علي رياض: أعمالي تعبيريّة والحريّة موضوعي الأثير

ولد وبنت 2024/01/08
...

 سرور العلي
علي رياض مصمم طباعي، خريج معهد الفنون الجميلة في الديوانية قسم التصميم الطباعي، وخريج جامعة بابل كلية الفنون الجميلة، ومعلم لمادة التربية الفنية، عمل في عدة شركات لتصميم الإعلان ومراكز التجميل، وشركات السياحة وكذلك الدعاية، كمصمم إعلانات، وحصل على الجائزة الذهبية من وزارة الشباب والرياضة عام 2022، كتكريم وتقدير على نشاطاته.
عن بداياته بدخول عالم الفن التشكيلي تحدث لـ”لصباح”، بالقول:  “نشأت في بيت فني، فوالدي رياض عبد العباس، خريج أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح في بغداد، ومن مؤسسي نقابة الفنانين في الديوانية، ودخولي الفعلي في عالم الفن كان في المرحلة الثانية من دراستي في معهد الفنون الجميلة، حيث اخذت بالإطلاع على هذا المجال، واقتحام الوسط الفني وفهم مفرداته، والتعرف على آليات العمل في الفن، وفي التصميم بصورة خاصة كانت تلك المرحلة هي النواة، التي انطلق منها المعرض الشخصي الأول لي، واستغرق مني عاماً كاملاً في التحضير والإنتاج».
وفي سؤالنا له عمّن تأثر في بداياته؟ وما هو أول عمل له؟ أجاب: “التأثير كان في شخصين، الأول هو المصمم العالمي ريان عبدالله، وهو مصمم شعار شركة فولكسفاغن الإلمانية، وشعار شركة اوودي للسيارات، وشعار شركة بوغاتي للسيارات، ومطور شعار جمهورية إلمانيا الاتحادية، والعديد من الأعمال المهمة، وكان الملهم الأول والمحور في حياتي، كمصمم فكان دافعا لأي فنان في الوصول إلى العالمية بفنه وعمله وجهده، ولاحقاً التقيت به في كلية الفنون الجميلة في بابل، وكان هناك حوار بيني وبينه، إذ إن بحث تخرجي لدراسة البكالوريوس، كان عنه تحت عنوان ( المفاهيم الجمالية في التصاميم الطباعية لدى أعمال ريان عبدالله )، وتم تسليمه نسخة من البحث، فكان يتحدث عنه بصورة موسعة، أما الشخص الثاني فهو عميد الفنانين العراقيين جواد سليم، فكان المثل الأعلى والملهم لدى الجميع، فهو جمع ما بين النحت والرسم والتصميم، وأول عمل لي كان بورتريه له، بأسلوب الكرافيك بالتقنيات الرقمية، كتقدير لما قدمه في حياته، فكان هو المعلم الذي لن أراه، وكأن هناك تواصلا غير مرئي بيني وبينه».
ولفت إلى أن التحديات موجودة في كل محاور الحياة، ومنها، إثبات الذات، ومن الصعب أن يبرز اسم لشاب بين أساتذة الفن في جميع أنحاء العراق، فكان التحدي الأول، هو إثبات اسمي بفني وعملي الذي أقدمه، أما التحدي الآخر هو الاستمرارية في العمل والإبداع، وتطوير الأدوات للارتقاء بمستوى العمل المقدم، فمن السهل أن يلمع نجم جديد، لكن من الصعب استمرار لمعانه إلى الأبد، فكان لا بد لي من تطوير أدواتي، ليكون اسمي راسخاً في أي مكان أتواجد به.
وفي ما يتعلق بأهم المفردات أو الموضوعات التي يوظفها في أعماله، فأكد أنها مختلفة، ففي كل فترة زمنية يتم التركيز على مفردة معينة، وموضوع يحاكي الواقع والبيئة المحيطة، وفي المعرض الشخصي الثاني لي، كانت الموضوعات تحاكي الثورة والنصر والحرية، وحمل المعرض عنوان “وطن”، فالوطن هو الملاذ والملجأ، وطرح في المعرض العديد من المواضيع، كان على رأسها الحرية، والتي تمثلت بعمل بورتريه ثلاثي لشخصيات ثلاث مهمة، وهم زها حديد، وجواد سليم، وفائق حسن، وتم استعمال تقنية الدمج والكولاج في الأعمال، وهي ثلاث لوحات منفصلة ومتصلة بالمعنى، كون الثلاثة كسروا القيود، وتحدثوا عن آرائهم، وعبّروا بحرية بعيداً عن كل ما يعيق أفكارهم من سياسات وعقود، أما المعرض الثالث كانت غالبية المواضيع وجدانية وشاعرية، وركز على موضوع المرأة وقوتها وشموخها، من خلال مجموعة بورتريهات، تمَّ اشتغالها بصور وتقنيات مختلفة، تنوعت بين المطبوع والمرسوم في محاولة للتعبير عن الشموخ والكبرياء، والعنفوان والقوة والحب والحلم لدى المرأة، تجاه الأشياء والأشخاص، فكانت تلك الاحلام هي “ أحلام جلية “، وهو اسم المعرض، الذي كان بمثابة نقلة في فن التصميم في الديوانية بشكل خاص.
وتأثر رياض بالمدرسة التعبيرية، فكانت محور أعماله، فتلك المدرسة تعبَّر عن دواخل الإنسان وأحاسيسه، ويجسدها في العمل الفني، وتلامس المتلقي وقلبه ومشاعره، وتعبَّر في بعض الأحيان عن المشكلات التي نمر فيها، فينقل الفنان من خلال الخطوط والأشكال والألوان والحركات، والتقنيات المنفذة مجموعة من الأحاسيس والمشاعر للمتلقي، وهي من المدارس التي تعبَّر عن الذات.
وعن رأيه بأن الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم نتاج الحالة الإبداعية، أشار إلى أن الدراسة الإكاديمية والحالة الإبداعية هما حلقتان متصلتان، فلا يمكن للدارس فقط إنجاز عمل فني يحاكي فيه موضوعا معينا، من دون وجود الموهبة والحالة الإبداعية، فإن المعلومات والأدوات لا يمكن أن تنجز عملا فنيا، من دون اللمسة والروحية والموهبة، والعكس صحيح لا يمكن أن يكون العمل متكاملا، وعلى النسق الصحيح، الإ إذا كان الفنان واعيا ومتعلما، ومحللا وذا خلفية إكاديمية لكل حيثيات الفن وخباياه، ومتمكنا من أدواته وعارفا بما تحت يده من تقنيات وخامات، وما يقدمه من فكرة وعمل.