بغداد: سرور العلي
مروة المشالي، بكالوريوس هندسة حاسبات، بعد التخرج اكتشفت شغفها في المجال النفسي والإرشاد، لتنجح بدراسته وتحقق الامتياز فيه، كما نالت شهادة دبلوم في إعداد قيادات المرأة، وتم اعتمادها كخبيرة في قضايا المرأة الإقليمية والدولية، كذلك فهي عضو في الاتحاد الآفروآسيوي للقانون الدولي، وهي مدربة دولية معتمدة داخل العراق وخارجه، ومنها في ماليزيا، والإمارات.
وعن شغفها في مجال تدريب الأطفال تحدثت «للصباح»، بالقول: «مجال الأطفال كان كبداية بعد التخرج مباشرة، وكان تدريبي لهم من خلال برامج علاجية نفسية، والمشكلات السلوكية عند الطفل، ويتم ذلك عن طريق التوجيه المباشر مع المربي أي الأب أو الأم، أو من الممكن أن هذه البرامج تقدم لإدارات المدارس ورياض الاطفال والمؤسسات، وكانت من البرامج الدولية للتدريب هي برنامج «السوربان»، و «اليوسي ماس»، وهي رياضيات ذهنية، وكما نلاحظه اليوم هناك مسابقات كثيرة لها، وبدأت كمدربة بعد ما تفوقت في الاختبارات، وترشحت للسفر إلى ماليزيا، لجلب برنامج «الآي ماث»، وهو برنامج رياضيات بطريقة محببة، وحالياً يطبق في مدارس تنمية الإبداع بمختلف فروعها في بغداد والمحافظات، وساهمنا بتدريب الأشخاص الذين يقدمون هذا البرنامج، وكان ذلك في عام 2013، ثم توقفت للانتقال إلى فكرة أعمق، وهو العمل في المجال النفسي لشغفي به، وذلك بتقديم العلاج السلوكي والمعرفي للبالغين والمراهقين».
تحديات
واجهت تحديات في هذا المجال، بعدم تقبل الآخرين له، واعتباره كوصمة عار مرتبطة بالاعتراف بالمشكلات النفسية، إضافة إلى آراء كثيرة جداً سلبية، ولكن تجاوزت ذلك، إذ أصبح هناك أقبال واسع للاستشارة، بمختلف الأمور النفسية، وبالإصرار واصلت العمل من دون توقف.
مشروع
وفي ما يتعلق بمشروعها « نصح لحياة واعدة»، وما الهدف منه؟ وهل حقق النجاح الذي تسعي له؟ أجابت: « مشروعي «مشروع نصح»، هو خاص بتقديم الخدمات النفسية والإرشادية للأفراد، والهدف منه هو أن يتمتع الأفراد بمستوى مستقر من الصحة النفسية، بما يتيح لهم معرفة شخصياتهم ومميزاتهم وإمكانياتهم، وصولاً بهم للنجاح على المستوى الشخصي والمهني والاقتصادي والاجتماعي، وحقق المشروع نجاحا كبيرا وكان تطوره سريعاً، والآن نحن في مرحلة جديدة بأن يتوسع المشروع من مكتب استشارات إلى تقديم تدريبات وبرامج إرشادية جماعية، وهذا يتم من خلال التعاقدات التي تتم مع القطاع الخاص والعام».
تطور
ولفتت إلى أنها قامت بتطوير قدراتها ومهاراتها في المجال النفسي، ومجال المرأة والطفل بأمور بسيطة، وتصاعدياً إلى أمور أكبر وأكثر عمقاً، وذلك من خلال القراءة الكثيرة، بمختلف الآراء في الكتب والإطلاع على النظريات، ويعتبر الجانب الإيجابي لوسائل التواصل وشبكة الإنترنت، كونها رافدا جيدا، وتحتوي على مواقع بحث مختلفة ومهمة، ففي ضغطة زر يمكن الحصول على كتب ثمينة ومعلومات قيمة، وعن طريقها تطورت إمكاناتي ومهاراتي، فقمت بالتدريب على يد معالجين نفسين أكفاء في الوطن العربي، بخدمة تتجاوز الثلاثين عاماً، وبمدة تدريب لا تقل عن ثلاث سنوات.
طموح
وتطمح مشالي بالوصول لمستوى متقدم في الدراسات الإكاديمية، إضافة إلى نشر البحوث والكتب التثقيفية والتوعوية بمجال الصحة النفسية، كما أسعى أن يكون هناك فروع أكثر لمكتب «نصح»، يتكون من مجموعة مرشدين نفسيين، بالإضافة إلى تقديم العديد من الدورات بشكل سلسلة ذات أهداف نفسية، وتتم بمحافظات متعددة، وليس في بغداد حصراً، ونطمح أن يكون هناك وعي عال لدى الأفراد، وتقبل أكبر لفكرة العلاج النفسي.
مشاركات
ومعظم مشاركاتها كانت في الوزارات العراقية، ومنها في وزارة الصحة، وهيئة الحشد الشعبي، وفي وزارة التعليم العالي وفي العديد من الجامعات، بتقديم ورش ودورات، وكان آخرها تدريب 400 موظف في مطار بغداد الدولي، وكان تدريب للكوادر الإدارية العليا، من رؤساء الأقسام والمدراء والموظفين، بمختلف تدرجاتهم المهنية، ونالت الكثير من الشهادات ومنها، شهادة مشاركة بتدريب اعداد قيادات المرأة في دبي عام 2019 - 2020، وأخرى أثناء التدريب في ماليزيا خاصة بالبرامج الدولية، وشهادات بالعلاج المعرفي السلوكي.
أهمية
وأشارت إلى أن الإرشاد النفسي له أهمية كبيرة، في مساعدة الفرد على التكيف مع المجتمع المحيط به، وبالتالي سيحقق السعادة بشكل أفضل، كما أنه يساعده على فهم نفسه وذاته ومعرفة قدراته، وبذلك ستحدث تغيرات إيجابية في حياته، ويكون شخصا منتجا، والفرد العراقي مع تكرار الأزمات بحاجة إلى الإرشاد النفسي، لبناء طرق تفكير صحيحة، وتعديل الأفكار المشوهة التي تراكمت بداخله.