المرأة في آذار

اسرة ومجتمع 2024/03/03
...

غيداء البياتي 



اعتادت شعوب العالم – والشعب العراقي ليس استثناءً تقديم باقة من التحايا والتبريكات للأم والبنت والزوجة والأخت والحبيبة، متمنين لجميعهن حياة أكثر حرية، وتقدم خلال عيد المرأة السنوي، الذي سيوافق الثامن من آذار الحالي؛ وما هذا إلا دليلٌ حقيقيٌّ على أن شعوب العالم على وجه العموم والعراقي على وجه الخصوص، مهتما بالمرأة ومؤمنا بمطالبتها لحقوقها، التي شرَّعتها لها السماء وسلبتها منها شرائح الارض، وأقصد هنا الفئة المثقفة والواعية لدور الناعمة في بناء الأسرة والمجتمع؛ أما من ناحية التشريعات الحكومية والقوانين، التي تحفظ للمرأة حقها وهيبتها، فكل الاشياء مؤجلة أو كما دارج اليوم على مرادفها «في ما بعد»، ولدينا من الأمثلة على ذلك حمل بعير، ربما أقربها إلى الذاكرة، أو إلى مسامعنا، والتي لا تزال قائمة هي تشريع قانون العنف الأسري، الذي طال انتظاره، والذي يعرف على «أنه يمنع أي فعل يؤدي الى العنف لأي شخص في الأسرة، ويسبب ضررا معنويا أو ماديا خاصة للمرأة العراقية، التي تعد مضطهدة، بالرغم من دورها البطولي المتمثل بالصبر على كل ما مر به الوطن من محن طوال سنين، واضطرها لأن تكون الأم والأب للأولاد، والبطلة المعينة في مجتمعها».

المهم أن هذا القانون ما زال يواجه اعتراضات من داخل المشرِّعين، بحجة أنه يعارض العادات والتقاليد السائدة، التي ترى أن من حق الرجل أن يؤدب زوجته، وهذا يعني أن القانون، يساند السلطة الذكورية داخل مجتمعنا الذكوري المتسلط، الذي ينصف الرجل ويجرم المرأة.

ولأن اقوال العلماء والشعراء والمشاهير حاضرة دائما، حيث اقتضى الموقف أو تطلبت الحكاية فأود أن استذكر كلمات كتبها الشاعر والروائي البلغاري «طاغور» عن المرأة، حيث قال:» إن الله حين أراد أن يخلق حواء من آدم لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تسيطر عليه، وإنما خلقها من احد أضلاعه، لتكون مساوية له قريبة من قلبه».  فيا سادة تميم وغطفان وبكر وذيبان، أعملوها مرَّة واحدة في حياتكم لوجه الله، وتصرفوا على وفق المنطق، والمنطق العقلي والفلسفي والعملي، يقضي أنْ تضعوا حلا للمشكلات من الإهم إلى المهم، لا سيما تلك التي تخص الناعمة، التي أصبحت في ظل العنف خشنة، بوطن انهكته الحروب المتوالية. 

وكل ما أتمناه أخيرا أن تغادر المرأة العراقية مرحلة التمني، وتصل لمبتغاها في الاستقرار والحصول على حقها المشروع.