{ناسا} تستعدُّ لـمهمة {ملامسة الشمس}

علوم وتكنلوجيا 2024/01/02
...

 واشنطن: بي بي سي

بعد أقل من عامٍ من الآن، في 24 كانون الأول المقبل، سيمرُّ مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة الفضاء الأميركيَّة "ناسا" أمام الشمس بسرعة مذهلة تبلغ 195 كيلومتراً في الثانية، أو 435 ألف ميل في الساعة.
لم تتحرك أي آلة من صنع الإنسان بهذه السرعة، 6.1 مليون كيلومتر، ولم تقترب أي آلة صنعها الإنسان على هذه الشاكلة من "سطح" الشمس.
يقول العالم في مشروع باركر، نور رؤوفي: "نحن في الواقع على وشك الهبوط على نجم".
وقال عالم مختبر الفيزياء التطبيقيَّة بجامعة جونز هوبكنز: "سيكون هذا إنجازاً هائلاً للبشريَّة جمعاء.
وهذا يوازي الهبوط على سطح القمر عام 1969". وتأتي سرعة المسبار باركر من قوة الجاذبيَّة الهائلة التي يشعر بها أثناء سقوطه نحو الشمس.
وستكون الرحلة أشبه بالسفر من نيويورك إلى لندن في أقل من 30 ثانية.
ويعدُّ مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة الفضاء الأميركيَّة واحداً من أكثر المهام جرأة على الإطلاق. وتمَّ إطلاقه في العام 2018 بهدف القيام بمرورٍ متكررٍ ومتقاربٍ للشمس.
وستقطع مناورة باركر، أواخر عام 2024، نحو 4 في المئة فقط من المسافة بين الشمس والأرض (149 مليون كيلومتر).
وسيواجه باركر تحدياً كبيراً للقيام بتلك المناورة، فعند النقطة الأقرب إلى النجم في مدار المسبار قد تصل درجة الحرارة في مقدمة المركبة الفضائيَّة إلى 1400 درجة مئويَّة. وتتمثل استراتيجيَّة باركر في الدخول والخروج سريعاً، وإجراء قياسات للبيئة الشمسيَّة باستخدام مجموعة من الأدوات المنتشرة خلف درع حراري سميك.
ويأمل الباحثون أنْ يفوزوا بكمٍ وافرٍ من البيانات والمعلومات عن بعض العمليات الشمسيَّة
الرئيسيَّة.
ومن أهم الأهداف الحصول على شرحٍ أوضح لطريقة عمل الإكليل، وهو الغلاف الجوي الخارجي للشمس. وتبلغ درجة حرارة الشمس عند سطحها الضوئي نحو 6000 درجة مئويَّة، ولكنْ داخل الهالة يمكن أنْ تصل إلى مليون درجة مئويَّة وأكثر.
وفي منطقة الإكليل أيضاً، يتسارع التدفق الخارجي للجسيمات المشحونة - الإلكترونات والبروتونات والأيونات الثقيلة، ليصبح فجأة ريحاً أسرع من الصوت تتحرك بسرعة 400 كم/ ثانية. ولا يزال العلماء غير قادرين على تفسير هذا بشكلٍ كاملٍ أيضاً، لكنَّه أمرٌ بالغُ الأهميَّة لتحسين توقعات السلوك الشمسي وظاهرة "الطقس الفضائي".