مستقبل الوظائف

اقتصادية 2024/06/02
...

ياسر المتولي


  يعاني العراق من بطالة مقيتة بين الشباب، وقد دخلنا الآن في دهاليز العالم الرقمي ولو بوتيرة بطيئة والتي سوف تظهر نتائجها في المدى المتوسط حين تتسارع خطوات التطبيق الفعلي للتحول الرقمي

كيف يفكر العالم في مواجهة تحديات التحوّل الرقمي إزاء وظائف المستقبل؟
في خضمِّ التطور الهائل والمتسارع في مجال التحوّل الرقمي والمتجسِّد باستخدامات الذكاء الاصطناعي (الروبوت )في مختلف الأنشطة مكتسحاً الآلاف إن لم نقل ملايين الوظائف وتنتج عن ذلك مضاعفة مشكلة البطالة التي تعاني منها أغلب الشعوب (الدول) النامية والمؤهلة لبلوغها مصافي الدول المتقدمة. فكيف الحال مع الشعوب والدول المتأخرة عن ركب التطور في حال أصابها زحف التحوّل الرقمي الملزم لمواكبة التعاطي مع الدول؟
ما يعنيني في هذا المبحث هو إيجاد حلول لتساؤل مشروع، ما المطلوب من العراق من دور لمواجهة نتائج العولمة بنسختها الحديثة والمتمثلة بصدارة التحوّل الرقمي في التعاملات الدولية؟
في هذه الأثناء يعاني العراق بطالة مقيتة بين الشباب وقد دخلنا الآن في دهاليز العالم الرقمي ولو بوتيرة بطيئة والتي سوف تظهر نتائجها في المدى المتوسط حين تتسارع خطوات التطبيق الفعلي للتحول الرقمي ويتخذ الروبوت زمام أمور إدارة أغلب الوظائف سواء في القطاعات الخدمية المكتبية أم الإنتاجية الصناعية والزراعية عند ذاك ستنصهر الوظائف اليدوية لتضاف إلى فيلق البطالة بين الشباب خصوصاً.
هذا الوقائع يحتّم علينا وقفة تقويمية والبحث في أفضل الوسائل والسبل لمواجهة الزحف الرقمي وتعويض الوظائف المقابلة لكي تحافظ على فرص العمل للشباب.
صحيح أنَّ عميلة إتمام عملية الاعتماد الكلي على الذكاء الصناعي تتطلب وقتاً ليس بالقليل نظرياً لكنه قريب عملياً في منظور التطور العالمي لذلك يتطلب الانتباه إلى مستقبل وظائف الأجيال والعمل على تهيئة المتطلبات الأساسية لاستيعاب وظائف المستقبل وفي مقدمتها إعادة النظر بالمناهج التعليمية بما يسهم في إعداد جيل متسلح بالمعرفة في كيفية إدارة وتطويع الذكاء الصناعي ذلك لأنَّ الإنسان هو من ابتكره وبذلك نهيئ وظائف المستقبل بما يحقق مبدأ معالجة البطالة التي يتسبب فيها التطور الرقمي.
وهنا أعيد إلى الأذهان أني كنت قد نبهت إلى أهمية دراسة واقع التعليم في ظل وظائف المستقبل في مقال في العام الماضي وفي هذه الصفحة الاقتصادية من صحيفة «الصباح» نفسها كما كتبت مقالاً عن واقع التعليم المتراجع وضرورة الارتقاء بالاختصاصات التي تنسجم مع التطور العالمي.
يشهد العالم صراعاً محموماً في مجال التحول الرقمي، والتنافس بات على أشده وبما يؤسس لعولمة بنسخة جديدة بعد أن تحملنا نتائجها المؤلمة في نسختها الأولى ذلك لعدم مواكبتها في حينها…! واليوم نذكر بأهمية التعاطي مع نسختها الجديدة لتخطي نتائجها الموجعة لمن يتخلف عن ركبها.
المؤشرات تدل أنَّ العراق باشر التعاطي مع العالم الرقمي، ومطلوب الانتباه إلى النتائج والعواقب والتصدي لتحدياتها من الآن هذه وجهة نظري عن مستقبل الوظائف أتمنى أن تصل رسالتي إلى أصحاب القرار وصانعي القرارات الاقتصادية.