بغداد: غيداء البياتي
قرر الاربعيني مناف الراوي وهو موظف في امانة بغداد أن يبقى ممتثلا لتعاليم الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه الكريم محمد (ص)، حتى بعد انتهاء شهر رمضان ويؤكد أنه سيمضي قدما لمضاعفة الاجر والثواب في التقرب من الله عن طريق مد يد العون لكل من يحتاجه وأن يعمل بجد وبكل إخلاص خدمة للمواطنين والوطن على حد قوله ويضيف: «لم يبق لرمضان إلا يوم او ثلاثة ايام ويحل علينا عيد الفطر السعيد، وهنا تجدر الاشارة الى ان اهمية العيد تتلخص في تعزيز العلاقات الاجتماعية، عن طريق تقوية الروابط الاسرية ومواصلة الارحام حيث تجتمع العوائل وتلتقي بالاقارب والجيران والاصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات بشكل أكثر ودا، بما يعزز المحبة والتألف بينهم».
اختناقات مروريَّة
الراوي يشير الى أن بعض العادات والتقاليد التي كانت تعدُّ جزءا من عيد الفطر قد اختفت بعض الشيء، بسبب تطور الحياة والتكنولوجيا من جهة والاختناقات المرورية والطرق المزدحمة من جهة اخرى، فصارت تهاني العيد والزيارات مختصرة بين المقربين فقط، اما باقي الاقارب فتكون التهنئة عبر احدى وسائل التواصل الاجتماعي، لذا فقد بدأت هذه العادة الجميلة التي يصل بها الانسان رحمة تتلاشى لدى بعض الأسر». اما ام امجد «51» عاما فقد أكدت على ان اول عمل تقوم به في الايام الاخيرة لشهر البركة هو اعطاء زكاة «الفطره» فتقول :» انها تعد طهرة للصائم من اي خدش قد اصاب صومه كما انها تعد طعمة للمساكين وتسهم في ادخال فرحة عيد الفطر بقلوبهم، كما قال تعالى « قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى»، مشيرة إلى أن من العادات والتقاليد، التي يحرص العراقيون على القيام بها في اول ايام عيد الفطر، هي زيارة بيت العائلة «الوالدين» لذا فإن الاستعداد لهذا اليوم يكون قبل اسبوع على الاقل، وهي من التقاليد المتوارثة في العائلة وأول تلك الاستعدادات هي صنع صينية «الكليجة» كونها رمزا من رموز ايام العيد، التي تجعل افراد الاسرة يشعرون بطعم فرحة قدومه».
تقاليد متوارثة
أم أمجد تمنت لو ان جميع الامهات تجعل عادات وتقاليد العيد الجميلة متوارثة عبر الأجيال، من خلال مشاركة الاولاد بصنع المعجنات واهمها «الكليجة»، وزيارة الأهل والأقارب وإلقاء تحية العيد على الاصدقاء والجيران وجها لوجه وليس عبر مسجات تبعث على وسائل التواصل الاجتماعي، منوهة على اعطاء «العيدية» للصغار، لأنها تعدُّ رمزا للعيد ايضا ومن التقاليد الجميلة للأسر العراقية والمفرحة للاطفال اما الموظفة في وزارة الري اسعاد الموسوي فقد تداخلت الحديث مع ام امجد وبابتسامة عريضة قالت:» العراقيون يحرصون على التمسك بتقاليد العيد المتوارثة، لكن ظروف المعيشة القاسية والغلاء الفاحش للمواد الغذائية وارتفاع أسعار الملابس، وكل شيء سرقت منهم فرحة العيد، وهذا قد يؤثر حتى في عيدية الصغار وربما يلغى هذا التقليد في بعض الأسر».
الموسوي أعلنت امنيتها في آخر حديثها فقالت: «أتمنى من الحكومة ومن كل مسؤول في الدولة أن يقدم خدمات افضل للمواطنين على أمل أن يعود عليهم عيد الفطر وهم في حال أفضل».
ذكريات
يستذكر الحاج سامي أو أبو محمود، كما يحلو له تسميته أيام عيد الفطر زمان فيقول:» كنا نصعد الى سطح المنزل لتوديع شهر الخير والبركة مع تكبيرات المساجد، التي تنطلق عبر مكبرات الصوت، هذه العادة اختفت اليوم وصرنا نذهب برفقة الجيران فجراول ايام العيد الى اقرب مسجد في المنطقة لقضاء صلاة وتكبيرات العيد، وهي جميلة ايضا لكن كل شيء في السابق اجمل، حيث الاحترام والود والمحبة والتألف بين العائلة الواحدة وافراد المجتمع».
يسترسل ابو محمود بذكرياته فيقول:» كنا نشعر بفرحة العيد من خلال العمل المشترك في تنظيف شوارع المنطقة وواجهات المنازل والحدائق، واذكر ان نساء الحي يتفقن على صنع الحلويات والمعجنات المحشوة بالجوز والفستق، حيث لا تزال هذه الصورة الجميلة لامي واخواتي برفقة فتيات المنطقة يصنعن اشهى «صينية للكليجة»، بينما اضعها على رأسي وأسير بحذر حتى الوصول الى صاحب الفرن القريب لخبزها، ولا يزال ذلك الطعم اللذيذ في فمي «للكليجة» وتلك الرائحة الزكية للمعجنات المصنعة في منازل الجيران، وفرحة استلام العيدية، وتقبيل يد امي وابي كلها عالقة بالذاكرة ولها طعم جميل «.