{Amok} سعار القتل

منصة 2024/03/07
...

يعودُ هذا المصطلح الى ما قبل القرن التاسع عشر، وقد تكرر استخدامه في عدة حقب تأريخيَّة في الثقافة الملاويَّة التي تشمل كلاً من ماليزيا وإندونيسيا، وكان يرتبط غالباً بثقافة الحرب والشرف والدفاع عن الأرض، أي أنَّ هذه الظاهرة كان يُنظر إليها بشكلٍ

إيجابي.

ويمكن تلخيصها بأنها نوبة غضب وعنف حادة يقوم المصاب فيها، الذي غالبا ما يكون ذَكَرا، بقتل عددٍ من الأشخاص، وتُلحق بإنهاك جسدي وفقدانٍ للذاكرة أو إقدام على الانتحار.

وقد كانت هذه الظاهرة موضع تقديرٍ في الحالات التي تتصلُ بالحروب، إلا أنه في فترة الاستعمار الأوروبي للمنطقة تمَّ تجريم هذه الحوادث ومعاقبة فاعليها، ولاحقاً مع تقدم الطب النفسي عُدّت هذه الحالات جزءاً من الجنون (Psychosis)، وبعض الحالات صُنّفت على أنها حالات فصامٍ (Schizophrenia ). 

أما في ما يتصل بأصل الكلمة، فهناك عدة ترجيحات، إذ يرى البعض أنها من اللغة الملاويَّة وتعني “المقاتل” أو “حالة الهيجان”، أو من اللغة السنسكريتيَّة وتعني “الصلابة”، وقد ذكرت إحدى الأوراق البحثيَّة أنَّ هذه الحالة كانت تُفسّر لدى الثقافة الملاويَّة بأنَّ روح النمر تتلبّس الإنسان وتسيطر

عليه.

ويرفضُ بعض الباحثين ربط هذا المصطلح بالشعوب الشرق آسيويَّة، ويرون أنَّ حوادث القتل الجماعي في المجتمعات الغربيَّة مشابهة لهذه الظاهرة، ويمكن تتبعها في ألمانيا وأميركا وبلدان أخرى مثل اليابان. كما يعبّر المصطلح حالياً عن الأفعال العنيفة بشكلٍ عامٍ ولم يعد يتطلبُ وقوع حادثة قتل.

نفهم من ذلك، أنَّه يوجد اضطرابٌ نفسيٌّ ومرضٌ عقليٌّ خاصٌّ بكل شعبٍ أو شعوبٍ متجاورة يشيع بين أفرادها أكثر من الشعوب الأخرى. وهذا يدفعنا الى التساؤل:

تُرى ما هو الاضطراب النفسي والمرض العقلي الأكثر انتشاراً في الشعوب العربيَّة؟ وفي الشعب العراقي

تحديداً؟.