فقاعات دولة الاحتلال

آراء 2024/04/22
...

 محمد شريف أبو ميسم


الأدوات السمعية والبصرية، التي تهيمن عليها دولة الاحتلال ومن يقف وراءها باتت معروفة لدى الناس، وعلى الرغم من تدجين وتلقين الوعي الجمعي اعتمادا على الغرائز والشهوات عبر أساليب الاستهلالك على مختلف أنواعها، وعلى الرغم من علو كعب وسائل الإعلام في زمن العولمة الثقافية، وصولا إلى مرحلة ما بعد العولمة حيث يتم مناقلة الرأي العام بيسر وبحسب أهواء تلك الوسائل الاعلامية.

إلا أن ما تلقاه المستمع والمشاهد في صباح الجمعة الماضية كشف عن هبوط وعجز في المنظومة الاعلامية الصهيونية، وهي تنقل لنا خبر لا يصنف الا في خانة فقاعات الحرب الاعلامية بين ايران ودولة 

الاحتلال.

فبعد أن توعدت دولة الاحتلال برد قوي على إيران على اثر اطلاق هذه الأخيرة لمئات المسيرات والصواريخ، ردا على غارة استهدفت مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، تحدثت وسائل اعلام وتقارير مدعومة من مواقع التواصل الاجتماعي عن ضربة وجهتها دولة الاحتلال إلى ايران.

الغريب هنا ان جيش دولة الاحتلال رفض التعليق على هذه الأخبار، والبيت الأبيض قال ليس لدينا تعليق على الموضوع، في حين نفت ايران تعرضها لأي اطلاق صواريخ، وأشارت بعض وسائل الاعلام إلى ان الدفاعات الجوية الايرانية تصدت لمسيّرات خمس، وغرد وزير أمن دولة الاحتلال اليميني “ايمتار بن غفير” على منصة أكس عقب تداول تقارير الضربة بكلمة واحدة “ضعيف” ثم انهالت من بعده التصريحات عبر وكالات الأنباء، ولم يتمخض عنها خبر متفق عليه، سوى ان ثمة أصوات انفجارات وقعت في سماء مدينة أصفهان.

انها فقاعات اعلامية بامتياز، وملامح خسران شبيهة بخسارة دولة الاحتلال للحرب الاعلامية، التي حاولت التعمية على مجازر الابادة التي ارتكبتها في غزة بعد ان اكتشف العالم زيف أكاذيب الاعلام الصهيوني بشأن حماية المدنيين عبر جهود النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية. 

فمن أجل حفظ ماء الوجه والابقاء على صورة دولة الاحتلال التي لا تقهر، كان لا بد من الرد على الصواريخ البالستية وصواريخ الأرض أرض والطائرات المسيرة، التي دكت أربع قواعد عسكرية في دولة الاحتلال بعد تسريب صور الحرائق التي التهمت الأهداف، وأثبتت صغر حجم القدرات الدفاعية للكيان المحتل. 

وظهر جليا صغر حجم القدرات الدفاعية لدولة الاحتلال، في وقت بات فيه المشروع الصهيوأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، مهددا باتساع رقعة الحرب وتعدد الجبهات أمام الأساطيل الأمريكية المرتبكة حاليا ازاء تفوق الدب الروسي في أوكرانيا وتغول التنين الصيني في بحر الصين وعلو كعب اللاعب اليمني في باب المندب، وقلق شركات العولمة من ارتفاع أسعار النفط، فكان لا بد من أن يكون الرد عبر مسيّرات خمس وفقاعات اعلامية فقط.