زوايا معرض بغداد الدولي

اسرة ومجتمع 2024/01/21
...

  غيداء البياتي     

  تصوير: كرم الأعسم     


بحكم زيارتي لمعرض بغداد الدولي بدورته الـ»47» أكثر من مرة، فمن حقي القول مهنيا بأنه بدورته الاخيرة هذه كان متميزا عن باقي الدورات وذلك بأفضليته؛ سواء من حيث المشاركة من دول عربية واجنبية حيث الجناح السوري، والمصري، والسعودي، والاردني، والإيراني، والفلسطيني، الاماراتي، الهندي، وباكستان وتايلند واسبانيا والفلبين، فضلا عن الجناح الكويتي والاندونيسي والاذربيجاني، والياباني، لكن المشاركة العراقية كانت الأبرز من حيث الصناعة الوطنية والخاصة المتمثلة في المشغولات اليدوية المتنوعة، وشركات المنتوجات الغذائية المختلفة، ومعامل ابي غريب، والشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور التي روجت كثيرا عن منتوجاتها طوال ايام المعرض، حيث كانت لتلك الشركة مساهمة مميزة  بعرض أنواع من التمور المغلفة بطريقة فنية جميلة تسرُّ الناظرين وتغريهم بالشراء، وكان هنالك بعض الشركات العراقية، التي روّجت هي الأخرى عن صناعتها لمواد التنظيف المختلفة، والتي تضاهي المنتوجات الاجنبية، فضلا عن مصانع التعليب، ولم تقتصر عروض الصناعة العراقية على المنظفات والمواد الغذائية، بل اتسعت لتشمل البناء وبعض مواده، فضلا عن الصناعة الالكترونية المتمثلة بالمدافئ والتلفزيونات وعدد من الاجهزة الذكية، هذا الشيء جعلني أشعر بالفخر وأنظر بعين التفاؤل الى مستقبل العراق الزاهر، ولعل الوفود المشاركة من 20 دولة وكل من زار المعرض قد تلمس هذه الحقيقة.

وما ميز هذه الدورة عن سابقها أيضا وجود شركات عراقية للعقار والبناء، شرح موظفوها للزائرين عن متانة وجمال المشاريع السكنية المنجزة مؤخرا من قبلهم، بالتعاون مع امانة بغداد في اغلب المناطق، من خلال مجسمات لمشاريع جاهزة، لوهلة تذكرت اليابان ومبانيها الجميلة والعالية وتطورها، وما تتمتع به من قوة اقتصادية عالمية، وما تملكه من تكنولوجيا متطورة في عدة مجالات، ولطالما كنت أنظر بإعجاب الى تجربة اليابان في معالجة اثار الحرب العالمية الثانية المدمرة وكيف استفادت هذه الدولة من سواعد ابنائها في البناء والأعمار والتطور في كل مجالات الحياة، وفي سري تمنيت لو أني صاحبة قرار لذهبت الى الجناح الياباني المشارك في المعرض، وأمرت بزيادة الفعاليات والانشطة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مستغلة التواجد الفعلي والجاد للشركات اليابانية في العراق، واستثمار امكانية العراق الكثيرة والمتمثلة بالمواد الغنية والسواعد العراقية ذات الأغلبية الشابة.

على العموم فكل زاوية من زوايا معرض بغداد الدولي كان هنالك رمزٌ يعني بالوطن، وان الرسائل التي اراد الشعب العراقي ايصالها الى دول العالم خلال هذا الصرح التجاري، هي إن الابداع والتميز لا يمكن أن يوقفا دوامة اليأس، وفي رسالة أخرى لمن يعنيه الامر هي أن يكون الدخول للإطلاع على ابداعنا مجانا