سعاد البياتي
الحديث عن التجارب لها قيمة عليا، كونها تمنح الانسان معنى حقيقيا للوجود، لا سيما المرأة التي هي موضع الكلام، فأي واحدة منا لا تولد وهي متكاملة أو ناضجة، وانما بمرور الزمن والتجارب والعمر تكون أكثر نضجاً وفهماً للحياة.
في احيان كثيرة لا يسعني حل إحدى المشكلات التي تصادفني ليس لقلة تجاربي، بل لصعوبة الموقف أحياناً أو لتجنب التدخل، أو أن الكلمات لا تسعفني في إفهام المقابل، ومن باب الثقة بالنفس أجد كل الأمور تسير بشكل طبيعي وجاد، فالمرأة التي تسعى لتكون ناضجة وبمنتهى العقل والإدراك هي المليئة حبا واحتراما للذات وذات المظهر اللائق، التي تدرك أهميته في حياتها، وأن تحترم حياتها الشخصية ولا تدعها مكشوفة في السوشيل ميديا، بل تكون ساعية لتطوير موهبتها واستثمار وقتها في العمل أو تربية أطفالها، وحتى الاهتمام بشؤونها الأخرى، التي تزيدها ثقافة وإلماما وتفكيرا واسعا، وغيرها من الأمور الخاصة بالبيت والأسرة، فالمرأة الهادئة في أغلب المواقف ومراحل العمر المختلفة، يعد نضجاً ودلالة على كمال عقلها وحكمتها، وهو ليس بالأمر الهين، وقد يحتاج منها الجهد الكبير لتصل لتلك المرحلة، وحينما تجيد وتعرف فن التعامل مع ما يمر عليها من أمور وشخصيات وتداعيات، تكون قد اجتازت بتفكيرها كل حدث غير مناسب، وأدركت ما للتهور من سلبيات وأحكام تضر بشخصيتها، وأكبر همها يصب في تجنب الأخطاء، والإنسانة الأكثر نضجاً هي التي تسعى للتقرب من الله سبحانه وتعالى بشتى الوسائل، وتهيئ لحياتها طريقاً مليئاً بالعمل والمقدرة على إدارة أسرتها بشكل يليق بعنوان الأسرة المتكاملة والمثالية، وهي التي تستطيع أن ترسم طريقها دون الاعتماد على الآخرين، فهي امرأة تجيد إدارة الأزمات وتحسن تقبل نتائج قراراتها مهما كانت!
ولأن بيئتنا هذه تضج بالأحداث الغريبة والأخبار المتسارعة والنفسيات المضطربة، لذا فالمجتمع برمته بحاجة إلى نساء ناضجات وواعيات، ولديهن القدرة على ادارة الحياة بشكل مثالي تعين أسرتها على مساوئ كثيرة، تنم بالحياة وتحافظ على كيانها ودينها
فالنضوج مرحلة نصل اليها بعوامل كثيرة تؤثر فيه، مثل البيئة، وطريقة التربية، والاستقلال المالي، وفقد الأحبة، هذه وغيرها من العوامل تؤثر بشكل مباشر، إنها الحياة التي تطالبنا بالعقلانية والالتزام والرؤية الثاقبة للأمور