بذور الثقافة

اسرة ومجتمع 2024/04/28
...

سعاد البياتي 



يمكن أن يكون حب المطالعة والكتابة، والولع في شراء القصص والكتب هاجسا يعيش ويترعرع منذ الطفولة الباكرة، هذا ليس حدساً أو تقييماً بقدر ما هو واقع عشته في طفولتي، حينما كنت أحصل على مبلغ بسيط من ابي اسارع إلى المكتبة القريبة من دارنا لاقتناء قصة ملونة، وذات صور محفورة تغريني لقراءتها والاحتفاظ بها، واموت شوقاً كي أرويها لأشقائي، كي يستمتعوا بأحداثها الجميلة، لكنهم فقط على قدر قراءتي لها يتركون الأمر من غير اهتمام، فالقضية بقيت مرتبطة بي إلى الآن، نضجت بمرور الوقت والايام، مما جعلني التجأ لمهنة المتاعب اللذيذة، وأرتوي من تفاصيل كثيرة وأحداث هذا العالم الممتع والغريب بعض الاحيان، فكل ما فيه هو دهشة واستطلاع ومعايشة مع أحداث كثيرة، تمد بالقوة والعلاقات والتطلع إلى هموم وعادات المجتمع والتعرف على العديد من الأمور، التي تزيد من الخبرة والمعرفة.

فالكتابة والقراءة عالم متكامل ذات مضمون ونسيج عن الحياة، وبذرة زرعت للانطلاقة نحو الثقافة والأدب، لتعيد بناء الذات بطريقة مثالية تنساب مع الحياة، وهي نافذة مهمة في حياة المرأة التي تدير بيتا وأسرة، وتكون خير عون لاطفالها حينما يجدون أماً مثقفة تبني المستقبل بشكل يليق بها وبأسرتها، وهذا لايأتي اعتباطاً، وانما من خلال المطالعة والمعرفة، فالثقافة بالنسبة للأسرة وللمرأة بالذات لا يمكن اهمالها، فهي جزء لايتجزأ من حياتها ومستقبل اسرتها، فنرى كل صفات الادب والعقل المتزن والحياة الهادئة والتعليم الجيد، هي نتاج أم واعية تنبض بالحياة والحيوية والعلم والثقافة، ومع كل ذلك نرى العديد من النساء بعيدات كل البعد عن جمال هذا العالم الزاخر لكل شيء، ولأجل ان نبقى نطمح ونأمل في استعادة مجال الاطلاع والمطالعة إلى مدارسنا الابتدائية والثانوية بتفعيل المكتبات المدرسية وتنشيطها بحصة متفردة لمعالجة الضعف الواضح في أولاد المدارس، الذين غابت عنهم الثقافة والكتب، والنشاطات الملهمة، لا سيما في المراحل الاولى من الدراسة، حيث يكون فكر الطالب في أوج نشاطه وتقبله للحياة الدراسية والتعلم، هذا اقل ما يمكن المطالبة به للمهتمين بتربية وتعليم الطفل حب الكتب، التي هي مصدر لحياة متسمة بالثقافة، فهي النواة الحقيقية للبناء والمستقبل الزاهر