في يوم الأرض تحذيراتٌ ودعواتٌ إلى تبنِّي سياسات وخططٍ لإنقاذ الكوكب

ريبورتاج 2024/04/22
...

 بدور العامري


إن التغييرات المناخية والكوارث الطبيعية القاسية، التي تحدث نتيجة للممارسات البشرية، التي أخلَّت بالنظام البيئي والتوازن البيولوجي على المدى الطويل، تسببت في التدمير التدريجي للكوكب، لذلك كان لا بد من تحديد يوم عالمي وهو الثاني والعشرين من شهر نيسان من كل عام كـ(يوم الأرض) للتوعية والتثقيف بأهمية إنقاذ الأرض والتخفيف من الممارسات الخاطئة التي تهدد جميع أنواع الحياة بما فيها الوجود البشري. 


مخاطر وتحديات

وبحسب الخبير البيئي والزراعي محمد حسن إن "التغييرات المناخية وتحول البيئة تسببا في تشكيل مجموعة من المخاطر والتحديات، ونتيجة لتراكم الانبعاثات الغازية، التي أدت إلى تطرف مناخي تمثل بزيادة في درجات الحرارة العالمية، وتقلبات جوية مفرطة، وارتفاع مستويات سطح البحر، ونتيجة لذلك اتسعت ظاهرة فقدان التنوع البيولوجي، اذ يتسبب التدخل البشري في تدهور البيئة في فقدان التنوع البيولوجي، حيث يهدد ذلك بانقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، تلوث المياه والهواء الذي يؤثر على صحة الإنسان والحياة البرية والبحرية، ويسبب مشاكل صحية خطيرة وتدهور النظم البيئية، وتابع الخبير الزراعي، ولا يمكن ان نغفل ظاهرة (التصحر) الذي أدى إلى تدهور الأراضي الخصبة وفقدان الغطاء النباتي، مما يؤثر على إمكانية الزراعة وتوفير الموارد الغذائية، ومشكلات أخرى مثل نفادية الأراضي، بعد زيادة تغير الاستخدامات الأرضية والتدهور البيئي، مما يزيد من خطر الفيضانات وتدهور جودة المياه الجوفية، فضلا عن تدهور البيئة البحرية بعد التلوث البحري وتغير المناخ في تدهور البيئة البحرية، مما يؤثر على الأنواع البحرية والمراعي البحرية ومصادر الغذاء البحري.


استراتيجيات وتكيف

من جانبها أعلنت وزارة البيئة العراقية عن وضع استراتيجية تشتمل على خطط وآليات عمل من شأنها التخفيف من حدة تأثير المتغيرات المناخية على البلاد أو التكيف معها على اقل تقدير، مدير مديرية التغييرات المناخية في وزارة البيئة يوسف مؤيد تحدث عن اهم نقاط تلك الالية قائلا: "تعمل الوزارة على اعداد وثيقة الملحق المهم لخطة (استراتيجية التكيف الوطنية)، اذ ستركز على 13 قطاعا، والتي من المؤمل انطلاقها قبل مؤتمر  المناخ (كوب 29) الذي سيقام في التاسع والعشرين  من أيار القادم في أذربيجان، حيث تعاملت الوثيقة مع مواضيع الامن الغذائي والامن المائي ومواضيع الصرف الصحي، إضافة إلى مواضيع مناقشة المناهج الدراسية والتراث والسياحة في البلاد، وتابع مؤيد "من المواضيع التي بدأنا الاهتمام بها مؤخرا هو التنوع الاقتصادي، لما له من أهمية كبيرة في مجال الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية". 

واضاف المسؤول في وزارة البيئة، ان "هناك استراتيجيات مهمة أخرى سيتم الإعلان عنها، خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر ومنها الوثيقة الخاصة بالتخفيف (الناما)، والتي تتضمن الخطط التي ستقوم بها الوزارات والجهات ذات العلاقة فيما يخص التخفيف والحد من استخدام الغازات الدفيئة في العراق، كذلك وثيقة التكنولوجيات الأساسية، التي تبين ماذا يحتاج البلد من تقنيات وأجهزة لتنفيذ برامجه نحو الطاقة النظيفة".

وفي الشأن ذاته أوضح الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان، ان "هذه الخطوات جاءت منسجمة مع وثيقة المساهمات المحددة وطنيا التي صادق عليها مجلس الوزراء مؤخرا، هي تمثل استراتيجية متكاملة تأتي ضمن مجال التزام العراق باتفاق باريس عام 2015 والخاص بـ(الحد من آثار الانبعاث الحراري والتكيف مع التغيرات المناخية الحاصلة في العالم)، اذ  من المقرر تنفيذها خلال الفترة من (2021) وحتى عام ( 2030)، حيث تهدف هذه الاستراتيجية  بالدرجة الاولى إلى التخفيف من انبعاثات الغازات الضارة وخفضها بنسبة1 ونصف بالمئة. مبينا "انه تم تشكيل لجنة عليا لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهي برئاسة وزير البيئة وتضم عدد من الخبراء والمختصين في مجال الطاقة والبيئة.


الوعي المجتمعي

ناشطون في مجال البيئة والطاقة النظيفة طالبوا بأن يكون للعراق دور ملموس في مجال إيجاد والتعاطي مع الحلول المطروحة في المحافل الدولية المختصة في مجال طاقة المستقبل، والتقليل من حجم التلوث في العالم، باعتباره جزءا مؤثرا، وهناك مؤشرات علمية تفيد بأنه من البلدان الأكثر تأثر بالتغيير المناخي واثاره السلبية، لذلك لابد من اتخاذ خطوات جادة لمواجهة هذه المخاطر التي تشكل تحديات كبيرة وتتطلب جهوداً مشتركة لمواجهتها وحماية البيئة والحفاظ على استدامتها، والوعي والثقافة لهما تأثير كبير على البيئة، وذلك من خلال عدة طرق منها "التغيير في السلوكيات، فعندما يتحسن الوعي بقضايا البيئة وتغير الثقافة لتشجيع السلوكيات الصديقة للبيئة، يمكن أن يحدث تحول في الأنماط الاستهلاكية والإنتاجية، مما يقلل من التلوث ويحافظ على الموارد الطبيعية، كما يعتبر التشجيع على المشاركة والمبادرة من الأمور التي تنمي للوعي والثقافة البيئية، حيث تحفز الناس على المشاركة في الجهود البيئية المحلية، مثل حملات التنظيف وزراعة الأشجار، وتعزيز الوعي بالقضايا البيئية المحلية والعالمية، ومن انعكاسات الوعي البيئي، يمكن أن يؤدي الوعي المتزايد بالقضايا البيئية إلى الضغط على السلطات، لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية البيئة، بما في ذلك تشجيع التشريعات والسياسات التي تدعم الاستدامة وتقليل التلوث وتحسين العلاقة بين الإنسان والبيئة: عندما يتم تعزيز الوعي بالقيمة الحقيقية للبيئة وتعزيز الثقافة التي تحترم وتقدر الطبيعة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى علاقة أكثر احترامًا وتقديرًا بين الإنسان والبيئة المحيطة به.