2024.. صعبٌ على الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائيَّة

علوم وتكنلوجيا 2023/12/27
...

 لندن: بي بي سي


تميز العام 2023 في عالم التكنولوجيا بأنه العام الذي انتشر فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي. فبدءاً من الرموز الحاسوبيَّة ووصولا إلى الأعمال الفنيَّة أو الرسائل، يمكن للذكاء الاصطناعي أنْ ينشيء بسرعة أنواعاً من المحتوى، التي أصبحت، على الرغم مما يعتريها من نقص، أداة أساسيَّة في بعض القطاعات الصناعيَّة والمهنيَّة.
ويراهن المستثمرون بأموالهم على دعم هذه الصناعة المستقبليَّة.
وحسب بيتش بوك، فإنَّ شركات الاستثمار في العالم وضعت 21.4 مليار دولار في تمويل شركات الذكاء الاصطناعي، وهذا إلى نهاية أيلول فحسب. وللمقارنة، نذكر أنَّ إجمالي استثمارات عام 2022 كله كانت 5.1 مليار دولار.
لكنَّ البعض يحذرون من الحماس الزائد. إذ يقول بن وود، كبير المحللين في شركة سي سي أس، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتعرض إلى "صدمة" في 2024. ويضيف: "فقد أهمل الصعود، في ما نراه، عدداً من العراقيل التي تعطله قليلاً على المدى القصير".
وأشار إلى الغلاء الفاحش في إدارة نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي. فهو يتطلبُ قوة حاسوبيَّة كبيرة وشرائح حاسوب غالية الثمن، ليست متوفرة بما يكفي. ومن أجل تخفيض هذه التكاليف، يتوقع أنْ يعتمد الذكاء الاصطناعي على أنظمة هجينة، يجري فيها بعض العمليات محلياً، على حواسيبنا أو هواتفنا.

صدمة كهربائية
وفي الربع الأول من العام المقبل ستطلق السيارة الكهربائيَّة المليون في طرقات بريطانيا، حسب مركز البحث شميدت أوتوميتف. وهذا يجعل السوق البريطانيَّة الثانية بعد السوق الألمانية، في تشغيل السيارات الكهربائيَّة.
وعلى الرغم من هذا، يتوقع أنْ يكون العام 2024 عاماً صعباً بالنسبة لصانعي السيارات الكهربائيَّة.
ففي أواخر 2023، جمدت شركات فورد وجنرال موتورز وتيسلا خططها لتوسيع إنتاجها من السيارات الكهربائية. وفي تشرين الأول، وصفت شركة مرسيدس بينز سوق السيارات الكهربائيَّة بأنَّها "وحشية"، بسبب حرب الأسعار ومشكلات في خطوط الإمداد.
ولا يتوقع المحللون أنْ تتحسن الأوضاع كثيراً.
ويتوقع محلل سوق السيارات، ماتياس شميدت، عاماً راكداً لمبيعات السيارات الكهربائيَّة عبر أوروبا في 2024. ففي الأسواق القوية عادة مثل ألمانيا والنرويج فإنَّه لا يرى نمواً على الإطلاق.
لكنَّ بريطانيا قد تكون نقطة مضيئة، بفضل إقرار قانون تصفير انبعاث الغازات من السيارات. فبداية من كانون الثاني، أكثر من خمس السيارات المباعة لا بُدَّ أنْ تكون كهربائيَّة، على أمل أنْ تصلَ النسبة إلى 80 في المئة بحلول 2030.
ويقول شميدت إن السوق ستكون خاضعة كلياً للمشترين، خاصة بالنسبة للسيارات الصناعية، إذ سيسارع الصانعون للمطابقة مع قانون انبعاث الغازات. ويضيف: "لكن التخفيضات ستبقى مخفية في صفقات المبيعات، إذ سيتردد المنتجون في الإعلان عن التخفيضات".

الإنسان الآلي شبيه البشر
قد يكون الإنسان الآلي شبيه البشر أكثر فائدة العام المقبل. ففي شركة تيسلا يعمل المهندسون من أجل تطوير أوبتيموس، وهو إنسانٌ آليٌ شبيه بالبشر يأملون أنْ يؤدي وظائف في المصنع.
ونشرت صور الشهر الماضي تظهر أوبتيموس أخفَّ حركة من النسخة السابقة، بيدين جديدتين، ومحركات جديدة. وفي تموز، قال إيلون ماسك إنه سيكون بإمكان أوبتيموس أن يؤدي وظائف في المصنع بحلول عام 2024. وأضاف: "وبخصوص ما إذا سيكون بمقدوره أداء وظائف مفيدة، فسنجرب ذلك في مصانعنا للتأكد من ذلك. لكنني أعتقد أننا سنتمكن من جعله يؤدي وظائف مفيدة في مصانعنا العام المقبل. وأنا واثقٌ من ذلك تماماً".
وتواجه تيسلا منافسة كبيرة في مجال الإنسان الآلي شبيه البشر. فهناك شركات أخرى تطور إنساناً آليا يؤدي وظائف في أماكن العمل.
فشركة أمازون تجرب الإنسان الآلي شبيه البشر في مخازنها. ويستطيع الإنسان الآلي، ويدعى ديجيت، تحريك وإمساك الأشياء مثل الإنسان. وصنع هذا الإنسان الآلي في شركة أجيليتي روبوتيكس، التي تعتزم توريد نسخ من ديجيت إلى زبائن آخرين العام المقبل.
أما في كندا، فتدرب شركة سانكتويري الإنسان الآلي فينيكس على أداء مهمات معينة مثل ملء الأكياس. وفي 2024، تعتزم توسيع المهمات التي يؤديها.