في ذكرى استشهاده..جواد الأئمة {ع} باب الله وحافظ الشريعة

آراء 2024/06/06
...

ابراهيم هلال العبودي

يستذكر محبّو وأتباع أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في مثل هذه الأيام أواخر شهر ذي القعدة، مناسبة أليمة وفاجعة عظيمة ألا وهي ذكرى استشهاد الإمام محمد الجواد(عليه السلام)، الإمام الجواد هو التاسع من أئمة أهل البيت الذين أوصى إليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) - بأمر من الله تعالى- تولي مهام الإمامة والقيادة من بعده،
بعد أن نصّ القرآنُ على عصمتهم وتواترت السنّةُ الشريفة بذلك  أسهم الإمام الجواد(ع) في إغناء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) واستمرارها، وحفظ تراثها، وكان ذلك واضحاً مدّة إمامته، وقد امتازت هذه المرحلة من الإمامة بالاعتماد على الرواية والنصّ عن الرسول(ص)، وكذلك الاستنباط والفهم من الكتاب والسنّة النبوية المباركة.
حيث قام الإمام الجواد(ع) بالتدريس وتعليم العلماء والتلامذة سبل استيعاب علوم الشريعة المحمّدية الغنية بالمعارف، وحثّهم على كتابة وتدوين وحفظ ما يلقيه عليهم، وما ألقاه آباؤه الطاهرون من قبل على تلامذتهم الروّاد ،كما أمرهم بالتأليف والتصنيف ونشر ما بحوزتهم وما حصلوا عليه، وبيان علوم الشريعة المقدّسة وتفقيه المسلمين، أو الردّ على الآراء المنحرفة والخرافات والتمحّلات الشيطانية التي وقع فيها الكثيرون.
وعلى أساس ذلك قرّر المعتصم العبّاسي ـ وبمشورة مستشاريه ووزرائه، ومنهم قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي المعروف ببغضه لأهل البيت(عليهم السلام) والذي كان يُسيطر على المعتصم وقراراته وسياسته ـ أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنوّرة، محمّد بن عبد الملك الزيّات في عام 219ﻫ بحمل الإمام الجواد(ع) بكلّ إكرام وإجلال، وعلى أحسن مركب إلى بغداد ،فلم يكن بُدّ للإمام(ع) من الاستجابة لهذا الاستدعاء الذي يُشمّ منه الإجبار والإكراه، وقد أحسّ(ع) بأنّ رحلته هذه هي الأخيرة، ولا عودة  بعدها.
وأخيراً ينتهي به(ع) المسير إلى بغداد ـ عاصمة الدولة العبّاسية ـ مقرُّه(ع) ومثواه الأخير الأبدي، ودخلها وما أن وصل(ع) إليها وحطّ فيها رحاله، حتّى أخذ المعتصم يُدبّر ويعمل الحيلة في قتله(ع) بشكلٍ سرّي، ولذلك فقد شكّل مُثلّثاً لتدبير عملية الاغتيال بكلّ هدوء ،على الرغم من تعدّد الروايات في كيفية شهادة الإمام الجواد(ع)، إلّا أنّ أغلبها يُجمع على أنّ الإمام(ع) اُغتيل مسموماً
وأنّ مثلّث الاغتيال قد تمثّل في زوجته أُمّ الفضل وهي بنت المأمون، وهي المباشر الأوّل، قدّمت للإمام عنباً مسموماً.
استُشهد في آخر ذي القعدة 220ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن بجوار مرقد جدّه الإمام موسى الكاظم(ع) في الكاظمية المقدّسة.