الذكاء الاصطناعي يرتقي جذرياً بالزراعة اللاتينيَّة‎

علوم وتكنلوجيا 2024/04/25
...

 ريو دي جانيرو: أ ف ب

يعتزمُ جيل جديد من الشركات الناشئة في أميركا اللاتينية إدخال تغييرات جذرية إلى العمل الزراعي بفضل تقنيات ذكاء اصطناعي تتيح تجميع بيانات معيّنة لتقييم المخاطر الطبيعية على هذا القطاع.
وتوقّف الاعتماد على التقاويم القديمة لتوقع أحوال الطقس، إذ بات بإمكان منصات رقمية أنْ تعالجَ في بضع دقائق بيانات كان الخبراء يحتاجون الى أشهر لتحليلها. وتقدّم شركة “ترايف” الناشئة التي أنشأتها عام 2018 البرازيلية ألين أوليفيرا بيزينتي (39 عاما)، خدمات رقمية مماثلة.
وفي البرازيل، المصدر العالمي الرئيس لفول الصويا واللحم البقري والسكر والذرة، يحتاج المنتجون إلى قروضٍ لشراء البذور أو الأسمدة وتلبية الطلب الخارجي الهائل. وتقول بيزينتي إنّ الحصول على قروض مسألة صعبة لأنّ المصارف غالبا ما تتأخر بسبب الخطوة المرهقة المتمثلة في تقييم المخاطر سواء كانت طبيعية كالجفاف أو الفيضانات، أو مالية كانهيار أسعار بعض المنتجات. قررت ألين أوليفيرا بيزينتي التعمّق في درس المشكلة في جامعة “ماساتشوستس انستيتيوت اوف تكنولوجي” الأميركية المرموقة، حيث تخصصت في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. وتقول “كانت المصارف تستخدم نموذج تحليل مخاطر خاصا بها، وهو نوع من جدول اكسيل Excel ضخم للبيانات. ولكن من الصعب جدا على الإنسان، حتى الخبير في الرياضيات والإحصاء، تحديد كل الفروق الدقيقة والمتغيرات من خلال بيانات”. وتضيف إنّ “العملية الحسابية التي كان يستغرق إنجازها ثلاثة أشهر، بُتنا قادرين على القيام بها في خمس دقائق وبدقة أكبر بكثير”.
وابتكرت شركته الناشئة “تيرّا فيرما” نموذج ذكاء اصطناعي يحلل بيانات الأقمار الاصطناعية للمساعدة في توقع الكوارث الطبيعية المحتملة. وتقول إنّ “الفكرة الأساسية تكمن في فهم كيفية تأثير حركات المياه والرياح وأشعة الشمس، على الأراضي الزراعية”. ويستخدم المزارعون في مختلف أنحاء العالم على نحو متزايد الذكاء الاصطناعي لرفع إنتاجهم، إذ يستعينون مثلا بجرارات ذاتية القيادة أو طائرات مسيرة لمراقبة المحاصيل أو المواشي. يواجه القطاع الزراعي انتقادات كثيرة في دول كالبرازيل بسبب تأثيره البيئي، وخصوصا في منطقة الأمازون، حيث يشكل حفظ الغابات الاستوائية مسألة حيوية في مكافحة ظاهرة الاحترار المناخي. ويعتبر المتفائلون أنّ التقنيات الجديدة كالذكاء الاصطناعي تنطوي على آمال، في حين قد يصل عدد سكان العالم إلى عشرة مليارات نسمة بحلول عام 2050.
ماريانا فاسكونسيلوس (32 عاما) هي رئيسة شركة “أغروسمارت” الناشئة التي ابتكرت منصة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المزارعين على تقييم المخاطر المناخية وإنتاج المحاصيل بطريقة صديقة أكثر للبيئة.