شؤون وشجون النساء المكافحات

اسرة ومجتمع 2024/03/03
...

  سعاد البياتي 

  تصوير: نهاد العزاوي

في اليوم العالمي للمرأة لا بد أن نحتفي بكل امرأة تمكنت من تجاوز المحن، وصارت مضرب الامثال في كفاحها وبكل النساء اللواتي حاربن الظروف الاجتماعية والاقتصادية وصرن قدوة ومثالا، واصلن طريقهن رغم كل العثرات، وتمكن من الخوض في تجارب العمل الفردي بشكل قدير ومتفان. 

اليوم نسلط الاضواء على نساء مكافحات قدن أسرهن، رغم الظروف الصعبة، التي واجهتهن لكنهن صبرن وقمن بواجباتهن بشكل يفوق التصور، قدن بيوتهن بثبات وإصرار ووصلن إلى لقب سيدات العمل بجدارة. 

ومن خلال جولات عديدة على بعض من النساء العاملات بجهود فردية اللواتي قدن مشاريعهن ونجحن فيها سعياً، لكسب الرزق بعيداً عن الوظائف ومتاعب انتظارها، نهضن بأسرهن نحو العيش الكريم، لذا كان لا بد من تحيتهن في يومهن العالمي. 


الخياطة وشؤونها

تقول أمينة عماد وهي خريجة معهد المعلمات منذ أعوام:  إنها سئمت من انتظار التعيين، رغم تقديمها لأكثر من مرة، فبدت لها فكرة تعلم الخياطة في معاهد تعليمها لتمتهن مهنة جيدة وهي في بيتها، تبين أمينة وهي في العقد الثلاثيني من أنها استساغت الفكرة وتعلمت بوقت قليل لحبها لها، وصارت تمارس مهنة الخياطة لنساء المحلة،  وتوسعت مهنتها وعززتها بتصاميم عالمية لبدلات المناسبات، حتى روجت بضاعتها لمحال معروفة، وأخذت تجارتها تتسع بشكل كبير، وأصبحت بعون الله احدى المصممات بهذا المجال، لتتمكن من تكون واحدة من النساء المعروفات ومن سيدات الاعمال، تنصح امينة المرأة ألا تفقد الأمل في ايجاد عمل مناسب لها تحبه وتبدع فيه، وتكون بمستوى يليق بها وتحافظ على أسرتها من العوز. وهذا منتهى أملها في النساء.

رزق حلال

اما كريمة مزعل وهي في العقد الرابع من عمرها، فقد ابتدعت لها عملاً جيداً ، قائلة: بعد وفاة زوجي تحملت عبء الأسرة والأولاد الصغار، ولأني أجيد صناعة الحلويات والفطائر، فقد تمكنت من فتح محلٍ صغيرٍ في بيتي، وروجت للأكلات التي اعملها من خلال السوشيال ميديا، وكانت تردني طلبات عدة للعمل مع مطاعم معروفة، إلا أني فضلت العمل في منزلي لأكون بالقرب من أسرتي، وهنا أكسب رزقاً جيداً، ومن الله التوفيق لكل النساء اللواتي لم يوفقن في ايجاد وظيفة حكومية، ألا تقف مكتوفة الايدي، بل تسعى إلى أن تكون لديها رؤية وأمل للعمل والمستقبل. 

 

مشروعٌ وتطوير

 وأسست المهندسة رقية محمد،  مشروعها الخاص بصناعة الصابون داخل منزلها في محافظة المثنى، لتحوله في ما بعد الى معمل صغير ورسمي خارج المنزل، لينتج أنواعا متعددة من الصابون ويشارك بعدة مهرجانات، بالرغم من امكانياتها البسيطة والمحدودة بيد انها تمكنت من انضاج مشروعها الخاص.  

تتحدث بثقة عن مشروعها بالقول: أحرص بشدة على عدم ضياع الوقت دون استثمار أو هدف، عندما تخرجت من الجامعة، فكرت في إنشاء مشروع صغير يمكن ان يكون في المستقبل مهنتي التي أحبَّها، فقمت بتجهيز مكان صغير في البيت، وبدأت بتوفير مواد أولية بكميات قليلة ومعدات بسيطة لصناعة الصابون، وبدأت مرحلة البحث والدراسة للمشروع، وبعد سنة تمكنت من تصنيع المنتجات بطريقة صحيحة وصحية وعلمية، وخلال عام واحد طورت العمل واصبح معملا صغيرا رسميا وقانونيا خارج البيت، وهذا بحد ذاته نجاح كبير لي ، ومنه أحثُّ النساء العاطلات واللواتي يبحثن عن العمل ان يكن بمستوى الطموح والمسؤولية ويثبتن جدارة في انهن نساء جديرات بالفعل، كما واهنئ كل امرأة بعيدها الذي سيكون منطلقاً لإبداء شخصيتها واصرارها على إثبات وجودها.


شجون نساء

ومن الصدف الجميلة وجدت ضالتي في سوق باب المعظم الي تحمل العديد من آهات النساء العاملات في مهن بسيطة ويقدن اسرًا كبيرة، هن من النساء العصاميات اللواتي يتحدثن بقوة عن عملهن، اذ التقيت بثلاث أو أربع منهن، وكلهن يتحدثن اللهجة الجنوبية المحببة، فهن يتواجدن في السوق منذ ساعات الصباح الباكر، منهن من تبيع السمك وأخرى تمتهن بيع القيمر العراقي، وأخرى تفترش بسطية للخضار وجنبها امرأة تبيع الخبز البيتي، نساء بمنتهى العزيمة، في جعبتهن الكثير من الكلام عن معيشتهن، وأسباب نزولهن للعمل، وهذا حالهن، والغريب أنهن لا يعرفن شيئاً عن عيد المرأة حينما سألتهن، جميعهن لا يأبهن بذلك، حياتهن عبارة عن عمل ومعيشة لأسرهن، طالبن باحترام عملهن، وألا تهددهن الامانة بإزالة مكان رزقهن، أمنيات بسيطة مطعمة بمتاعب مهنهن.

 ولا بد من نقول لكل النساء ممن كن قدوةً ومثالاً وواصلن العمل والنجاح بمختلف المهن رغم صعوباته، إلا أنهن حققن ضالتهن، وتمكن من أخذ بيد أسرهن نحو المعيشة الكريمة، نقول لهن كل عام وانتن بألف خير وعيد مرأة مبارك لكن.