واشنطن: أ ف ب
منذ استحواذه على موقع تويتر، انعطف إيلون ماسك سياسياً بشكلٍ واضحٍ نحو اليمين، ليكسر الفكرة النمطية السائدة بأنَّ سيليكون فالي، معقل صناعة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، هو حصن لليبراليين الأثرياء المدينين بالفضل للديموقراطيين.
وبعدما بقيت توجهات ماسك لفترة طويلة غير قابلة للتعريف وفق القاموس السياسي التقليدي، باتت الآن يمينية متشددة بشكل لا لبس فيه، إذ يستخدم منصته «إكس» (تويتر سابقاً) لإثارة قضايا تحتل الأولوية لدى شبكة «فوكس نيوز» المحافظة والحركات اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء دول الغرب.
في أحدث مثال على ذلك وتكراراً لنظرية مؤامرة تردد صداها في غرف الدردشة اليمينية المتطرفة، كتب ماسك الأسبوع الماضي أنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن يستقدم المهاجرين للحصول على أصواتهم، ما يؤسس «لأمرٍ أسوأ بكثير من (اعتداءات) 11 أيلول».
لكن بمعزل عن المنشورات على منصات التواصل، يتساءل كثر ما إذا كان ثاني أثرى أثرياء العالم سيسخّر ثقله وثروته لدعم محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب العودة إلى البيت الأبيض.
وتعززت الشائعات بهذا الشأن بعدما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرجلين التقيا مع مانحين جمهوريين آخرين في فلوريدا الأسبوع الماضي.
ويتقدم الرئيس الديموقراطي جو بايدن بفارق كبير على ترامب في جمع الأموال لحملته، على رغم أن الأخير يمضي دون منافسة لحصد ترشيح الحزب الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة.
ويمكن لماسك أن يغطي الفارق المالي بمفرده.لكن الأخير كتب على منصة إكس «لكي أكون واضحاً جداً، أنا لا أتبرع بالمال لأي من المرشحَين لمنصب رئيس الولايات المتحدة».
لكن تمويل الانتخابات الأميركية غامضٌ ومعقد، ويخشى مؤيدو بايدن من أنْ يغيّر ماسك رأيه أو يموّل اللجان السياسية التي تموّل بدورها ترامب، أو يجد طرقا أخرى لمساعدة الجمهوريين.
ماسك ليس بمفرده في الميدان، اذ يضمّ سيليكون فالي شخصيات أخرى تدافع أيضا عن قضايا محافظة وتُسمع أصواتها في مكان يبقى معقلا ليبراليا انتخابيا.
وفي 2020، كانت حصة ترامب من الأصوات في سيليكون فالي أقل من 25 بالمئة.
ويسعى بعض كبار رجال الأعمال إلى إنشاء حركة سياسية تتبنى القضايا المحافظة والعملات المشفرة وتتعارض مع التوجه التقليدي لولاية كاليفورنيا، وإن لم تدعم ترامب بشكل مباشر.أحد أبرز الأصوات في هذا التحول هو مارك أندريسن، وهو من أقطاب الإنترنت الأوائل ومؤسس شركة «نتسكيب»، ويشارك حاليا في إدارة أندريسن هورويتز، إحدى شركات رأس المال الاستثماري.
أحد المستثمرين المخضرمين الآخرين في «باي بال» هو بيتر ثيل المحافظ المولود في ألمانيا، والذي تقرّب من ترامب عند وصوله الى البيت الأبيض.