مع صدور الجزء الثاني من كتاب “ انانا” عن منشورات الجمل ، يكون مشروع الكتابة من أجل الحياة قد اكمل عامه العاشر باصرار وتضحية ومتابعة من الاعلامية الالمانية “ بيرغيت سفنسون” والتي اصدرت ايضا كتابا عن العراق هذا العام باللغة الالمانية يتضمن اهم الاحداث التي عاشتها في العراق وتجربتها في التواجد في اغلب محافظاته والالتقاء بالاديبات من الشمال الى الجنوب.
الجزء الثاني ضم تجربة جديدة اشرف على دعمه معهد “غوته “الالماني بعد ان اقام ورشة تدريبية للكاتبات الشابات في مجال القصة والرواية والشعر ليقطف ثمار التدريب قصصا وقصائد مميزة اثبتت خلال عام على دعمها انها نتاجات تتمتع بموهبتها المميزة تماما.
كتاب “ انانا” الذي اخترق حاجز الصمت النسوي ودخل في تفاصيل متعددة ولمختلف الاجيال ليضم تسع قصص وسبعة عشر قصيدة وبمشاركة ست شابات في مجال القصة والقصيدة ، أنتج هذا الكتاب بمشروعه الطموح الذي تمت فيه ترجمة الجزء الاول الى اللغة الفرنسية والالمانية ، نوعا من التواصل المعرفي وهو ينتظر ترجمة جزأه الثاني الى اللغتين بالاضافة الى اللغة الانكليزية ، وهذا ما يحقق له الانتشار الجيد عالميا ليتعرف الاخر المختلف عن الثقافة العربية على اصوات نساء وجدن فرصة جيدة لنقل تجاربهن الابداعية مع اقامة جلسات تعريفية بهن في المانيا وفرنسا ونقاشات ثقافية واجتماعية اشرت حاجة المجتمع الدولي لسماع صوت المبدعة العراقية التي تعيش تحت ظل ازمات تلد اخرى ، ومع ذلك تمكنت من قول كلمتها وهي تميط اللثام عن الوجه الاخر للحروب وما يمكن ان تفعله في الذات الانسانية الباحثة عن اثبات انسانيتها وكينونتها مهما زادت عليها الضغوط ومهما تحملت من قسوة واستلاب.
المرأة في كتاب “ انانا” تأخذ من عشتار الهة الحب والخصب والنماء قوة مضافة تمكنها من اعادة دورها كقائد في المجتمع لا يعرف المستحيل ولا يعترف بقيود تحاول ثلم بصمتها، أنها امرأة خلقت من رحم الحب والجمال وحاربت طوال عمرها ملفات القبح والشر اينما تواجدت حولها.
جلسات وورش عمل ولقاءات متعددة جرت لكاتبات الجزء الاول والثاني ونوقشت فيها مختلف القضايا المتعلقة بابداع المرأة وكيفية التعامل مع دور النشر وطباعة الكتاب وتعرفت ايضا على تجارب كاتبات من دول فرنسا والمانيا في مجال الرواية ، وكل هذا جرى بمعوقات متعددة تواجهها الاعلامية الدؤوبة “ بيرغيت سفنسون” وهي تحاول تطويع صعوبات زياراتها المتعددة للعراق من اجل اكمال مشروعها الثقافي والادبي الداعم للمبدعة العراقية ، في اخر زيارة لها منعت من دخول العراق لاسباب تتعلق بتاشيرة الدخول واجبرت على العودة لبلدها ولم يجبها احد عن سؤال كبير طرحته امام أمن المطارات : انا خدمت العراق لسنوات وقدمت الكثير ولا زلت مصرة على الاستمرار فلماذا تعرقلون مشروعا ابداعيا وثقافيا وانسانيا مهما؟