النجف الاشرف: حسين الكعبي
أرجعت مديرية زراعة النجف الأشرف، الارتفاع الكبير بأسعار الماشية مؤخراً، إلى إخراجها للرعي في البادية، ما قلَّل من أعداد المعروض منها للبيع في مراكز المدن، إضافة إلى الطلب المتزايد عليها في الأسواق مؤخراً، كاشفة عن أن إنتاج المحافظة الذي يقرب من المليون طن شهرياً، لايسد سوى 40 بالمئة من حاجتها.
وبرغم سماح وزارة الزراعة باستيراد اللحوم، بيد أن ذلك لم يحد من ارتفاع أسعارها، كون المستورد منها لا يلقى إقبالاً من العراقيين، مقابل اللحوم المحلية .
وقالت رئيسة قسم خدمات الثروة الحيوانية في مديرية زراعة النجف إسراء سليم نجف بتصريح لـ"الصباح": إن توفر المراعي الطبيعية في بادية النجف، حدا بمربي المواشي وخاصة الأغنام والماعز إلى الخروج بها إلى البادية لرعيها، ما تسبَّب بقلة أعداد المواشي المعروضة للبيع في مراكز المدن، وبالتالي ادى إلى ارتفاع أسعارها.
وبيَّنت أن مواسم الجفاف التي مرَّت بالبلاد خلال الأعوام الماضية وما سببته من ارتفاع بأسعار العلف، حدت بالمربين إلى بيع قسم كبير من حيواناتهم بأسعار زهيدة ليتمكنوا من شراء الأعلاف للجزء المتبقي، أما عند هطول الأمطار وتوفر المراعي الطبيعية فإن المربي لا يضطر إلى بيع حيواناته لأن أعلافها ستتوفر له مجاناً في البادية.
وذكرت أنه بما أن النجف محافظة دينية ويفدِ إليها ملايين الزائرين، فإن المرافق السياحية والخدمية كالمطاعم ازدادت فيها بكثرة، ما أدى إلى زيادة الطلب على اللحوم الحمراء، ومع قلة المعروض منها في المدن فإن أسعارها ارتفعت بشكل كبير.
وبيَّنت أنه وبرغم امتلاك المحافظة تسعة مشاريع لتربية العجول والأغنام، إضافة إلى حيازات حيوانية كبيرة في القرى والأرياف، بيد أنها لا تسدُّ حاجتها من اللحوم، كاشفة عن بلوغ إنتاج المحافظة الشهري من اللحوم، 967 ألف طن، وهو لا يسدُّ سوى 40 بالمئة من حاجة النجف.
وأكدت نجف حاجة المحافظة إلى مشاريع جديدة لتربية الماشية لتتمكن من سد كامل حاجتها الفعلية، بيد أن إنشاء مشاريع جديدة، يصطدم بصعوبة الإجراءات الروتينية المعقدة، إضافة إلى المواصفات الفنية المتشددة التي على المربي أن يلتزم بها عند إنشاء أي
مشروع.