بغداد: حيدر فليح الربيعي
كثفت الحكومة جهودها الهادفة إلى زيادة عدد المنشآت النفطيَّة والتوسع في صناعة مشتقات البترول، لما لتلك الخطوات من أهميَّة ستراتيجيَّة تمثل ركيزة اقتصادية ووطنية بمقدورها تعزيز الموارد المالية للبلاد وسدّ الحاجة الفعلية من استيراد تلك المشتقات، فبينما افتتح مؤخراً رئيس الوزراء مصفى الشمال في بيجي، والذي سيسهم وفقاً للتوقعات بتغطية كامل احتياجات البلد من المشتقات، كشفت عضو لجنة النفط والغاز البرلمانية، النائب زينب جمعة الموسوي، عن وجود توجه حكومي لافتتاح مصافٍ جديدة في الأنبار والبصرة والسماوة.
وتمثل عملية زيادة مشاريع الطاقة، لاسيما الصناعات التكريرية، وفقاً لمختصين في الشأن الاقتصادي، توجهاً من شأنه إنعاش الواقع الاقتصادي بشكل كبير، لاسيما أنَّ تلك المشاريع ستغني العراق عن دفع
مبالغ طائلة كانت مخصصة لاستيراد المشتقات النفطية، ومثلما يشير إلى ذلك المتخصص في الشأن الاقتصادي نبيل جبار التميمي، الذي يتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية لمصفى بيجي بعد افتتاحه لحدود 150 ألف برميل يومياً، مؤكداً أنَّ العراق يعمل على تعزيز قدرته الاقتصادية من خلال معالجة حالة الاستيراد للمشتقات النفطية التي يستوردها والتي تقارب 25 مليون لتر من المشتقات (زيت الغاز، البنزين، النفط الأبيض) فضلاً عن استيراد الغاز الطبيعي.
وقالت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، زينب جمعة الموسوي لـ”الصباح”: إنَّ “البرلمان ممثلاً بلجنة النفط والحكومة العراقية تنظران لصناعة النفط كأساس وركيزة للنهضة النفطية والاقتصادية ورافد ستراتيجي لصناعة المستقبل في العراق الذي يمتلك احتياطيات كبيرة من النفط وهو أحد أكبر مصدري البترول في العالم».
وترى النائب الموسوي أنَّ “مصافي النفط في العراق ضرورية لاقتصاد البلاد، إذ إنها تشارك في معالجة النفط الخام وتحويله إلى منتجات بترولية مختلفة مثل البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى، ويتم بعد ذلك بيع هذه المنتجات محليًا ودوليًا، مما يشكل مصدرًا رئيسًا للعائدات المالية الحكومية، فضلا عن أنَّ تشغيل مصافي النفط في العراق يخلق أيضًا فرص عمل ويدعم تطوير
الصناعات الأخرى».
ولفتت الموسوي إلى أنَّ “مجلس النواب والحكومة يركزان بشكل كبير على تنفيذ المشاريع التي من شأنها أن تسهم بإيقاف عمليات استيراد المشتقات النفطية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال المنتج المحلي عن طريق افتتاح المصافي القديمة بعد تأهيلها، كما في مصفاة بيجي وافتتاح جديدة كما في مصفاة كربلاء، مؤكدةً في الوقت ذاته، وجود توجه جديد وعمل يجري على قدم وساق لافتتاح مصاف في محافظات الأنبار والبصرة والسماوة، لتعزيز الطلب على تلك المشتقات، كون العراق يستورد ما قيمته قرابة 12- 15 مليار دولار سنوياً من المشتقات
النفطية من الخارج».
كما أوضحت النائب وجود “توجه بالانفتاح على الشركات الأجنبية من اجل استثمار الغاز المصاحب أثناء عملية استخراج النفط الخام والذي يؤدي إلى خسارة الدولة العراقية نحو 500 مليون دولار يومياً».