قانونٌ جديدٌ لـ «قصيدة النثر»

ثقافة 2024/03/04
...

  بشير حاجم

منذ بضعة أعوام، ثمانية تقريباً، تمنيت(1) على نقادنا العراقيين ذوي المنهجية النصية، حتماً، أن ينتقلوا بمقولاتهم عن «قصيدة النثر» في العراق، حصراً هنا، من منطقة الانشغال بتوصيف نصوصها، تقييماً ثم تقويماً، إلى منطقة الاشتغال على استنباط قوانين جديدة من هذه النصوص، التي يفترض أنّ شعراءها ذوو بصمات خاصة، بحيث نتجه نحو تأسيس نقدي منهجي لقصيدة نثر عراقية. آنذاك نشرت مجلة عراقية متخصصة في الأدب ملف (نحو قصيدة نثر عراقية)(2)، بإدناء المتشابه الأصعب «نحو قصيدة نثر عراقية» وإقصاء المحكم الأسهل («قصيدة النثر» العراقية)، وقد كنت أنا عرّابه، بدءاً من وضع عنوانه(3)، لذلك تحصّلت له على: بحوث ـ تجارب ـ رؤى ـ نماذج، تراتبيّاً، أردت منها دفع اتجاهنا نحوها بقوة مشتركة: نقدية شعرية.
أَحدُ البحوث، التي سبقت: التجارب ـ الرؤى ـ النماذج، بحثٌ مُرحِّب بـ “نحو قصيدة نثر عراقية”(4)، لكنه (مدخل نظري) لا متن عملي، يُذكّرنا حاتم الصكر فيه }بقليل من المؤثر الانجلوسكسوني ممثلا بتجارب يوسف الخال الذي ذهب سريعا إلى المؤثر الديني وما في الكتاب المقدس من أسلوب وأفكار في المقام الأول.{(5) حيث الاستجابة له من {شعراء جماعة كركوك خاصة (سركون بولص وفاضل العزاوي وصلاح فائق وجان دمو ومؤيد الراوي ويوسف سعيد)}(6)، تحديداً، مثلما هي عندي استجابة «يوسف سعيد» الاعتيادية مُطلقيّاً، أيْ كُلّيّة، بدءاً من النص الأول «قبض الريح» في مجموعته الأولى (الموت واللغة، بيروت «لبنان»، 1968) عن «سليمان»(7): الصَّدأ العالق برطوبة الأيام/ نثّ من نابيه خمرة الزمن/ أصابع الحكمة تبحث عن/ سيف سليمان.(8).
وإذ قلتُ إنّ استجابته هذه اعتيادية، قبل قليل، فلأنّه الشاعر «الأب»، بهذا يُسبق اسمه، أيْ أنّه رجلُ دينٍ نصرانيٌّ كما «الشيخ» رجلُ دينٍ إسلاميٌّ(9)، سيّان لا شتّان، بينما هنالك شعراء نصارى ومسلمون غير دينيّين، هُم في الأعمّ الأغلب علمانيون أو مدنيون، قد توجّهوا في نصوص لهم إلى (الكتاب المقدس)، وفْق درجات متفاوتة بينهم، خصوصاً منهم:
* سركون بولص منذ النص الثاني «ألف ليلة وليلة» في مجموعته الأولى (الوصول إلى مدينة أين، أثينا «اليونان»، 1985): سأمدحُ حتى الكلاب قليلاً/ وأقسمُ ان الرموز/ ليست أحذيةً مدرّبةً على السّفَر/ وانّ النوم/ ليس السامريّ الصالح/ يسوط حماره في أحلامي نحو مُدن الحرب(10).
* فاضل العزاوي ضمن نصّه المكتوب عام 1980 «الله و الشيطان»: في الفصل الأول نتحدث/ عن شيطان يعصى الله/ في الفصل الثاني/ عن الله يطرد ابليس من الجنة/ في الفصل الثالث/ عن حيرة آدم/ في الفصل الرابع/ عن الطوفان.(11).
صحيحٌ أنّ هذين التوجّهين، كليهما معاً، استثنائيّان، نعمْ، لكنّ استثنائيّتهما نسبيّة، جُزئيّة، إذ كان الشاعر الرائد بدر شاكر السياب بشعره الحر، أيِ «التفعيلي» لاحقاً، قد سبق «بولص ـ العزاوي» وأمثالهما، من شعراء «قصيدة النثر» العراقيين، حين توجّه إلى (الكتاب المقدس) منذ النص الأول «غريب على الخليج، 1953» في المجموعة السادسة (أنشودة المطر، بيروت «لبنان»، 1960): بين القرى المتهيِّباتِ خطاي والمدنِ الغريبه/ غنَّيْتُ تُربتكَ الحبيبه،/ وحملتُها فأنا المسيحُ يجرُّ في المنفى صليبه (12).
ثمّة أخيراً توجّهٌ إلى (الكتاب المقدس) استثنائيٌّ غير نسبي، ليس جزئيّاً، عند «عبد الرحمن طهمازي» - في أحد أواخر نصوصه - عن «الهيكل» ]وكان “...” في السنة الرابعة لمُلك سليمان على إسرائيل “...” أنّه بنى البيت للربّ. “...” طولُه “...”. والرواقُ قُدّام هيكل البيت طولُه “...”. “...”. وبنى مع حائط البيت طِباقاً حواليهِ مع حيطان البيت حوْل الهيكل والمحراب “...”.[(13): تجّرأت الشخصيات على دخول الهيكل، فلمّا فعلتْ/ فعلتَها؛ ذاب الهيكل فيها وتبخّر الأمر من أصوله/ وطار وأخذت الوقائع تتعجب مراراً وهي/ تنظر في أعلاها الدفين حيث اللبّ لم يكن/ شفافاً، وما زالت صفاته تتأسف عليه ليلاً(14).
هذا التوجّه الاستثنائي غير النسبي، اللا جزئي، ذو تناص امتصاصي، ليس اجتراريّاً ولا تحويليّاً ولا سواهما(15)، بتعالي النص: (كل ما يجعله في علاقة، خفية أم جلية، مع غيره من النصوص)(16)، حيث التناص الامتصاصي، حين (يكون المتناصّ معه قد طُمِسَ)(17)، متواتر عند «خزعل الماجدي» في مجموعته (الطريق إلى شجرة الحياة)(18)، أخيراً، إذ أنّ فيها نصوصاً متناصّة دينيّاً(19)، كـ(نصوص تتم صناعتها عبر امتصاص،)(20)، مثلما هي هذه النصوص الستة الآتية:
* نص «عدن» فيه }جنّةُ عدن{(21) جديدة، مُبتكَرة أو مُستحدَثة، سماتُها متناقضة، مُتضاربة أو مُتنافرة، هكذا: أنتِ ايتها الجبّارة العصيّة الطيّعة المجنونة الرصينة الخائفة المخوّفة المجنونة العاقلة الشهيّة/ المشتهية العابثة المهندسة الطبيبة المريضة الوحيدة المحتشدة الكاسرة المنكسرة../ أنتِ يا عدن. ص19.
* نص «هاج حقل الكروم» فيه }طوفانُ نوح{(22) آخر: غير مُغرِق، أبداً، هكذا: يسوّرني الطوفانُ ولا أغرق / خرزتكِ في قبضتي.(23) ص23.
* نص «الشهور التسعة» فيه }بدءُ خليقة{(24) ثانٍ، بعد كلّ تلكم الآلاف من السنين، هكذا: تحولت لطائرٍ يحوم حولكِ/ ثم اختفيتُ فجأة فيكِ/ وهناك في مكانٍ بعيدٍ تمددتُ/ كان الرمادُ كثيراً/ لكني نفختُ جمراً خافتاً وأشعلت حريقاً/ رميت نفسي فيه ونمت/ ومرت الشهور التسعة فولدنا معاً/ أنت من شفتيّ/ وأنا من سُرّتكِ.(25) ص39.
* نص «يختفي المعنى» فيه }تبجيلُ يسوع}(26) نموذجٌ، خصوصيّ ـ حصريّ، هكذا: كيف أقنع حراس الجحيم بأني كنتُ أحبكِ،/ وأن عليهم أن يفكوا قيودي ويتركوني لكي أغسل/ قدميكِ بالخمر. ص41.
* نص «لا أريد أن ألتفت» فيه }وعْدُ أبديّة{(27) مستمرٌّ، باقٍ ثابت خالد دائم، هكذا: أنتِ تصنعين مطراً يلامسني كلّ ليلةٍ/ وتصنعين عاصفةً تغمرني حين تلوّحين لي/ كيفَ يمكن للأبدية أن تهدأ فيكِ وفيّ؟ ص52.
* نص «خطأ قابيل» فيه }قيامُ قايين{(28) جماليٌّ، مع أنّه في الأصل قُبحيٌّ(29)، إذْ غُيّر بإيجابيّة منه، مُضادّة لسلبيّة عنه، هكذا:
- صحيحٌ أنّ الاستهلالَ، ذا الأسطر الأربعة، ذو تعاسة بـ»قابيل»: الخطـأ الذي، بقطرات كبيرة، هدره قابيل/ بلّل ثوبكِ الأبيض الجميل/ كنتِ قادمةً لي مثل عروسٍ/ لكن الدم الصارخ في البرية جمّد ساقيكِ فتوقّفتِ! ص66.
-إلّا أنّ الاستغلاقَ، ذا الأسطر الخمسة، ذو سعادة لـ»قابيل»: الوجع يستيقظ عند لهب المساء،/ وفي السارية تتشظى شعلة بيضاء،/ وأنا وأنت نتقدم في زوارق كثيرة، لكي نصل إلى الآلهة/ لنرفع الخوف عن قابيل، لكننا نموت في منتصف/ الطريق، وقابيل يلهو بفأسه في الحقول ويضحك. ص66.
إذاً، لأنّ (كل ما يكتب من نصوص، له شفرات وأصول قديمة، بعضها يدرك، وبعضها شفرات منسية «أصول منطمسة» لا ندركها، وإن كنا لا نستطيع أن ننفي وجودها)(30)، يجب على «قصيدة النثر»، ذات الوعي الكوني(31)، أنْ تعافَ «التناص الاجتراري» (أي الإيراد الواضح لنص مقدَّمٍ ومحدَّدٍ في آنٍ واحدٍ بين هلالين مزدوجين،)(32) قبالة «قصيدة العمود»، ذات الغرض الذاتي، وأنْ تستغني عن «التناص التحويلي» الذي (يحيل دوماً إلى شيء قيل بطريقة أخرى في موضع آخر،)(33) لصالح «قصيدة التفعيلة»، ذات المضمون الموضوعي، مستفردةً بالتناص الامتصاصي تناصّاً أَوحدَ لها.
* توضيحات *
(1) هنالك جذور لهذا التمنّي، ذات أبعاد مختلفة، لعلّ أقدمَها ذاك الجذر المتعلّق بالإيقاع الداخلي لـ»قصيدة النثر». يُنظر: النسق النصي والنسق المتني ـ في الحركتين المتضافرتين للقصيدة (الانبناء/ الانهدام)، بشير حاجم، الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ـ بغداد، ط1، 2010، ص: 151 ـ 159.
(2) يُنظر هذا الملف في: الأديب العراقي ـ مجلة فصلية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ـ بغداد، ع13، خريف 2016، ص: 5 ـ 82.
(3) حيث: (المهم في العنوان هو سؤال الكيفية،)/ عتبات (جيرار جينيت من النصّ إلى المناص)، عبد الحق بلعابد، تقديم: د. سعيد يقطين، الدار العربية للعلوم ناشرون ـ بيروت – منشورات الاختلاف ـ الجزائر، ط1، 2008، ص67.
(4) تنتقل قصيدة النثر بهذا المقترح (نحو قصيدة نثر عراقية) من السؤال والبحث عن جذور لها في التراث لتأصيلها، إلى البحث عن «هوية» ترسخ ملامحها وتضعها في سيرورة التراث الشعري العراقي، في خطه التصاعدي من القصيدة التقليدية، فالشعر المنثور، والشعر الحر./ قصيدة النثر في العراق ـ المرجعيات الفاعلة والهيمنة الموضوعية – مدخل نظري، حاتم الصكر، الأديب العراقي ـ مجلة فصلية، م.س،
ص13.
(5) م.ن، ص14، كان قُبيل ذلك، مستهلّاً (2- النص والمؤثرات الفاعلة)، قد قال إن «قصيدة النثر»: كانت لدى روادها العراقيين من جيل الستينيات متأثرة بشعراء مجلة «شعر» بتيّاريها: الماغوطي المتمثل بـ»الشعر الحر» كما يحدده جبرا إبراهيم جبرا.. و»قصيدة النثر» الفرنسية المرجع كما في أشعار أنسي الحاج وأدونيس../ م.ن.
(6) مشروع السبعينيين الشعري تمحور حول قصيدة النثر بشكل كبير. ذلك لا يسلب جهود سابقيهم من الستينيين مثل سركون بولص وعبد الرحمن طهمازي وجان دمو وفاضل العزاوي وصلاح فائق وشعراء قصيدة النثر الآخرين./ الناقد حاتم الصكر: كتّاب قصيدة النثر لهم الريادة في التجديد الشعري، خضير الزيدي، الشبكة العراقية ـ مجلة، شبكة الإعلام العراقي ـ بغداد «العراق»، 10 ـ 2 ـ 2016.
(7) مُذ كان: «كلامُ الجامعةِ ابنِ داودَ فِي أورشليمَ»/ الكتاب المقدس ـ أي كتب العهد القديم والعهد الجديد، وقد تُرجم من اللغات الأصلية، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، ط43 العربية, 1990، العهد القديم: سفر الجامعة: الإصحاح الأول: 1، ص972.
(8) الأعمال الشعرية ـ الجزء الأول، الأب يوسف سعيد، وزارة الثقافة والشباب - المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ـ أربيل «العراق»، ط1، 2012، ص9.
(9) مثلاً «علي الشرقي»: يعد الشاعر الكبير الشيخ علي الشرقي من رواد النهضة الأدبية في العراق/ ديوان علي الشرقي، جمع و تحقيق: إبراهيم الوائلي ـ موسى الكرباسي، وزارة الثقافة والإعلام - دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد «العراق»، ط2، 1986، مستهل «مقدمة التحقيق» ص9.
(10) الأعمال الشعرية ـ الجزء الأول، سركون بولص، وزارة الثقافة و الشباب - المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ـ أربيل «العراق»، ط1، 2011، ص10.
(11) في نهاية كل الرحلات، قصائد، فاضل العزاوي، منشورات الجمل ـ ألمانيا، 1994، ص98.
(12) ديوان بدر شاكر السياب، دار العودة ـ بيروت «لبنان»، 1971، ص321.  
(13) الكتاب المقدس ـ أي كتب العهد القديم و العهد الجديد، وقد تُرجم من اللغات الأصلية، م.س، العهد القديم: سفر الملوك الأول: الإصحاح السادس: 1 ـ 5، ص539.
(14) الأسطورة الجافّة، عبد الرحمن طهمازي، الشرق الأوسط ـ صحيفة العرب الأولى، المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ـ لندن «بريطانيا»، 13 يونيو «حزيران» 2017.
(15) كـ»التناص الضمني»، خصوصاً، وهو الذي (يتأثّر كثيراً بمرور الزمن، وبالتغيّر الثقافي، أو بعد اطلاع القارئ على المجموعة الكاملة من كتابات النخبة، التي تربّى عليها جيلٌ شعري خاص.)/ دلاليات الشعر، مايكل ريفاتير، ترجمة و دراسة: محمد معتصم، المملكة المغربية – جامعة محمد الخامس، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الرباط “المغرب”، 1997، ص227.
(16) مدخل لجامع النص – مع مقدمة خص بها المؤلف الترجمة العربية، جيرار جينيت، ترجمة ـ عبد الرحمن أيوب، مشروع النشر المشترك: دار الشؤون الثقافية العامة (آفاق عربية) ـ بغداد “العراق” – دار توبقال للنشر ـ الدار البيضاء “المغرب”، 1985، ص90.
(17) دلائليات الشعر، مايكل ريفاتير، ترجمة ودراسة: محمد معتصم، م.س، ص227.
(18) سأعتمد هنا: الطريق إلى شجرة الحياة، خزعل الماجدي، مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع ـ بابل “العراق”، ط1، 2023.
(19) الكتب المقدسة لعبت دوراً كبيراً في تحولي نحو ما أسميه (الشعر في النثر) أو (كتابة الشعر عن طريق النثر)./ كتابة الشعر عن طريق النثر، خزعل الماجدي، الأديب العراقي، م.س، ص46.
(20) علم النص، جوليا كريستيفا، ترجمة ـ فريد الزاهي، مراجعة ـ عبد الجليل ناظم، دار توبقال للنشر ـ الدار البيضاء “المغرب”، ط1، 1991، ص79.
(21) وغرسَ الرّبُّ الإلهُ جنّةً في عدْن شرقاً، ووضعَ هناكَ آدمَ الّذي جبلهُ. وأنبتَ الرّبُّ الإلهُ منَ الأرضِ كلَّ شجرةٍ شهيّةٍ للنظرِ وجيّدةٍ للأكلِ، وشجرةَ الحياةِ في وسطِ الجنّةِ وشجرةَ معرفةِ الخير والشر. وكانَ نهرٌ يخرجُ منْ عدْنٍ ليسقيَ الجنّةَ، ومنْ هناكَ ينقسمُ فيصيرُ أربعةَ رؤوسٍ. اسمُ الواحدِ فيشونُ، وهوَ المحيطُ بجميعِ أرضِ الحويلةِ حيثُ الذهبُ. وذهبُ تلكَ الأرضِ جيّدٌ، هناكَ المقْلُ وحجرُ الجزْع. واسمُ النهرِ الثاني جيحونُ، وهوَ المحيطُ بجميعِ أرضِ كوشٍ. واسمُ النهرِ الثالثِ حدّافلُ، وهوَ الجاري شرقيَّ أشّورَ. والنهرُ الرابعُ الفراتُ./ الكتاب المقدس ـ أي كتب العهد القديم و العهد الجديد، م.س، العهد القديم: سفر التكوين: الإصحاح الثاني: 8 ـ 14، ص5.
(22) وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ. وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ./ القرآن الكريم: سورة هود: 36 ـ 37.
(23) وفي نص “تتفطّر أسطورتنا” مقاربة أخرى لـ(طوفان نوح): قبل الطوفان وبعده، طائر يبحث عن اليابسة/ كان عشه بين يديك/ لكنكِ كنت تمطرين فيخاف ـ الطريق إلى شجرة الحياة، خزعل الماجدي، م.س، ص25.
(24) فأوقعَ الرّبُّ الإلهُ سباتاً على آدمَ فنامَ, فأخذَ واحدةً منْ أضلاعهِ، وملأَ مكانَها لحماً. وبنى الرّبُّ الإلهُ الضّلعَ الّتي أخذها منْ آدمَ امرأةً وأحضرَها إلى آدمَ. فقالَ آدمُ هذهِ الآنَ عظمٌ منْ عظامي ولحمٌ منْ لحمي، هذهِ تُدعى امرأةً لأنّها منِ امرءٍ أُخذتْ./ الكتاب المقدس، م.س، العهد القديم: سفر التكوين: الإصحاح الثاني: 21 ـ 23، ص6.
(25) في نص “رسالتكِ الخفيّة لي” ثمة استدعاء صريح لـ(بدء الخليقة) هكذا: السلام الذي يطفو على مياهكِ/ يشبه السفن التائهةَ منذ بدء الخليقةِ/ ويدكِ التي على الأشرعةِ تحركُ أغنيتي. _ الطريق إلى شجرة الحياة، م.س، ص34.
(26) ودعا أحدُ الفرّيسيّين يسوعَ ليأكلَ معه، فذهبَ إلى بيتهِ، وجلسَ إلى المائدةِ. وكانتْ هناكَ امرأةٌ خاطئةٌ في المدينةِ، فلمّا علمتْ أنَّ يسوعَ يتناولُ الطعامَ في بيتِ الفرّيسيّ، أحضرتْ قارورةً منَ المرمرِ مليئةً بالعطرِ. ووقفتْ خلفَ يسوعَ عندَ قدميهِ، وهيَ تنوحُ وتبلّلُ قدميهِ بدموعها، ثمّ مسحتْهما بشَعرها، وقبّلتْ قدميهِ وسكبتِ العطرَ عليهما./ الإنجيل ـ العهد الجديد، الترجمة العربية المبسطة من اللغة الأصلية، المركز العالمي لترجمة الكتاب المقدس ـ تكساس “أميركا”، ط7، 2007، بشارة لوقا: 7: 36 ـ 38، ص114.
(27) وهذا ما وعدَنا الله بهِ: الحياةُ الأبديّةُ./ الإنجيل ـ العهد الجديد، الترجمة العربية المبسطة من اللغة الأصلية، م.س، رسالة يوحنّا الأولى: 2: 25، ص403.
(28) وكلّمَ قايينُ هابيلَ، وحدثَ إذْ كانا في الحقلِ أنَّ قايينَ قامَ على هابيلَ أخيهِ وقتلهُ./ الكتاب المقدس، م.س، العهد القديم: سفر التكوين: الإصحاح الرابع: 8، ص8.
(29) بدليل أن عنوان النص “خطأ قابيل”./ يُنظر في: الطريق إلى شجرة الحياة، م.س، ص66.
(30) أشكال التناص الشعري، أحمد مجاهد، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة “مصر”، ط1، 1998، ص387.
(31) يُنظر للتوسّع فيه: الهمُّ الفكريُّ – عن كونية الشاعر في قصيدة النثر، بشير حاجم، الاتحاد الثقافي ـ جريدة، الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ـ بغداد، ع46، أيلول 2021، ص6.
(32) مدخل لجامع النص – مع مقدمة خص بها المؤلف الترجمة العربية، جيرار جينيت، ترجمة ـ عبد الرحمن أيوب، م.س، ص90.
(33) دلائليات الشعر، مايكل ريفاتير، م.س، ص229.