العفو عند المقدرة

اسرة ومجتمع 2024/03/31
...

غيداء البياتي 



تفرض علينا الحياة العائلية والاجتماعية أحيانا التمسك ببعض الأخلاق العليا، لعلنا نتمكن من جعل السفن تسير بما تشتهي الرياح، ويمكن لكل إنسان أن يسير بطريق الشريعة الاسلامية، وأن يكون شخصا مسكونا، وذلك بابتداعه شيئا من التسامح والتصالح مع الجميع، لأن في التسامح قوة وليس ضعفا، وربما من الضروري نسيان الأذى الناتج عن بعض المواقف من أحد الأصدقاء أو الأقارب، وكما قال الزعيم الهندي غاندي « الضعيف لا يمكن أن يسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء»

ومن أخطاء اليوم أن عددا غير قليل من الأخوة والأخوات في أسر مختلفة، وصلت بهم القطيعة مبتغاها، حتى أصبحوا يبنون أسوارا في ما بينهم وهم داخل منزل واحد كي لا يرى أحدهم الآخر؛ بينما نرى جارًا يعادي جاره، وموظفا في وظيفته يضع بدل الإحسان الإساءة ومكان التسامح والعفو الغضب والانتقام، والسبب هو عدم تجاهلهم ثلاث كلمات، هي «سمعت ، قالوا، يقولون» متناسين المبدأ الاسلامي الذي يحث الانسان على التسامح ومواصلة الرحم وعدم القطيعة

العزوف عن الزعل ومقابلة الإساءة بخلق التسامح بعيداً عن الكره والحقد، حبا بالله ورسوله تعد من اسمى صفات المسلم، هذا ما يؤكد عليه دائما رجال الدين في برامجهم التلفزيونية والإذاعية، وخلال خطبهم الدينية راجعين بذلك إلى كتاب الله عز وجل كما يشيرون إلى ان التسامح يحتاج إلى قوة أكبر من الانتقام، وأن الشخص المتسامح الذي يدفع السيئة بالحسنة، يجني ثوابا عظيما في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى» وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم»، وان الاسلام جاء بالحب والتسامح وحسن العيش مع كل البشر فمفهوم التسامح والصفح عن المسيء يسهم في وحدة الأمة ورفعتها وإقامة أركان المجتمع السليم على الفضل وحسن الخلق، فإنه من شأنه ترسيخ دعائم الأمن والأمان في المجتمع ونحن في هذه الأيام المباركة لشهر رمضان الفضيل، دعونا ننتهز ساعاته بالتسامح والعفو لأنها قصيرة فلا نفسدها علينا وعلى من حولنا بالجفاء والعتاب حول موقف مضى حتى لو كان مؤلما، فما أجمل العفو عند 

المقدرة.