أصوات يمكن أن تؤثر في التطور السمعي للأطفال

اسرة ومجتمع 2023/12/24
...

  كلارا أنجيلا براشيا

  ترجمة: شيماء ميران


من المعروف أن التعرض عدة ساعات لاصوات تصل شدتها الى مئة ديسيبل يضرُ بصحة السمع، والتعرض طويل الأمد الى صوت يتجاوز شدته الثمانين ديسيبل يتسبب بحدوث مشكلات في السمع، أما بالنسبة للأطفال، فالأمر يكون اكثر حساسية، إذ يؤثر ضجيج حركة المرور وصوت التلفاز وبعض الألعاب على قدرات الأطفال السمعية.

نشرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال تحذيرا بهذا الصدد في مراجعةٍ علميةٍ بمجلة طب الاطفال، يقول فيه الدكتور «بريان رايلي»، أحد مؤلفي المراجعة: «يعد التعرض للضوضاء السمعية مشكلة صحية كبيرة تتطلب اهتماما عاجلا، إذ يمكن أن تؤثر في السمع ونمط الحياة في المراحل المبكرة من حياة الأطفال، لذا نحن بحاجة الى نداء توعية عاجل».

يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر من البالغين بسبب اختلاف تشريح الاذن الخارجية، فكلما كانت القناة اصغر زادت الكثافة عند الترددات العالية، فعند الولادة، يصل تردد الأذن الخارجية الى ستة كيلو هرتز تقريبا، وبحلول العام الثاني ينخفض الى ثلاثة كيلو هرتز. اما قناة الأذن فتصل الى حجمها لدى البالغين في سن التاسعة، بينما تجويف الأذن الوسطى لا يصل الى حجمه لدى البالغين الا عند سن المراهقة، في حين المسارات السمعية والقشرة تكتمل بسن العشرين تقريبا، ما يعني أن الشباب يكونون اكثر عرضة للاصابة بمشكلات السمع .

يوضح مؤلفو التقرير أنه: «حتى مستويات فقدان السمع البسيطة قد تؤثر سلبا في الكلام واستيعاب اللغة والتواصل والتعلم في الفصول الدراسية». كما تشير دراسة اخرى نُشرت في مجلةJAMA Otolaryngology  إلى أن كل واحد من ستة في اميركا لديهم مشكلات في السمع، ويدركون ضرورة اجراء المزيد من الدراسات بشأن العلاقة بين الضوضاء وفقدان السمع المبكر، إضافة إلى ضرورة التوعية بشأن الاجراءات الوقائية قبل العلاج. 

يشير «لويس لاسالتيا»، رئيس لجنة طب الأذن في الجمعية الاسبانية لطب الأنف والأذن والحنجرة الى ان: «نظرا لصعوبة استعادة السمع بعد فقدانه، يجب تجنب الامور التي قد تلحق الضرر بالسمع قدر الامكان، ويُبيّن انه في السابق كان من المفترض أن يفقد المرء سمعه بعمر السبعين إلى الثمانين عاما، لكن الان يبدأ من عمر الخمسين إلى الستين  عاما».

يقول «غونزالو بين» طبيب الاطفال ومنسق مجموعة علم الاحياء الزمني في الجمعية الاسبانية لطب الاطفال: «لم يعطَ التلوث الضوضائي أهمية بذات درجة التلوث الضوئي، فحتى الثورة الصناعية واجهنا فيها رعد وعواصف وقليل من الامور الاخرى، وينبغي الحذر من أن نطاق الأصوات لدينا الان يضع صحة سمعنا على المحك».


خارج سيطرة الأطفال

من أكثر العوامل الضارة بصحة السمع لدى الشباب في أجهزة الاستماع الشخصية، يقول «غونزالو بين»:»إن استخدام سماعات الرأس المبالغ به بين الاطفال والمراهقين يحتم على الوالدين واطباء الاطفال التركيز على ما يتعلق بجهود الوقاية»، وبحسب دراسة نشرتها مجلة «بي ام جي» غلوبال هيييلث فان 23.8% من الشباب يستخدمون الأجهزة الصوتية أو يذهبون إلى أماكن الترفيه مع الموسيقى الصاخبة يكونون عرضة لخطر الإصابة بالصمم أو تلف السمع.

قد تحتوي العديد من الاجهزة على نظام تنبيه مدمج يحذر المستخدم عند تجاوز مقدار الديسيبل المقرر، ما يوفر تقارير اسبوعية عن مستوى الصوت في سماعات الرأس، وهناك بعض الاجهزة فيها خيار تقليل الأصوات تلقائيا إلى «ثمانين ديسيبل» وهي الحد الاقصى من شدة الصوت التي تتحملها الاذن وفق الدراسات. يقول «لاساليتا»: «إن الأمر يتعلق بضرورة خلع سماعات الرأس لسماع ما يحاول أبواك اخبارك به، هذا يدل الى أن مستوى الصوت مرتفع لغاية».

وفق الاكاديمية الاميركية لطب الأطفال يوجد هناك عوامل اخرى تؤثر في الرضع والأطفال بالمدرسة بنسبة كبيرة، فمثلا ضوضاء التلفزيون خصوصا اذا كان مستمرا ويتجاوز أربع ساعات يوميا، يشير المؤلفون: إلى أن «من المهم أن نعرف التعرض للضوضاء لا يشمل الشدة فحسب بل المدة والتكرار ايضا».

من الضروري ضمان عدم استمرار الصوت بمستوى «35 ديسيبل» لاكثر من ثمانين بالمئة من الوقت، ويحذر الدكتور «رايلي»: «ما أن تدرك مدى الضجيج الذي يُفترض أن تكون عليه الأماكن المناسبة للأطفال، فمن الصعب تجاهل ما تقوله لك اذناك الصوت عال جدا، يرجى خفض الصوت».


عن جريدة الباييس الاسبانية