة متعمدة، فان التنمر لو كان مزاحا لِما ترك ضررا نفسيا، كونه يحدث بطريقة تتسم بالدعابة والحب المتبادل المقبول بين طرفي المزاح، وعكسه يتحول الى أضرار سلبية، كالأضرار الجسدية في بعض الحالات وبلاشك يتجاوزها الى الأضرار النفسية، والتنمر انواع مثل نشر الإشاعة، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المتنمر عليه بدنيا، أو لفظيا، أو عزل طفل ما، القصد منه الإيذاء، ومن المؤكد أن هذا الأمر يترك ضررا نفسيا  فيُعرضه لمشكلات وفي مجال الصحة العقلية، واذا لم تتعالج، ستظهر أمراض كالاكتئاب والقلق، وقد يؤدي الى تعاطي مواد الإدمان وتراجع الأداء في المواد الدراسية، واهم خطوة لمحاربته توعية الطفل وجعله داركاً لهذه الحالة من خلال سؤاله يوميا عن الوقت في المدرسة ونشاطه، والاستفسار عن دروسه، وما يلاقيه من مشكلات، وتشجيعه أن يكون قدوة إيجابية بالمحبة والاختلاط مع الآخرين، والاشتراك بالأنشطة العامة، وكيفية التعامل مع الأطفال البالغين، وبهذا تترسخ بداخل الطفل الثقة بنفسه، والأهم من هذا التعرف على مجموعة من الأصدقاء الذين يشاطرونه اهتماماته، وكي يتحصن أكثر تشجيعه في محاولة الدفاع عن النفس ورفض سلوكيات التنمر.
وإذا اقتضى الأمر ان تكون الأم والأب جزءًا من انشطة الطفل في البيت، أو على شبكة الانترنيت، وبالتالي الاهتمام به وكشف حالاته في المدرسة، مثل علامات الجسد كالكدمات، أو الخدوش، أو الكسور، والندوب والحقيقة أن آثار التنمر النفسية كثيرة جدا منها محاولة التغيب من المدرسة، والشعور بالقلق، أو العصبية، أو ضياع الملابس، أو الأدوات الإلكترونية، أو غير ذلك من المقتنيات الشخصية، أو تعرضها للخراب، أو التمزّق، وكما أسلفنا الآثار النفسية كثيرة جدا، وحين ملاحظة ذلك عند الطفل، لا بد من الانفتاح بالحديث معه ومحاولة كشف السلوك الجيد من السلوك السيئ في المدرسة، أو الحي.