طلبة معهد الفنون يقيمون مهرجانهم السنوي الأول

اسرة ومجتمع 2024/04/28
...

  بغداد : غيداء البياتي 


تحولت قاعات وباحة معهد الفنون الجميلة للبنين/ الرصافة الأولى للدراسة الصباحية الاربعاء الماضي، إلى مسرح مفتوح، عرض فيها طلبة المرحلة الاولى تراث العراق، من خلال أعمال يدوية، تمثلت بالنحت والزخرفة والحياكة للخوصيات، كذلك لوحات عبرت عن مهن مختلفة بأشكال مجسمة، برز الطلبة من خلالها الادوات المستخدمة في كل مهنة، منها الطب والميكانيك والنجارة وغيرها، بغية اكتشاف مواهب الطلبة في البذرة الاولى، وما يرغبون به من مجال للإبداع. 

لوحات وخوصيات ومجموعة من الاواني الفخارية المزركشة، وأبيات شعر ما قبل الاسلام، وفقرات غنائية، تحاكي الفولوكلور العراقي، لتصنع جسرًا من التواصل بين الماضي والحاضر، كلها كانت ضمن هذا الكرنفال السنوي الاول، الذي حمل شعار «البذرة الاولى.. انطلاق نحو مستقبل 

مشرق». 

المهرجان شهد حضور جمع غفير من أسر الطلبة والمشرفين والاعلاميين، وبحضورمدير قسم الاعداد والتدريب في وزارة التربية اياد طارق الربيعي، والمستشار الاعلامي في  الحرة عراق عصام الحديثي، بالاضافة إلى مدرسي ومديري اقسام المعهد، فضلا عن حضور عضو مجلس محافظة بغداد المهندس ضياء عايد، الذي قال لـ»اسرة ومجتمع»:»ان التعليم يؤثر بشكل كبير في أبناء المجتمع، خاصة من هم في فترة المراهقة، حيث تبرز مواهبهم وميولهم، ومن خلال هذا المعهد المعني بالفن، نستطيع أن نقضي على الكثير من الظواهر السلبية الموجودة في المجتمع، فربما تكون عن طريق المسرح أو الغناء أو الرسم، وحتى الشعر والموسيقى ممكن ان تحمل رسالة معينة تشير إلى ظاهرة سلبية موجودة في المجتمع، مثلا المخدرات والتدخين، مرسلين بعض النصائح والارشادات للابتعاد عن هاتين الآفتين، بطريقة فنية محببة للاسرة، خاصة ونحن في هذا المهرجان شاهدنا اعمالاً فنية مميزة على مستوى فنانين كبار، وكحكومة محلية ندعم الفن ومعهد الفنون الجميلة بشكل مستمر».   


فائدة الفن للأسرة والمجتمع

اما عن اهمية غرس ثقافة الإبداع وصقل مواهب البراعم وفائدتها للاسرة والمجتمع، فقد أوضح مدير قسم الاعداد والتدريب في وزارة التربية اياد طارق الربيعي قائلا :»نحن نفتقد لمثل تلك البراعم الموهوبة في كل اقسام الفن، والتي تعكس واقع العراق وتربط الماضي بالحاضر وتطوره، وعن طريق اساتذة هذا المعهد، ممكن أن نجعل الشباب يحققون اهدافهم الفنية، التي تنعكس ايجابا على الاسرة والمجتمع العراقي، وذلك بجعل هذا الجيل مهتما بتطوير موهبته مبتعدا عن اللهو في المقاهي أو سلك طرق غير شرعية تعرض حياته وحياة أسرته ومجتمعه للخطر».

ولمدرّسة فن الدمى زينب خالد رأيٌّ عن «مسرح الدمى» في معالجة قضايا المجتمع مبينة  أن «مسرح الدمى ينقسم إلى قسمين، احدها يكون من عمر عشرة اعوام فما دون، فيعتبر مسرح طفل، ومن عشرة اعوام فما فوق يعد للكبار، اي مسرح دمى ايضا لكن للكبار، والأخير ممكن أن يعالج قضايا اجتماعية، اما من ناحية الاهمية فمسرح الدمى مهم اكثر بالنسبة لمن هم دون العشرة أعوام، لأن الطفل احيانا لا يستقبل النصائح أو المعلومات المهمة من والديه، أو من هم اكبر منه عمرا، أما بسبب العناد أو قسوة الاهل وغيرها، هنا يكون دور هذا النوع من الفن مهما، فمن الممكن تعليمُ الاطفال وأعطاؤهم معلومة مهمة، عن طريق دمية محببة لديهم، مثلا حكاية قصة جميلة فيها المعنى أو النصيحة المراد إيصالها للصغير مع مسك الدمية من تحت وتقريبها لوجه الطفل، مع السرد بصوت ناعم، تتقبله آذان الاطفال، وبذلك أضمن لكل أم أن ما تريد أن ينغرس في ذهن طفلها قد يثبت».

خالد نوهت بـ «ضرورة اقتناء الدمى المفتوحة من تحت لسهولة حملها باليد وتقريبها إلى وجه الطفل لإيصال سريع للمعلومة، من خلال الاستمتاع باللعب، واذا لم تكن موجودة ممكن اجراء فتحة لها من الأسفل وحملها». 


فرصة للطلبة     

المستشار الاعلامي في الحرة عراق عصام الحديثي بين:» الفن هو انعكاس لحقيقة المجتمع، لذلك فأن هذه البذرة الجميلة في ذلك المعهد الذي اتاح فرصة ثمينة ومهمة لطلبة المرحلة الاولى بافتتاح مهرجانهم السنوي الاول، لان ما معروف في المعاهد هو ان المهرجان يقام فقط للمرحلة الاخيرة ويعد كمشروع تخرج لهم، لذلك عليهم اسثمار هذه الخطوة بتطوير انفسهم وابداعاتهم، وفي الحقيقة فإن ما قدمه الطلبة في هذا المحفل الابداعي وبكل اختصاصات الفنون التشكيلية من نحت ورسم وموسيقى والقاء للشعر والكرافيك، يعبر عن الكثير من القضايا الانسانية والاجتماعية، وهذ ما سيحقق تقارب للأسر، من خلال تواصل اساتذة المعهد مع أسر الطلبة، موضحا ان المشاركين قدموا شيئا تراثيا قديما بمنظور حضاري جديد وهادف». مدير المعهد خضر الكلابي قال:» إن الجهد المقدم خلال المهرجان هو عصارة سنة كاملة من التعليم، فقد حاول الاساتذة غرس حب التراث والفلوكلور العراقي، سواء من خلال الموسيقى والغناء أو الاعمال اليدوية بأفكار حديثة واستطعنا تقديم كل ما هو مفيد لمستقبل طلاب تلك المرحلة».