أحمد كاظم يوثّق بعدسته الأهوار وحياة الشارع

اسرة ومجتمع 2024/03/03
...

  بغداد: سرور العلي 


شغف أحمد كاظم بالتصوير الفوتوغرافي منذ سن صغيرة، فتعلم هذا المجال من والده، الذي ولد في دولة الكويت، فكان يلتقط بمرافقته صوراً في المنزل والشارع والمدرسة، لكن دخوله الحقيقي لهذا الفن كان عام 2015، حين اشترى أول كاميرا من مدخراته الخاصة، وهو حاصل على بكالوريوس لغات، وخريج جامعة واشنطن، وأيضاً خريج المعهد الدولي للغات عام 2016، كونه حصل على منحة دراسية في أميركا عام 2011، لأنه نال المركز الثاني في مرحلة السادس اعدادي، فكان من الطلبة الاوائل.


تحديات 

وبشأن الصعوبات التي واجهها في عمله، أكد: «كمصور فوتوغرافي في العراق، واجهتُ العديد من التحديات، لكنني تمكنتُ من التغلب عليها بفضل المثابرة والعزيمة، ومنها منعي من قبل الجهات المختصة بتصوير المناطق القديمة، التي قد تحتوي على ألغام أو مخلفات حربية، كما أن ثقافة التصوير غير موجودة في العراق، وقد ينظر بعض الناس إلى المصورين الفوتوغرافيين على أنهم متطفلون، وتجاوزت هذا العائق عن طريق التعريف بأهمية التصوير الفوتوغرافي، ودوره في إبراز جمال العراق وثقافته، وقد ساهمتُ في إنشاء بعض الجمعيات والمنظمات، التي تدعم هذا المجال، كذلك العراق بلدٌ ذو مناخٍ قاس، حيث يكون الصيف حارًا جدًا، والشتاء باردًا جدًا، وقد يمثل ذلك تحديًا كبيرًا للمصورين الفوتوغرافيين، الذين يحتاجون إلى مواصفات معينة في معداتهم، ليتمكنوا من التصوير في هذه الظروف، وتغلبتُ على هذه المشكلة من خلال اختيار المعدات المناسبة، وتعلم كيفية التعامل معها في الاوقات الصعبة، لكن تلك التحديات التي واجهتها جعلتني أقوى، وأكثر إبداعاً، وأن أكون صبورًا ومصممًا، وأن أسعى دائمًا للأفضل».


تنوع 

ركزت عدسة أحمد على موضوعات كثيرة خلال مسيرته الفوتوغرافية، لكن في الدرجة الأولى كان موضوعها أهوار العراق والتغيير المناخي، ومنها الجفاف بشكل عام، ونجح بتوصيل بعض هذه الصور إلى المنظمات العالمية والدولية، إلى الحكومة المركزية، والمحلية في محافظة ذي قار، كما التقط مئات الصور لحياة الشارع، من كسبة وعمال، واسواق، كذلك وثقت عدسته الطفولة، مما ساهم بمساعدة بعض الايتام والفقراء، بإيصال صورهم للجهات المختصة.


طموح 

ويسعى لتمثيل اسم العراق في المحافل الدولية، وأن تصل أعماله لإنحاء العالم كافة، والمنافسة في مسابقات دولية مع مصورين آخرين، ولفت إلى أن والده يقدم له جميع الدعم الذي يحتاجه بهذا الفن، كذلك وجود اصدقائه وتشجيعهم له، ومنها المصور حمد الشاهر. 

وفي سؤالنا له عن المشاهد المؤثرة، التي بقيت عالقة في مخيلته أثناء التصوير وما هي؟ أجاب:» من اصعب المشاهد المؤثرة، هي جفاف الاهوار العراقية، لا سيما في محافظة ذي قار، إذ انتقلت أكثر من 250 أسرة إلى محافظات أخرى، بسبب الجفاف، ونحاول قدر المستطاع إرجاع الأهوار إلى ما كانت عليه في السابق». 

مشاركات وجوائز

شارك أحمد بالكثير من المعارض الدولية والمحلية ومنها، المعرض العالمي المقام في أمريكا عام 2020، وفاز بالمركز الثاني، وفي المعرض المقام من قبل الجمعية العراقية للتصوير في بغداد، وحصل على المركز الرابع والميدالية البرونزية، وفي المعرض المقام من قبل الجمعية العراقية في ذي قار وحصل على المركز الثالث، وحصل على المركز الأول في مسابقة كورو شوت العالمية في بلجيكا، وفي المعرض العالمي COP 28 في الإمارات، وعرض له ثلاثة أعمال، ونال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من منظمة UNDP العالمية في بغداد، ومنظمة USAID من برنامج «تعافي»، في ورش التصوير، وأيضاً في المسابقة الخاصة بها، ومن منظمة IOM نال شهادة مشاركة وغيرها.


مشاريع 

ولفت إلى أن لديه مشاريع قادمة، ومنها تنظيم ورش للمصورين الفوتوغرافيين المبتدئين، وبدعم من الجمعية العراقية للتصوير/ فرع ذي قار، كما سيفتتح قريباً معرضه الشخصي الخاص بالأهوار.

وختم أحمد حديثه بالقول:»أتمنى أن يحصل المصور الفوتوغرافي العراقي على دعم من الجهات المعنية، تقديراً لجهوده التي يبذلها، ليمثل العراق بأفضل صورة».