الطفل في قبضة الشاشة

اسرة ومجتمع 2024/01/28
...

  صباح محسن كاظم

لأهمية الصورة البالغة في تشكيل وعي الأسرة والطفولة، قُدِمت عشرات الدراسات السيكولوجية لتحليل ظواهر تشكيل الوعي من قِبل علماء النفس، والكتاب الذين يهتمون بالأسرة اللبنة الأولى بالمجتمع.. فالتأثير بين السلب والإيجاب تبعاً للرسالة الإعلامية الموجهة لصناعة العقول والتنشئة السليمة. بكتاب ((الطفل في قبضة الشاشة ) للمؤلف  الغزير “عبد الحليم  حمود” صدر عن دار الهادي /بيروت. تميز المؤلف بغزارة العطاء فقد قدم للمكتبة اللبنانية والعربية أكثر من   120 كتاباً بمجمل القضايا الأدبية والاجتماعية والإعلامية والسينمائية والتشكيلية.  ذكر المؤلف بالمقدمة ص 5
الدخول إلى عالم الطفل والمؤثرات التي تؤسس لبناء جيل المستقبل، أمر في غاية التعقيد، خاصة إذا انطلقنا من المفاهيم التي تشكلها الشاشة (التلفزيون والكومبيوتر). وما يزيد الأمر صعوبة تلك الدراسات المتناقضة، الصادرة عن أهم المعاهد في العالم، التي يرى بعضها أن الشاشة عنصر سلبي هدام، تربي شخصية الطفل على العنف، في حين يرى البعض الآخر أن للشاشة محفزات تطويرية للذهن ـ ومنافع لبناء الشخصية.
فصول الكتاب الشيق المهم “الطفل في قبضة الشاشة” التعريف بالضحايا من الطفولة وتنبيه للأسرة، وتحذيرها بالانغماس الكلي  بشاشة التلفزيون والحاسوب والموبايل  حيث يؤكد الكاتب ص 9 الأطفال هم الضحايا الأكثر هشاشة والأسرع سقوطاً، لأن التجارب المروعة تدمر وجودهم الداخلي حين يسلبون الإحساس بالأمن والثقة بالنفس والاطمئنان إلى الحياة برمتها، وليس من الضروري أن يتعرض الأطفال أنفسهم للتجارب المروعة برمتها.
في الكتاب استطلاع وبحوث وقراءة معرفية لتفكيك ظاهرة الصورة وتأثيرها  في دول عدة،  كما حدد في ص12 : وجد كيفين براون وكاترين هاميلتون – غياتشريتيس من جامعة برمنغاهم  أدلة متصلة على أن الأطفال الصغار، الذين شاهدوا لقطات عنيفة في التلفزيون أو في السينما أو مارسوا ألعابا فيديوية عنيفة أظهروا ألعاباً وسلوكاً يتسمان بالعدوانية.))   ويستمر بعرض الدراسات.
((أما في اليمن توصلت دراسة أكاديمية أجرتها جامعة صنعاء  إلى أن مسلسلات العنف التلفزيوني تترك تأثيراً بواقع 51./. بالمئة على أطفال اليمن، وأن النسبة الأعلى منها بين الذكور بواقع 60./. )) ويذهب  عبد الحليم محمود إلى عرض السلبيات ب9 نقاط منها قتل ملكة الخيال- الدعوة اللاواعية للقتل- انغماسهم بلقطات تضرب القيم الثقافية وغيرها من التأثيرات السلبية.. في ص 23 دراسة بالرياض  ((بينت 70./. من الرسوم المتحركة تنتج خارجياً وهذا لا يتناسب مع مناهجنا وثوابتنا).. بالمقابل تظهر دراسات بتكساس لأنصار الشاشة ص 59 : ((بسبب أن الآباء الذين يتسم أبناؤهم بنشاط مفرط  قد يصيبهم بالإرهاق، يتركونهم يشاهدون التلفزيون أوقاتاً أطول كي يريحوا أنفسهم...)).. يخلص  المؤلف لنتيجة  يوضحها  ب8 نقاط جوهرية ص115 :
((إن المجتمع هو جماعة ممن كانوا يوماً ما صغاراً. فعلينا  ألّا نهمل شريحة أساسية من شرائح المجتمع وهي الطفل)).