علي بنيان الحسَّاني.. ورشة لتعليم الكتابة المِسْمَاريَّة

منصة 2024/05/22
...

 ليلى مراد سرحان


ركّز الآثاري علي حسين عبيد بنيان الحسَّاني خلال عمله في المركز الوثائقي لتراث النجف، على توثيق جزء من المباني التراثية في المركز بين عامي "2018 - 2020"، وكذلك المتحف العراقي في بغداد لمدة عامين كاملين، وعمد أيضا على كتابة الألواح المسماريَّة من مجموعة المتحف العراقي، كما أعاد كتابة الألواح المذكورة في الكتب أو المصادر المكتوبة لإنشاء نسخة طبق الأصل من الألواح الأصليّة التي تباع في قسم النسخ الجبسيَّة بوصفها نماذج تذكاريَّة لزائري المتحف العراقي.

تعلق الحسّاني بالآثار مبكرًا لهذا أكمل دراسته الأكاديميَّة في مجال علم الآثار العراقية القديمة/ كلية الآثار/ جامعة الكوفة. 

وأصبح يجيد كتابة الألواح المسماريّة وترجمة اللغة السومريّة باستخدام القواميس والمعاجم المختصة، كما ويمارس شغفه بتصوير المواقع الأثريّة، ناشرًا وبطرق شتى الوعي للثقافة الاثارية، وعرف بمهارات متميزة واستثنائية في التواصل بين الثقافات والعمل الجماعي التي اكتسبها من خلال سفراته العديدة إلى معظم المدن والمواقع الأثريّة في ربوع العراق، وكذلك العمل مع العديد من المتخصصين في مجال علم الآثار. 

واستثمر شغف العمل هذا في قسم التحريات الأثرية، فكان عضو البعثة التنقيبيَّة العاملة في مدينة البصرة الإسلاميَّة. 

ويعمل الحسَّاني الان في متحف "خان الشيلان التراثي" منهمكًا في التخطيط لمشروع "إحياء اللغة السومريَّة والخط المسماري".

ومن أهم أعماله الفنيّة "لوحة مسماريات جديدة" تمتزج فيها العلامات المسماريّة كعنصر أساس بالحروف العربية في اللوحات التي يعمل على رسمها وتقديمها في المعارض الفنية. اختار فيها الفنان الخط الكوفي القديم مع العلامات المسماريّة في خلفية اللوحة بوصفها عنصرًا يعتمد تكرار العلامات المسماريّة والحروف العربيّة بالخط الكوفي القديم. 

وهذا المشروع الفني الذي يعمل عليه مثل لون فني جديد يتفرد به، يهدف عبره إلى زيادة انتشار الثقافة المسماريّة واستعادتها من رقادها القديم وإنعاشها، وجعلها حاضرة كفنٍّ ولغة وكتابة في آن واحد.

ومن مشاريعه الأخرى المهمة تقديم ورش لتعليم الكتابة المسماريّة على الألواح الطينيّة للأطفال ومحاضرة عن الكتابات المسماريّة وورشة عمل لأول مرة لتعليم الكتابة المسماريّة في متحف الشارقة للآثار عام 2024، وقدم محاضرة عنوانها، "الكتابة المسماريّة" تطرق فيها إلى إعطاء نظرة لبدايات الكتابة في العالم، والوسائل البدائيّة التي استخدمها الإنسان في الإحصاء والتوثيق والعد، التي انتقلت معه خلال ترحاله من مكان إلى آخر.

كما وقدم ورشة تعد فريدة من نوعها، حيث خاض الحاضرون فيها تجربة الكتابة على الألواح الطينيّة بالخط المسماري، بعد تعريفهم بالكيفية التي كان يكتب بها السومريون. 

وتقدم هذه الورشة بُعدًا تاريخيًا لربط الحاضر بالماضي ويسمح للأجيال بالارتباط بماضيها وتراثها الإنساني المهم، فهو يعيدهم إلى حيث الطين وأقلام القصب.

نال الحسَّاني من جامعة الكوفة شهادة "استخدام التقنيات الحديثة في مجال العمل الآثاري"، وشهادة "أسلوب العرض المتحفي وأثره في الجذب السياحي". وأنهى دورتين في مجال صيانة الفخار وألوان القطع الأثرية من المتحف العراقي ودورة في مجال التوثيق الآثاري باستخدام نظم المعلومات الجغرافية/ المعهد الألماني للآثار. وتدرّب على وسائل "حماية المواقع الاثرية والتراثية والحفاظ عليها" جامعة الكوفة.

 وكتب عن الآثار مقالات عديدة، فضلًا عن سلسلة مقالات في مجلة النجف تحت عنوان "عندما ينطق الطين" ونشر بعضها في مجلات أجنبيّة ومحليّة.