سعاد البياتي

إدراك السعادة تختلف من فرد إلى آخر، فالبعض يراها في المال والآخر في النجاح، وغيرهم يرون السعادة في الأولاد، وبشكل عام فهي شعور نسبي حسب الظروف والأزمان، وقد تكون وقتية لدرجة تنتهي حال انتهاء مشاعر الفرح لحدث ما  يكون عابراً أو عند وقت انتهائه .
في كل مرة أدعو بها إلى إنشاء لحظات سعادة أو فرح أكون، قد وفرت فرصة طيبة لأحداث إجواء خالية من المنغصات سواء للأسرة أو لفرد ما، إنها فعلا  اندماج حقيقي نحو مصادر وفرت تحت اليد، لتصنع منها السعادة الحقيقية أو المؤقتة، لتمنحنا دفئاً وحياة اخرى نلمس فيها بعض الترفيه والمسرة.
في صبانا كانت افراحنا تنذر بالديمومة لبساطة المعيشة وحلاوة اليوميات وجمال الأشياء، التي تبعث فينا روح المحبة والتعلق بكل ما تحويه من دقائق سريعة، تمر بشكل عابر وتترك فينا آثارا عميقة  من الفرح، وفيها الكثير من الانبساط، والذكريات والافراح الفائضة، وكل الاوقات كانت تنذر بالسعادة، لأنها منظومة كاملة تتدخل فيها عدة عوامل، كالعلاقات الاجتماعية المتميزة، والأسرة المتماسكة، والعطاء دون مقابل، والشعور بالرضا النفسي، وتقدير الأشياء الجميلة التي تحيط بك، إلى جانب التحلي بالصحة البدنية وتمام السلامة، فالانسان بطبعه كائن اجتماعي يحتاج الحب والعائلة والأصدقاء، فالسعادة قرار، واحيانا نلمسها وهمية  تلك التي لا تدوم طويلا، ولها مسببات عدة، تمر علينا دون إنذار أو مسبقات تعيننا على ازاحتها، السعادة الوهمية قد تكون في أنك تعيش وسط اجواء لا تناسبك بيد أنها مفروضة عليك ويكون التمثيل حاضرا بقوة فيها.
 فالتعايش مع الخبرات وتجارب الحياة، يدعوننا إلى تلقي رسائل مميزة في القناعة والعيش البسيط الآمن، نعم السعادة هي جزء من ذلك الكمال، وكذلك الحزن، والمصاعب، والإحباط، والفشل، والتغلب على مسبباتها، يدعم شخصيتك بكثير من السعادة الدائمة، ليتنا أيقنا بصدق ورضا أن كل ما منحه الله عز وجل لنا هو لراحتنا ووجودنا، منحنا كل اسباب العيش بشكل هادئ ومريح، لكننا نتراكض أحيانا نحو أشياء وهمية غير حقيقية بالمرة، وهذا ما يسمى بالسعادة الوهمية  
فمن خلال التفكير بمعيشة هادئة ومطمئنة تحت ظل الباري سبحانه وتعالى، ونكون شاكرين لكل مارزقنا به نشعر وبالتأكيد بسعادة وايما هي.