أوجه تشابه ووقاية ضروريَّة بين الإنفلونزا الموسميَّة وكورونا

ريبورتاج 2024/01/17
...

 فجر محمد

خيمت على العالم في العام 2020 سحب دخانيَّة سوداء، أغلقت على إثرها المطارات والمدن وفرض حظر التجوال في أغلب دول العالم، لم تكن تلك السحب سوى فيروس كورونا، الذي لم يعرف إلى الآن مصدره الرئيسي، ولا كيفية خروجه إلى العالم، ولكن هناك العديد من النظريات التي ظهرت في محاولة لكشف حقيقته، وجوهره الفعلي.
وما زال هذا الضيف، متواجدًا في دول العالم وبنسب متفاوتةٍ وما زالت منظمة الصحة العالمية تحذُر وتطلق التنبيهات، وتدعو إلى التلقيح والتحصين ضده. وتكمن خطورة الموضوع في أوجه التشابه بين الإنفلونزا الموسمية وكورونا خصوصا في موسم الشتاء.

لم تكن الوعكة الصحية التي أصابت دانية وسام سوى عودة لشبح كورونا، الذي أصيبت به منذ ظهوره لأول مرة، ولكن هذه المرة تجد دانية أن نشاطها أصبح شبه معدوم، إضافة إلى نوبات السعال والرشح، وتحذر من الاستهانة بهذه الأعراض، لما لها من آثار جانبية ترافق المصاب لفترات زمنية معينة.

في حين عندما أصيبت فرح حسام بأعراض تشبه الإنفلونزا، قررت البقاء بالمنزل وابتعدت عن أفراد أسرتها، حتى أكد لها الطبيب المختص أنها ليست مصابة بالكورونا، ولكنها اختارت اتخاذ الخطوات الاستباقية، حفاظا على أفراد أسرتها، وألا تنقل العدوى، سواء كانت مصابة بالإنفلونزا أو كورونا.

وتشير الدراسات إلى وجود العديد من الأعراض المشتركة بين المرضين، ولكن ما يحسم الأمر هو الخضوع للفحص الطبي، لتحديد ما إذا كانت الإصابة إنفلونزا موسمية أو كوفيد-  19. وفي جميع الأحوال يدعو الأطباء إلى توخي الحيطة والحذر، والاهتمام بالصحة العامة وتعزيز المناعة بشكل مستمر.


سلالاتٌ مختلفة

 مع ظهور أنواع وسلالات متعددة، يرى المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدران الطفرات والمتغيرات الجينية، التي يتعرض لها فيروس كورونا أمرا طبيعيا، والأعراض التي تظهر على كل مصاب تختلف بالتأكيد، وبحسب البدر فإن مختبرات وزارة الصحة قادرة على تشخيص المتحورات الجديدة، من خلال جهاز التعاقب الجيني، فضلا عن الاستشارات والتواصل مع جهات عالمية وعربية، لتحديث المعلومات عن الفيروس كذلك طرق التعامل مع الإصابات وتشخيصها منذ البداية.  ويذكر أن لفيروس كورونا متحورات عديدة منها (اي جي 5)، الذي أثار قلق واهتمام الأوساط الطبية المحلية والعالمية، لكونه السلالة السائدة في الإصابات.

من بعد ذلك ظهر متحور جي أن 1، الذي اعتبره الأطباء والمختصون الفايروس الأكثر احتيالا وبحسب أحدث إحصائيات من بريطانيا، فإن مشكلات النوم والقلق والخوف من أبرز الأعراض المرافقة لهذا المتحور الجديد. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في امريكا إلى أن اللقاحات المتوفرة من شأنها أن تفيد في محاربة هذه السلالة.


الصحّة العامة

أثارت دراسة حديثة ظهرت مؤخرا، عن ضرورة الاهتمام بفحص مستويات الفيتامينات بشكل مستمر في الجسم، وعلى وجه الخصوص فيتامين دي، إذ أن قلته قد تكون سببا ببقاء أعراض كوفيد طويلة الأمد، ولهذا ينصح الأطباء بفحص مستويات الفيتامين، تجنبا لعودة أعراض التعب والنحول والكسل، التي يصاب بها غالبا المصابون، وتبقى مصاحبة لفترات طويلة حتى بعد شفائهم من المرض. ووفقا للدراسة فإن نسبة تصل من 30 إلى 70 بالمئة ممن يصابون بكوفيد يتعرضون لاحقا إلى الإصابة بتلك المتلازمة، التي تسبب لهم التعب والخمول.

كما أشار مؤخرا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس إلى وجودِ أكثر من 10 آلاف حالة وفاة ارتبطت بفيروس كورونا خلال الأشهر المنصرمة، مع ارتفاع الإصابات والكثير منها يحتاج إلى وحدات العناية المركزة، مضيفا أنه على الرغم من أن فيروس كورونا لم يعد من الحالات الطارئة، إلا أن هذا الفيروس ما زال منتشرا ويصيب عددا لا يستهان به من الأفراد. 

وأيضا لفت عدد من الأطباء البريطانيين إلى أن من أبرز الأعراض التي أصيب بها مرضى كوفيد في المرحلة الحالية، هي الإصابة بالإسهال أو الصداع ضمن أعراض المتحور الفيروس جي ان.1 أو متحورات اي جي 5.


وقاية

تشجع المختبرية ريتاج جاسم التي تعمل في أحد مستشفيات العاصمة، على ضرورة أخذ اللقاحات والتحصين ضد الفيروس، التي يعتقد أنها تعلم خلايا الجسم كيف تصنع جزءا من البروتين دون أن يحدث تداخل مع الحمض النووي الخاص بكل جسم. وتتابع المختبرية قولها:"من المهم الحصول على اللقاحات، لأنها بمثابة جدار الصد ضد جائحة كورونا، فضلا عن ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة جدا كوسيلة للوقاية. كما دعت الجهات الصحية في وقت سابق الأفراد إلى تلقي اللقاحات ضد الإنفلونزا الموسمية، وأيضا كورونا.

وتبيّن منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا شائعة جدًا، خاصة في موسم الشتاء، وعادة ما تكون الأعراض هي الحمى والصداع وآلام العضلات، ولكن أيضًا هناك أعراضًا تصيب الجهاز التنفسي العلوي مثل العطس والسعال. بالنسبة لكوفيد-  19، فهي الأعراض نفسها، بشكل أساسي، ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك أعراض معينة مثل فقدان حاسة الشم، والتذوق ايضا.